in ,

ليفربول كلوب.. برشلونة غوارديولا بنسخة جديدة

مصدر الصورة: رويترز
عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

ليفربول كلوب.. برشلونة غوارديولا بنسخة جديدة

لا أذكر فريقاً تمكن من الهيمنة بهذا الشكل على الساحة الأوروبية والمحلّية منذ أيام برشلونة بيب غوارديولا بجيله الذهبي حينها، انتظرنا ما يُقارب عقداً من الزمن لنشاهد نسخة جديدة لفريق يمكننا أن نطلق عليه لقب “مرعب أوروبا”.

جميلة المقارنات في كرة القدم، على أيام بيب في برشلونة استحوذت التيكي تاكا والهدوء في اللعب والبناء من الخلف والتحركات بدون كرة على أجواء الكرة الأوروبية، وتمكّنت لاماسيا برشلونة من تقديم أفضل نموذج كروي متكامل من صناعة محلّية، لا يهم من يلعب ويشارك الأهم هي الطريقة واحدة والجميع قادر على التمثيل الصحيح لطريقة اللعب، الجميع يخدم المنظومة للخروج بصورة كروية جميلة تتمتع بشخصية البطل التي زُرعت في نفوس اللاعبين.

في ليفربول الحالي الأمور متشابهة من ناحية الأفضل في فترته الحالية والجميع يخدم المنظومة التي عمل كلوب على زرعها في الريدز، شخصية البطل رسمها اللاعبون منذ ريمونتادا برشلونة العام الماضي، التي أسس لها كلوب نفسه منذ أول يوم وصل فيه إلى ليفربول، أسلوب الريدز في اللعب لا يعترف بالسيطرة والاستحواذ، يعتمد التنويع في اللعب والضرب من جميع الجبهات، الضغط العكسي هي الصفة الأساسية للفريق، القدرة على الوصول بشتى الطرق وأسهلها.

الحاجة والصبر

في عام 2008 وصل الحال في برشلونة إلى تفشي ظاهرة الاستهتار للعديد من نجوم الفريق ولم يعد هناك مدرب قادر على صنع أشياء جديدة للفريق ليأتي غوارديولا بأفكاره وشخصيته الشابّة ويبدأ العمل مع كامل الصلاحية من إدارة البلوغرانا التي بدورها صبرت بشكل كبير عليه لتحصد معه لاحقاً أفضل نسخة لفريق في العصر الحديث.

داخل الأنفيلد روود كانت الأمور مشابهة للكامب نو، عدم استقرار وابتعاد عن منصّات التتويج أهمّها المحلّي، لاعبين غير قادرين على حمل شعار النادي، لتستقر الإدارة على الألماني يورغن كلوب الذي أحدث ثورة في بلاده مع ناديها الأصفر بوروسيا دورتموند، مدرب لديه أفكار مؤمن بها لكنها بحاجة لصبر الجميع من لاعبين وإدارة وتوفير البيئة المناسبة للعمل.

تشابه الصفات

عمل المدرب في أجواء تشبهه تعطيه الكثير من الثقة لتحقيق الكثير والوصول للكمال الكروي “شخصية البطل والكرة الجميلة”. أجواء برشلونة لم تكن بالبعيدة عن غوارديولا حينما وصل لها، ابن النادي الذي تشرّب أفكار عرّابه كرويف وقام بتطويرها بما يتناسب مع تطور الكرة الحديثة.

صخب الأنفيلد وحماسه يشبه شخصية كلوب لأبعد حد، حالة الكاريزما التي زرعها الألماني ليست بالغريبة على أجواء ليفربول لتصبح ثنائية قادرة على صنع المزيد في جحيم الأنفيلد.

اقرأ/ي أيضاً:

هالاند إلى بوروسيا دورتموند.. صفقة العقل والمنطق في عالم المال

مانشستر سيتي وليستر سيتي.. حماس غوارديولا ومعاني كثيرة

مركز العائلة أو مراكز الوالدين والأطفال.. النشأة والأهداف والخدمات

ألمانيا 2020: 12 احتفالية استثنائية في 12 مدينة ألمانية على مدار العام الجديد