in

من معرض صور قيصر: “العدالة هي الطريقة المثلى لتحقيق السلام، حتى لو احتاج تحقيقها إلى وقت”..

زاوية من معرض الصور

خاص أبواب

في مبنى الفنون Kunstgebäude في مدينة شتوتغارت الألمانية بدأ في 27 حزيران الفائت المعرض الأول لصور “قيصر” بجهود منظمة “مجموعة ملفات قيصر” والسيدة تينا فوكس وبرعاية من مؤسسة هاينريش بول وقد استمر المعرض لأسبوعين. وقيصر “سيزر” هو الاسم المستعار للمصور العسكري الذي هرّب آلاف الصور لضحايا التعذيب في سجون المخابرات السورية.

وقد رافق معرض الصور معرض فني تركيبيInstallationللفنانة السورية “عبير فرهود”.

على هامش المعرض التقت “أبواب” المحامي “ابراهيم القاسم” القائم على المعرض وأحد مؤسسي “مجموعة ملفات قيصر”، وهو يقيم في ألمانيا حالياً، ويعمل في المركز الأوربي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان ECCHR، في بناء الملفات القضائية التي تقدم أمام القضاء الألماني أو الدول الأوربية الأخرى ضد مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا. وكان واحداً من المحاميين المدافعين عن المعتقلين أمام المحاكم السورية سيما محكمة قضايا الإرهاب، ولقناعته بإمكانية تطوير استراتيجيات العمل لخدمة قضية المعتقلين أكثر من الخارج ولأسباب أخرى غادر سوريا منذ ما يقارب أربع سنوات.

من هناك كان الحوار التالي:

* حدّثنا عن “مجموعة ملفات قيصر”؟

*لقد اخترنا اسم “قيصر” لأنه مثال للناشطين والناشطات العاملين في الخفاء، ولدينا أعضاء داخل سوريا وخارجها. هي من المنظمات التي تعمل على الدعاوى المقدّمة ضد رموز النظام السوري، وغيرهم من مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سورية.

ونحن كمنظمة نتعاون مع المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان في برلين، والذي يقوم ببناء كل الملفات بجهد كامل وكبير ويقيم الدعاوى في ألمانيا وفرنسا والنمسا، وتتعاون معه بعض من المنظمات الذين يرفدونه بالمعلومات والأدلة. أما منظمتنا “مجموعة ملفات قيصر” فتستمر في توثيق الانتهاكات الحاصلة منذ سنوات في سوريا عبر جمع الأدلة والوثائق ودعم الملفات القضائية، كالقضية المقدمة في إسبانيا مثلاً والتي رفعتها سيدة سورية لديها الجنسية الإسبانية بعد قتل أخيها تحت التعذيب في أحد الأفرع الأمنية السورية. وأقمنا دعوة خاصة بالوثائق التي لدينا في ألمانيا، استخدمنا فيها الصور والوثائق، وقد تأكد منها مكتب الادعاء الألماني وصادق على صحتها.

 

زاوية من معرض الصور

 *ما الهدف من المعرض اليوم برأيك؟

*للمعرض عدة أهداف، أولها فتح بوابة لأهالي الضحايا والمعتقلين للتواصل مع المنظمة، فللسوريين عامة حق في هذه الوثائق بالتأكيد، ولكنها في النهاية هي حق لأهالي الضحايا. الهدف الثاني هو تسليط الضوء على معاناة المعتقلين المستمرة، وتحريض الرأي العام الأوروبي لجعل قضية المعتقلين مستمرة في وجدانه، فالصور تغطي بعض الأفرع الأمنية في سوريا لفترة معينة فقط، فيما لم يتم حتى اللحظة حلّ قضية المعتقلين، إنما تتم محاولة تسيس الملف وجعله قابلاً للتفاوض!

* هل لديك أمل أن تتوصل هذه الجهود إلى أي نتيجة؟

* القضاء ليس مجرد أمل للسوريين، فالعدالة هي الخيار الأمثل لتحقيق السلام حتى لو احتاج الأمر إلى وقت، فهو عمل تراكمي. الأهم هو وصول الحقوق لأصحابها بتطبيق العدالة، وألا نصل إلى حل سياسي فقط ثم يتم نقضه كما حدث في اليمن، وإنما أن نتوصل إلى حل دائم وعادل، فالسلام الدائم لا يمكن تصوره ما لم تطبق العدالة للضحايا وذويهم ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.

* سؤالي كان لأننا اعتقدنا أن صور قيصر ستهزّ العالم حين خرجت على العلن، ولكن للأسف ما من تغيير حقيقي حدث.

* للآسف تخاذل المجتمع الدولي عن القيام بواجباته تجاه إيجاد حل عادل في سوريا، أرخى بظلاله على كافة المسارات، وتاريخياً المحاكم الدولية التي نظرت في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية تم تشكيلها بقرار دولي صادر عن مجلسي الأمن، كما أن هناك ارتباط بين المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن الدولي، وهو يتدخل في عملها من خلال إحالة قضية لها أو طلب وقف النظر في قضية لها لمدة سنة قابلة للتجديد.

لكن هذا لا يغير من حقيقة الواقع أن العدالة هي خيارنا الأفضل لتمكين الضحايا وذويهم من الوصول لحقوقهم، لذلك كان الحل الأمثل حالياً التوجه للمحاكم الوطنية الأوربية التي تعتمد مبدأ الاختصاص القضائي العالمي الشامل. بإعتقادي نحن نسير في الطريق الصحيح، بدليل أننا بدأنا نحصد النتائج ففي 8 حزيران تحصّلنا على أول مذكرة توقيف دولية بحق اللواء جميل الحسن.

زاوية من معرض الصور

* وماذا عن العمل في القادم؟

* مستمرون، فاليوم مثلاً أعلنا عن انتهاء زيارة أصدقائنا “قيصر” و”سامي” إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث كانا في جلسة استماع في الكونغرس الأميركي، وعرضا للوضع الحالي للسوريين تحت قصف النظام، وخصوصاً ما يحدث في هذا الوقت في درعا، كما عرضا وضع المعتقلين، ولابد في النهاية للجهود أن تثمر.

اقرأ أيضاً:

هل تذكرون “صور القيصر”؟ كي لا ننسى وسعياً إلى العدالة، أنتم مدعوون لمشاهدة الصور مع أصداء صرخات الضحايا

الموت تحت التعذيب في أقبية الأسد يتحول إلى سكتة قلبية في آلاف الخطابات إلى ذوي المعتقلين

إدلب… بيضة قبّان النظام السوري: سيناريوهات كثيرة يتصدرها الدمار

تقرأون في العدد 33 من أبواب عن التبادل الثقافي في ألمانيا ومواد أخرى متنوعة