in

زاوية حديث سوري: ما يريده الألمان “What German want”

خالد ابراهيم. فنان وكاتب سوري مقيم في ألمانيا

ما يريده الألمان \ What German want

المجموعات البشرية المعمَّمة الواردة أدناه متخيَّلة، ولا تمتّ للواقع بصلة، وإذا شابهت شيئاً من الواقع فالسبب هو المؤامرة البحتة.

اقتباساً عن عنوان الفيلم الشهير “ما تريده النساء\ What women want” وعلى إثر صاعقة الحرب واللجوء اللامتوقعة، تقمصتني تلك الطاقة السحرية فصارت بصيرتي قادراً على معرفة ما يفكر به الناس من حولي ولكن ظلت مقدرتي قاصرةً على المجموعات البشرية لا الأفراد، ولذلك كلما نطقت، عمّمت، ومن ثمّ سقطت “من عين أحدهم” -ربما فقط السوري سيفهم هذا التعبير- المهم.. حين وجدت نفسي وحيداً أسفل عيون السادة الناطقين باسم كل مجموعة من هؤلاء، ومهاجماً منهم، قررت أن “أكثر من القرد الله ما مسخ”

وما بين أصحاب نظرية المؤامرة وأنا منهم، وأصحاب “الله بيبعتو وبيبعت رزقو معو”، هناك جماعة “الحيط والسترة” ولا ننسى “اللي بياخود أمي بيصير عمي” وفوق كل هؤلاء هناك دوماً من “يبوس اليد ويدعو عليها بالكسر”.

لماذا متوالية الأمثال الشعبية هذه؟ للاشيء في الحقيقة سوى محاولة عنونة وتعليب بعض المجموعات البشرية في هذا الكوكب الألماني الجديد. طبعاً بغض النظر عن كيفية وصول كل مريخيٍّ منهم إلى ألمانيا، وبالطبع كل مشهد سأسرده هنا من قلب ألمانيا “ماما ميركل” يمكن نسخه ولصقه في غياهب هذه الـ “أوروبا”

أولئك المتآمرون:

حين فتحت لنا الأبواب، نحن السوريين لم يكن هذا من باب الإنسانية طبعاً، على من يضحكون؟؟ نحن -السوريين- معروفون في أنحاء العالم مجتهدون أذكياء نتعلم بسرعة و”وين ما شلحتنا بنجي واقفين”.

كل ما افتعل في بلادنا كان هدفه البعيد أن نأتي إلى هنا ليستفيد منا هذا الشعب العجوز، سندفع تقاعداتهم ونرعاهم في دور العجزة ونحسن نسلهم، ونلون وجوههم الشاحبة. آباؤنا هم الأقدم، نساؤنا الأجمل، تاريخنا الأكثر تشريفاً.. عفواً سأتراجع عن الفكرة الأخيرة، أستدرك مع جماعتي أن المؤامرة ذاتها ليست وليدة اللحظة، فالتاريخ الذي بدؤوا التغني به منذ قليل ليس مشرفاً جداً. لذا نستدرك نحن -المتآمر علينا- بتوضيح أن تلك المؤامرة المغرقة أكثر في القدم مكشوفة لنا على أية حال، تسبق للوراء سايكس وبيكو وسلاطين بني عثمان، ومفرقي المسلمين و”مطوئفيهم” وحتى قاتلي الخلفاء. إنها أقدم أقدم من أيام القتل الأول، بل حتى من أيام الأفعى الأولى، ولو استطاع أحد الرجوع أقدم لشرح من وضع الأفعى هناك.

أصحاب الشكر والحمد والانتظار

المتقبلون الطائعون القانتون الوارثون هم هنا لأن رزقهم دعاهم، الله أرسلهم فرادى، كانوا راضين سابقاً وسيرضون لاحقاً، متطلباتهم قليلة واكتفاؤهم مرهون بما يعطى لهم، يحبون لأن الحب شيء جيد، ويتكاثرون لأن هذا يحدث فقط، أغلب الحياة خارجة عن أمرهم، والتفاصيل تعبرهم ببطء، يعيشونها حقاً بحذافيرها المصنوعة بتقنية الـ stop motion وهم هنا في هذه البقعة لأنهم ليسوا هناك وسيتابعون الحياة فيها كأنهم هناك بالضبط. فماذا يمكن أن يريد الألمان ؟

وينشق عن الطائعين أعلاه الجناح العصبي قليلاً

هم من يراوحون ما بين بوس اليد والدعاء بالكسر وبين الحيط والسترة؛ ولا يعجبهم شيء ولكن هذا الهُنا أفضل من غيره، يخافون مما ستفعله الغربة بنسلهم ويخافون الترحيل أكثر، حزينون لترك الوطن ولكن ترعبهم فكرة العودة، يقلقهم يمينيو الغرب ولا ينظرون في المرآة. و الألمان مسخّرون لهم، تماماً كما الكوكب، كما الأبقار، كما الأبناء، والزوجات… وإن أرادوا غير ذلك فالويل والثبور.

خاتمة: كلّ ما ورد أعلاه لا يقصد به المساس بـ”هذا الشعب العظيم- ولا ينفي بأي شكلٍ من الأشكال سلبيات الجانب الألماني. وجب التوضيح للمتصيدين في الماء العكر.

ملاحظة: بما أنني من جماعة “اللي بياخود أمي بيصير عمي” فإنني مضطر لإطاعة رئيس التحرير وتقصير هذه الدراسة التحليلية وبالتالي اضطررت لحذف مجموعات بشرية من التصنيف أعلاه. وجب التوضيح.

أحاديث سورية أخرى:

زاوية حديث سوري: سخرية…

زاوية حديث سوري: أعياد وولائم…

زاوية حديث سوري: العنصرية و البولمان والمخلل..

“لا أحد يعرف أسباب التغير المناخي”.. بوتين يؤمن بالغيبيات ويشكك بالعلوم

“الميتا” لتحليل المحتوى باللغة العربية