in

جامعة كلاوستال الألمانية: أسباب كثيرة تجعلها المقصد الأول للراغبين في دراسة الهندسة…

محمد داود*

تعتبر الدراسة في جامعات ألمانيا هدفاً لكثير من الطلاب الأجانب، لاسيما أن قلة من الطلاب الألمان يذهبون خارج ألمانيا لإكمال دراستهم الجامعية، لعلم غالبية الشعب بمدى قوة جامعات بلادهم، وجودة التعليم فيها. وهذا يحفز الطالب الأجنبي لاتخاذ قراره، وركوب الطائرة الى هذا البلد العريق، واكتساب أفضل الخبرات العالمية في اختصاصات عديدة ومتنوعة بشكل كبير.

جامعة كلاوستال هي إحدى الجامعات التقنية المهمة في ألمانيا، وهي مقصد لكثير من الطلاب الألمان والأجانب، الذين يرغبون بدراسة الهندسة بكافة أنواعها والفروع التقنية لعدة أسباب.

فمستوى التعليم فيها عالي ومتطور، وهي مزودة بكافة الخدمات والدعم التي يستطيع من خلالها الطالب إنجاز المشاريع الخاصة بالدراسة، من مكتبة ضخمة تحتوي على مراجع عالمية، وأماكن خاصة للدراسة الفردية أو المشتركة، ومخابر للتطبيق العملي والاستثماري مزودة بأحدث الأجهزة التقنية، ليستطيع الطالب تطبيق العلم المأخوذ ضمن المحاضرات النظرية.

بهذه الطريقة المتميزة حقيقة نستطيع أن نرى صورة المهندس الناجح، وهو قادر على العمل ضمن مجال اختصاصه، وملم بكافة جوانب متطلبات العمل في الشركات العالمية.

جامعة كلاوستال لديها نقاط قوة في عدة اختصاصات أهمها: علوم الكمبيوتر، هندسة الميكانيك والبترول، وقد حازت في عدة سنوات قبل عام 2015 على رقم 1 كتصنيف أفضل جامعة ألمانية في تدريس هندسة الميكانيك وهندسة البترول، ورقم 6 في تدريس علوم الكمبيوتر.

يوجد اليوم العديد من علماء ألمانيا هم خريجو جامعة كلاوستال، ومنهم من أصبحوا عالميين مثل بعض مؤسسين شركة البرمجيات SAP، والتي هي اليوم واحدة من أضخم الشركات البرمجية العالمية.

وقد خرج من هذه الجامعة أيضاً العديد من مهندسي آبار النفط والمناجم، الذين أصبحوا نقطة تحول في هذا المجال الصعب.

يوجد تنوع جنسيات ضخم في الجامعة، وهذه ميزة رائعة تمكننا من التعرف على ثقافات جديدة عن قرب، والمفرح انسجام هذه الجنسيات مع بعضها البعض، وإنشاء مجموعات دراسية مؤلفة من مختلف الجنسيات، كالصين والكاميرون وكثير من الجنسيات العربية مع الألمان، وهذا بالطبع يساعد على هدم الفجوة في اختلاف الثقافات، وتقبل الاخر بغض النظر عن جنسه ودينه وعرقه ولونه.

الشيء الجميل الملفت للنظر عند دخول مدينة كلاوستال طبيعتها الجذابة، فهي منطقة جبلية تقع في أعلى جبل هارتز على ارتفاع 1300 متر، وهذا عامل محفز جداً للطلاب للدراسة في جامعتها، فالراحة النفسية والاستجمام في هذه الطبيعة الخضراء يساعد جداً في كسر حاجز الخمول، خاصة أن مدينة كلاوستال تمتلك بحيرات كبيرة نسبياً، يمكن للطلاب أن يجتمعوا ويقيموا بعض حفلات الشواء في وقت الفراغ.

وهذا ما يشجع الجامعة دائماً للقيام بنشاطات ترفيهية مجانية للطلاب، منها التجذيف في القوارب الصغيرة، وركوب الخيول، وحفلات كبيرة في فصل الربيع والصيف في أجمل المناطق الخضراء هناك، وأيضا يوجد نادي للرماية تقام فيه مسابقات تحفيزية بالرمي.

الجدير بالذكر ان مدينة كلاوستال واحدة من أرخص المدن في ألمانيا من ناحية المعيشة، لكونها مدينة جبلية، وهذا سبب قوي جداً للطلاب للدراسة هناك، لعدم توفر المقدرة المادية الدائمة للسكن في مدن كبيرة وغالية. طبعاً المعيشة رخيصة من جميع النواحي، من السكن ورسوم التسجيل الفصلية والطعام والشراب وحتى مطاعم المأكولات السريعة، ولكن بسبب طبيعتها الجبلية لا يوجد محطة للقطار داخل المدينة، فيجب على السكان أن يذهبوا إلى مدينة أخرى جانب كلاوستال للوصول الى أقرب محطة قطار.

بالنسبة للسكن فهو على غير المعتاد في ألمانيا، ليس مشكلة ابدا في هذه المدينة الجميلة، حتى السكن الجامعي، لا ينتظر الطالب أكثر من شهر ونصف كحد اقصى للحصول على غرفة خاصة في أحد أبنية السكن الجامعي، ناهيك عن المجمعات السكنية الخاصة المنافسة داخل المدينة، والسكن المشترك ضمن بيوت كاملة، وتبدأ أجور الغرف من 180 يورو في الشهر، ويمكن بكل سهولة الاستطلاع عن هذه الأمور إما عن طريق موقع الجامعة، او من تطبيقات الموبايل المنتشرة، التي تهدف لتسهيل عملية استئجار الغرف والبيوت، وخاصة للطلاب.

يخطر لذهن الطالب أنه من الصعب الحصول على قبول جامعي فيها مع هذه الميزات الكثيرة، لكن العكس هو الصحيح، بالرغم من الإقبال الكبير من الطلاب عليها، إلا أن الجامعة متعاونة جداً بهذا الخصوص، وطالما الطالب لديه الشروط المعروضة على موقع الجامعة خلال مدة أقصاها 5 أسابيع، يحصل على قبول مشروط.

وهذه الأمور بالطبع تستحق ركوب الطائرة بهدف اكتساب العلم من خلال منصات تعليمية جيدة جداً على مستوى العالم، ولن يُهدر الوقت سدىً ضمن مجتمع فيه مقومات التعليم الصحيح، والتقنية المناسبة لتخريج مهندسين عالميين قادرين على تطوير سُبُل الحياة لتكون أفضل، فبالأسفار تُحقق الأحلام.

*كاتب سوري من فريق عمل الدراسة والتعليم، طالب في جامعة كلاوستال

مواد ذات صلة:

علوم الإنسان الحيوية في جامعة ماربورج – ألمانيا

أنت في عجَلة لبدء حياتك العملية؟ إليك ما تحتاجه من معلومات للعمل كمساعد علمي في الجامعة Hiwi

اختبار اللغة هو مدخلك الأول للانضمام للجامعة… وهنا ما تحتاج لمعرفته للنجاح

الألم الممنوع اللاإنساني

معرض (الحياة الثانية، أنت تعرف اسمي لكنك لا تعرف قصتي ) موضوع الهجرة والانتقال في عدسات مصورين من جنسيات مختلفة