in ,

لا للعنف والتمييز والتنمر على أساس الميل الجنسي والهوية الجنسانية

لا للعنف والتمييز والتنمر على أساس الميل الجنسي والهوية الجنسانية
لا للعنف والتمييز والتنمر على أساس الميل الجنسي والهوية الجنسانية

د. بسام عويل: اختصاصي علم النفس العيادي والصحة النفسية والجنسية
قد لا يعلم الكثير من الناس أن حوالي 50% من الأشخاص الذين ينتمون للـ LGBT تصل المعاناة بهم ليس للتفكير بالانتحار وحسب، وإنما فعلياً للإقدام على محاولة الانتحار بسبب كمّ الألم والمعاناة التي يواجهونها نتيجة التنمر والرفض والتهميش المجتمعي وانتهاك كرامتهم الإنسانية وحقوقهم، فقط بسبب توجهاتهم الجنسية!

وللأسف تنتهي أحياناً هذه المحاولات بالموت كما حصل مع الشابة المصرية سارة حجازي في شهر حزيران من هذا العام، والتي أثارت ضجةً كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أظهرت تعاطفاً كبيراً مع سارة وتنديداً بالمواقف والأفكار والاعتقادات والسياسات السلبية تجاه الأشخاص من ذوي الميل والتوجه الجنسي المثلي أو المزدوج، وعموماً تجاه كل من هو بتوجهه الجنسي لا ينسجم مع الغيرية الجنسية كسلوك على الأقل!

التنمر تجاه الأشخاص المثليي التوجه الجنسي (gay bashing أو gay bullying)

هو كل إساءة لفظية مباشرة أو غير مباشرة لشخص يُشتبه به أو يُوصف على أنه/ها مثلي/ة الجنس، أو متحول/ة جنسياً، حتى الأفراد منهم الذين يُعتبرون في الحقيقة غيريي الجنس. وعادةً ماتشمل مادة التنمر اللفظي ومحتواها إزاء المثليين الإهانات الشخصية والافتراءات الجنسية، والشتائم، والترهيب والتكفير الديني والتهديد بالعنف أو تكون مصاحبة لأشكال العنف الجسدي في أحياناً كثيرةً.

وهذا التنمر بكل أشكاله يكون عادةً متكرراً ومقصوداً ومدعوماً من المنظمات والتنظيمات العنصرية السياسية منها أو الدينية، والتي تُحاصر حياة الأشخاص ذوي التوجهات الجنسية غير “المغايرة” وتُحيلها إلى ما يشبه الجحيم أو حتى أسوأ.

ومن هنا أرى أنه من الواجب التذكير بما تنصَّ عليه مبادئ “يوغياكارتا”، وهو أن “التوجه الجنسي والهوية الجنسانية المحدَدة ذاتياً من قبل الشخص هي جزء لا يتجزأ من شخصيته، وهي جانب أساسي من حق تقرير المصير والكرامة والحرية”. وأنه “لكل شخص الحق في أعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية، دون تمييز بسبب التوجه الجنسي وهوية النوع وتعتبر الصحة الجنسية والإنجابية جانباً أساسياً في هذا الحق”.

إضافةً إلى التذكير بالمبادئ المذكورة أعلاه يتوجب العمل دون إبطاء على استراتيجية “الوقاية والحماية من العنف والتمييز على أساس الميل الجنسي والهوية الجنسانية” وبالدرجة الأولى من قبل نشطاء منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والناشطين السياسيين والمدنيين، لوقف الأعمال العدوانية كالقتل والتعذيب والتنمر والإساءة والإهانة التي تطال الأشخاص على أساس ميولهم الجنسي وهويتهم الجنسانية.

يمكنني تحديد الأطر الاساسية العامة لهذه الاستراتيجية بالتالي:

  • عدم تجريم العلاقات الجنسية المثلية.
  • اتخاذ تدابير قانونية فعالة لمنع التمييز.
  • الإعتراف القانوني بالهوية الجنسانية.
  • ربط إزالة الوصمة بنزع صفة المرض والشذوذ عن ممارسي العلاقات الجنسية المثلية تناغماً مع مبادىء الصحة الجنسية.
  • الإدماج الثقافي الإجتماعي وتعزيز التثقيف بشأن هذه العلاقات والتعاطف مع ممارسيها. 

من خلال هذا الرابط يمكنكم الاطلاع على مبادئ يوغياكارتا حول تطبيق القانون الدولي لحقوق الإنسان في ما يتعلق بالتوجه الجنسي وهوية النوع، آذار 2007 .المبدأ السابع عشر:
https://yogyakartaprinciples.org/wp-content/uploads/2016/08/principles_ar.pdf

اقرأ/ي أيضاً:

اضاءات علمية وإكلينيكية على الميول الجنسية المثلية والمزدوجة

مجتمع الميم: بين الاضطهاد والنضال الحقوقي المثمر

أخبار ألمانيا: الشرطة الألمانية تطارد مسلحاً خطيراً في الغابة السوداء

بدعم من المروحيات.. الشرطة الألمانية تطارد مسلحاً خطيراً في الغابة السوداء

أخبار ألمانيا: خطة جديدة لفرض قيود كورونا بشكل أسرع وأكثر دقة

أخبار ألمانيا: خطة جديدة لفرض قيود كورونا بشكل أسرع وأكثر دقة