in

بيب غوارديولا.. رَجُل الأزمات لم يعد كذلك

عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

أمام ليفربول ظهر بيب غوارديولا بهيئة الشخص المهزوز، بقي مركزاً على التحكيم، لم نشاهد كثيراً توجيهاته للاعبيه بل طغى نقاشه مع الحكم على المشهد، ليختتم اللقطة بمصافحته الساخرة لطاقم الحكام عقب انتهاء المباراة. هي ملامح لا يستطيع أحد إخفاءها، وبيب أكثر من يعبّر عنها، وتثبت لنا الأرقام أن موسم بيب الحالي هو الأسوأ في مسيرته التدريبية، حيث حصد 25 نقطة من 36 متاحة خلال 12 جولة.

خلال مسيرة المدرب الكتالوني التدريبية، يبحث بيب غوارديولا دائماً عن إيجاد الانسجام والتأقلم لاكتشاف أفضل طريقة للاكتساح في المرحلة الثانية، لتأتي المرحلة الثالثة الأصعب وهي الاستمرارية وهنا يخرج له خصوم تنافسه بطريقة مضادة له وتنتصر عليه، ليبدأ بالبحث مجدداً لابتكار طريق جديدة سواء بنفس عناصره أو التعاقدات التي يطلبها.

مع مانشسترسيتي ومنذ المرحلة الأولى وجد بيب غوارديولا صعوبة بالغة في التأقلم، حيث تعرّض لانكسارات كبيرة في الدوري الممتاز، ليأتي بعدها الموسم الثاني “مرحلة الاكتساح” ويربح بيب الدوري التاريخي برصيد 100 نقطة.

موسم يبدو للجميع أنه ناجح لكنه بالنسبة للمدرب الإسباني لم يكن كاملاً، والسبب هو إصابة الفرنسي ميندي منذ بداياته، بينجامين الظهير العصري القوي الذي يعتبر النقطة الأهم بتشكيل بيب 3-5-2، ليضطرّ لتغيير أفكاره والاعتماد على ساني طيلة الموسم بمركز جناج على الخط.

استمرّت إصابة ميندي في الموسم الماضي وبقي ساني الجناح الوحيد على تلك الجبهة، لتأتي الإصابة الأقوى التي أبعدت اللاعب الأهم في تشكيلة بيب “كيفين دي بروين”، ليتأقلم بيب مع تلك الظروف لنشاهد بطلاً آخر هو برناردو سيلفا الذي فعّله بيب بالشكل الصحيح في ظل غياب البلجيكي، ومع منافسة شرسة مع ليفربول استطاع السيتي من حسم اللقب الثاني على التوالي.

هذا الموسم تعرّض غوارديولا لهزّتين في فترة واحدة، ساني ولابورت ومع استمرار عدم جاهزية ميندي، أصبح بيب بدون حلول على الطرف وفقد أفضل مدافعيه. أمور جعلتنا نرى بيب بشخصيته الحالية وبالرغم من كل ذلك لم يسلم بالأمر الواقع وافتخر بأداء لاعبيه أمام الريدز ولم يستسلموا حتى الرمق الأخير.

يرى البعض بأن السيتي يملك تشكيلتين من اللاعبين، وهذا شيء مفهوم نظراً لثورة التعاقدات التي أجراها الفريق، لكن في الواقع دائماً ما يخسر بيب أهم عناصره في كل موسم بسبب الإصابات قوية. حيث أن تكتيك غوارديولا أشبه باللوحة كاملة الألوان ومع نقصان أحدها نرى الخلل واضحاً.

ما يعيب بيب حالياً هو عدم تركيزه على الحلول كما كان سابقاً، عناده على نفس الأفكار في ظل الغيابات وعدم الاعتماد على الشبّان، وقوفه على أطلال إصاباته والتذمر من التحكيم أصبح شغله الشاغل، وبقي أن نذكر أن عامل التحفيز الذي عمل عليه بيب في سنواته السابقة لم يعد كذلك لأنه هو نفسه بحاجة للحافز قبل لاعبيه.

اقرأ/ي أيضاً:

في يوفنتوس.. سارّي ليس زيدان و رونالدو ليس ميسي!

برشلونة.. أنقذوا ما تبقى من “أكثر من مجرد نادي”!

حكايا من ورق “8” في سلسلة من أعمال الفنان بطرس المعري

“المتحرش لا يشرّع”.. نساء تونس في وقفة احتجاجية ضد نائب في البرلمان