in

بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – الدكتور المهندس ابراهيم سلمان

مهاجرون في ألمانيا – الدكتور المهندس ابراهيم سلمان / تصوير: ميساء سلامة فولف
مهاجرون في ألمانيا – الدكتور المهندس ابراهيم سلمان / تصوير: ميساء سلامة فولف

إعداد ميساء سلامة فولف 
في هذه الزاوية نعرّفُ القراء بشخصيات من المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ سنواتٍ طويلة، وتمكنوا من إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم بعيداً عن أشكال وحدود الانتماء التقليدي، وحققوا نجاحات في مجالاتٍ عديدة، فاحتضنتهم هذه البلاد وصارت لهم وطناً. 

الدكتور المهندس ابراهيم سلمان نشأ في كنف عائلة همها الأول التحصيل العلمي والمعرفي لبناتها وأبنائها. ولد في مدينة طرطوس الساحلية السورية، ودرس في مدارسها حتى نيله الشهادة الثانوية. في مطلع شبابه كانت المدينة القديمة في طرطوس تشده لزيارتها دائماً، وتستهويه مراقبة التضاد المعماري فيها، ما بين الأبنية القديمة المبنية من الحجر الرملي المشذب ذات الواجهات المعمارية الجميلة وبين العشوائيات الحديثة المبنية من البيتون المسلح البارد، مما أضفى على المدينة صورةً غير لائقة برأيه!
حفزه اهتمامه هذا على دراسة هندسة العمارة، فالتحق بجامعة تشرين في اللاذقية وتفوق فيها، ثم عمل بعد التخرج مدرساً لمادة التصميم المعماري في الجامعة نفسها، وتابع كتابة رسالة الدبلوم عن الفراغات العمرانية في مدينة طرطوس القديمة، تحت عنوان: العنصر الأخضر ضمن الفراغات المعمارية لمدينة طرطوس القديمة.

اقرأ/ي أيضاً: بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – الدكتور باسل قرو

دفعه طموحه لمتابعة الدراسات العليا للسفر إلى ألمانيا في العام 2005 بمنحة دراسية للماجستير في عمارة الأبنية الأثرية في جامعة برلين التقنية. وبعد نيله الماجستير بتقدير ممتاز، بدأ العمل في معهد الآثار الألماني كمساعد باحث في قسم الشرق فرع بغداد الخارجي، وكان له دور في تعزيز بناء الجسور الثقافية بين المؤسسات العلمية والبحثية في البلدين.
استأنف في تلك المرحلة رسالة الدكتوراه على نفقته الخاصة، رغم صعوبات التوفيق بين العمل والدراسة من حيث الوقت والجهد، وكان موضوع رسالته حول إحدى أهم كنائس مدينة الرصافة كدراسة لتأصيل المبنى، بالمقارنة مع الكنائس المنتشرة في سوريا وشمال بلاد الرافدين في الحقبة نفسها من القرن السادس الميلادي.

يعمل الدكتور ابراهيم حالياً في المعهد نفسه، كباحث علمي مسؤول عن أحد أقسام مشروع الحيرة الذي يُعنى بالكنائس المنتشرة في مدينة الحيرة العراقية (المناذرة). وهو يعتبر: “أن تحقيق النجاح العلمي في مجتمع الاغتراب لن يكون كافياً لتحقيق الذات، ما لم يتوّج باحترام قيم المجتمع الجديد وتقبل الثقافات الأخرى، وهذا يتم من خلال تطوير أداة التواصل وهي اللغة الألمانية بالدرجة الأولى، والتي تتيح إمكانية التعبير بلباقة اجتماعية تساعد الطرفين على تحقيق مزيدٍ من التواصل والاندماج“.

اقرأ/ي أيضاً: بورتريه: مهاجرون في ألمانيا – المستشارة التربوية كفاح مصاروة

ويؤكد من جهةٍ أخرى أن هدف البحث الأثري لا يقتصر على اكتساب معارف أوسع حول مجالات الحياة في الماضي، للتعلم منها والتطور مستقبلاً، لكنه يحمل أيضاً رسالة للحفاظ على التراث الثقافي وزيادة وعي الناس بهذا التراث لأهميته كأحد مفردات الهوية والانتماء، وعلى صعيدٍ مقابل، يشجع على زيارة المتاحف في ألمانيا لما لها من دور كبير في ردم الهوة بين الثقافات.
شارك الدكتور المهندس ابراهيم سلمان في الكثير من البعثات الأثرية الألمانية العاملة في سوريا والعراق والسعودية، وله عدة مقالات علمية باللغات العربية والإنكليزية والألمانية، في العديد من المجلات العربية والأوروبية. 

ألمانيا: ثلث العاملين في وحدات العناية المركزة يريدون التخلي عن وظائفهم

ألمانيا: ثلث العاملين في وحدات العناية المركزة يريدون التخلي عن وظائفهم

مدرب بايرن ميونيخ الجديد: يوليان ناغلسمان

مدرب بايرن ميونيخ الجديد: يوليان ناغلسمان أغلى مدرب في تاريخ كرة القدم