in ,

كلوب وقع بمصيدة غوارديولا في معارك التكتيك!

لأنها قمّة القمم والمنتظرة من قبل الجميع كان لا بد لها أن تكون على الموعد، وهي أيضاً ستكون وجبة كروية دسمة لعشاق التكتيك الكروي، لم لا وهي تجمع كلوب وغوارديولا.

قبيل المباراة وخلال التصريحات والحرب النفسية تبادل المدربان المديح وكانت النتيجة 1-1 ما قبل صافرة بداية المباراة على أرضية الميدان، بعيداً عن التصريحات فإن كلوب لم يغامر في التشكيل واختار التحفظ واللعب على المرتدّات كما توقّع الجميع، 4-3-3 بتواجد كل من هندرسون وميلنر وفينالدوم في وسط الميدان، ثلاثي مختص في عملية الضغط والافتكاك واصطياد أخطاء الخصم ونقل الكرة بسرعة لثلاثي الهجوم.

واقعية غوارديولا هذا العام طغت بشكل كبير على فكره ونهجه الكروي، واعترافه بأن المرونة التكتيكية يجب أن تظهر في بعض المواقف لكسب النقاط فقط، لذا هو حمل واقعيته من مباراة الذهاب التي انتهت 0-0 لملعب الاتحاد مع استغلال نقاط ضعف الخصم، 4-3-3 تتحول إلى 4-2-3-1 بتواجد برناردو سيلفا وفيرناندينيو في وسط الملعب، ودعونا نعترف أن غوارديولا استفاد من عدم جاهزية دي بروين بالشكل الصحيح، فتمكن من نقل المباراة للصراعات البدنية ونقل شقّه الهجومي على الأطراف مع سانيه وسترلينغ بمساعدة برناردو ودافيد سيلفا، دفاعياً البدء ب لابورت على حساب وولكر كانت غايته دفاعية بحتة، فالمدرب الكتالوني لا يريد أن يقع في نفس الحفرة دائماً وتثبيته دفاعياً لإيقاف محمد صلاح وكانت الإجابة صحيحة حيث لمس المصري الكرة في 32 مرّة فقط أقل لاعب في المباراة.

حساسية المباراة وأهمّيتها لكلا الفريقين جعلت الأخطاء مضاعفة لذا كان تركيز لاعبي السيتي أكبر، خلال الشوط الأول ارتكبوا 5 أخطاء فقط واعتمادهم على نقاط ضعف الخصم في عملية نقل الكرة من الوسط للهجوم، فكان عزل الثلاثي الهجومي أفضل ما فعله دفاع السيتي طيلة المباراة وهذه الأدوار قام بها كل من فيرناندينيو وبرناردو سيلفا، البرتغالي، حيث قدم واحدة من أعظم مبارياته مع السيتي وكان إيجابياً في عملية الافتكاك بوسط الملعب والزيادة العديدية في حالة الهجوم وساهم بصناعة هدف أغويرو، لقطة الهدف يجب الوقوف عندها، مكان تسجيل الهدف أعاد لذاكرتي قمّة اليونايتد وليفربول الموسم الماضي في الأولد ترافورد كيف استغل مورينيو تواضع أرنولد على الطرف ونقل المباراة لجهته التي كان في راشفورد، في الأمس كان سانيه هو راشفورد، تلاعب الألماني بالمدافع الإنكليزي مع اقتراب أغويرو ودافيد سيلفا لتلك الجهة وجد كل من لوفرين وأرنولد في مواجهة صعبة ليقع اللاعبان بخطأ فادح كلّف الهدف الأول.

في الشوط الثاني مبالغة كلوب وطمعه بعد هدف التعادل قابله زيادة في الواقعية من غوارديولا، لينقلب المشهد ويصبح السيتي هو من ينتظر الريدز على خطأ ليرتد بهجمة منظمة استفاد منها المتألق سانيه وينهي المباراة، قبل هدف السيتي الثاني كان غوارديولا يفكر ب دي بروين ومحرز وربما جيسوس، لكن بعد التقدّم غيّر مفاهيمه كُلّياً ليبدأ ب غوندوغان في وسط الملعب ومن ثم وولكر وأوتاميندي ويغلق بذلك المباراة بشكل كامل.

انتهت القمّة الدسمة وأثبت غوارديولا أنه تعلّم من أخطاءه السابقة واستفاد من نقاط ضعف خصمه وأثبت أيضاً أن السيتي لا يزال البطل وأن ما حصل كان كبوة، أما كلوب فشرب من الكأس نفسه.

*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

 

اقرأ/ي أيضاً:

„Lasst uns froh und munter spenden“

بيوغرافي فنان العدد: العراقي رياض نعمة.. التعبير الأكثر جمالاً عن مأساة البشر