in

Roomination تجربة فنية فريدة تأخذ الزائر في رحلةٍ مع الصوت والضوء

قدم الفنان اللبناني شاهد ناجي مع الألمانية كاثرينا بيفان عملاً تركيبياً عناصره الأساسية الصوت والضوء تحت عنوان “Roomination”، يمنح العمل الزائرين فرصةً ليصبحوا هم المؤدين في هذه المقطوعة الفنية، وبشكلٍ مستوحى من التأمل الطقسي الذي يحثّ المشاهدين على فهم تداعيات أفعالهم.

التقت أبواب بالفنان شاهد ناجي ليحدثنا عن المعرض وعن فرادة هذه التجربة

*اسم هذا المعرض مثير للفضول بالنسبة للمشاهد والقارئ العربي فما الذي تقصده بالتسمية؟

اسم المعرض “Roomination” وهو لعب على الكلام، فالكلمة الاصلية هي “Rumination” وتعني التفكر والتأمل، وما قمنا به هو تحويرها لتحمل معنىً مكانيّ وهو “الغرفة/Room”، وبهذا تلبي مانريد التعبير عنه في عملنا، من خلال المساحة وما يعتريها من تواترات وتأثيرات، وهو ما يسمى بالانكليزية”Spatial Installation” ، وهو تركيب مكاني في فضاء المساحة يحتمل تكوينات مكانية تتضمن العديد من الوسائط والتخصصات في وقت واحد، وهي وسائط متشابكة بشكل لا ينفصم، ثم يضاف إليها تفاعل المشاهد أو لنقل الزائر أو المتلقي واستقباله لها ورد فعله عليها. فإذا هو عمل فني فضائي في بيئة ثلاثية الأبعاد تتضمن أيضاً تفعيل المشاهد جسدياً ومشاركته هذه التجربة الجمالية.

*كيف قدمتم عناصر هذا العمل من الصوت والضوء وغيره للزائرين وكيف كان تفاعلهم مع العرض؟

قمنا بتجهيز المكان بماسح للحركة؛ بحيث يتجول المشاهد في الأرجاء ويكون له تأثير في الصوت والضوء وهنا يصبح الزائر أو المتلقي هو العنصر الذي يسهم في تغيير المنظور والمشهد الفني لهذا المكان من خلال الحركة: كيفيتها واتجاهها.

فمثلاً كان هناك مجموعة من الزائرين في المعرض استنتجوا بعد التحرك باتجاهات مختلفة أنهم سيحصلون على صوت معين مختلف بطريقة خاصة إن هم تحركو بطريقة وتواتر معينين وبتوالي فردي أي (لا يقومون بحركة موحدة وإنما حركة وفق تسلسل معين)، وهذا كان رائعاً بالفعل.

*ورد مفهوم “temple futuristic ” في دعوة المعرض، فما الذي تعنيه بالضبط هذه الفكرة؟

إن موضوع 48 Hours هو Future III هذا مفهوم خلق نوع من المعبد حيث لا يحتاج الجسد الإنساني إلى وسيط آخر كرجل الدين وغيره ليقوم بأداء الطقوس عوضاً عنه، فما يمكن تسميته بالطواف في المكان وهو مفهوم “صوفي” بالكامل، والتفاعل المكاني مع مساحات مختلفة من الضوء والصوت، هو طقوس يقوم بها الزوار حسيّا كل بدوره دون أي وساطة أو وصاية من سلطة تفترض أنها أعلى ولها أحقية أبوية أو بمعنى آخر سلطوية روحية على الآخر المتلقي.

*هذا العمل التركيبي مشترك ما بينك وبين الفنانة الألمانية كاثرينا بيفاند، فكيف تمكنتما سوياً من بناء مفهوم واحد لهذا المعرض وبرؤيا مشتركة؟

هذا أول عمل مشترك لنا سوية بالرغم من معرفتنا لبعض منذ سنوات، في الحقيقة لم تكن شراكة سهلة كما لا أستطيع أن أصفها بالصعبة، بل تراوحت ما بينهما.

بالطبع العمل الفني المشترك يقتضي نقاشاً دائماً وحواراً مستمر، فأنت تعمل على خلق عوالم مختلفة وتجريبية حتماً وهذا يجعل العمل “الفني” المشترك عرضةً لتغير وتبدل دائم حتى الوصول لرؤية مشتركة يمكن من خلالها أن نقدم العمل التركيبي كل من منظوره، وبما ينسجم في نفس الوقت مع المفهوم العام للموضوع المطروح.

أحياناً كانت كاترينا مقنعة أكثر في طرحها، وأحياناً كنت أنا الأكثر إقناعاً.. وبالنتيجة أستطيع القول إنه كان تعاوناً جيداً ومثمراً رغم وجود اختلافات في وجهات النظر، وهذا طبيعي طالما يصب هذا الاختلاف في مصلحة وتطوير العمل. لقد وصلتنا الكثير من التعليقات وردود الأفعال الإيجابية وهذا أسعدنا فعلاً. ولذا أعتقد أننا سنستمر في تقديم هذا النمط من الأعمال خاصة بوجود انسجام وهارموني عالٍ بهذا النوع من الأعمال الفنية خاصةً، وهذا ما يبشر بتعاون جديد في المستقبل.

الفنانون:

كاثرينا بيفاند: ولدت في ميونيخ ونشأت في جزر الكناري. تخلق مؤثرات صوتية خاصة بالتكوينات المكانية مع اهتمام خاص باستكشاف وتفاعل هذه المؤثرات مع العمارة والحركة.

شاهد ناجي: فنان وباحث أكاديمي من طرابلس، لبنان. شارك في العديد من المشاريع الفنية والثقافية في الشرق الأوسط وألمانيا. يرتكز في عمله على مفهوم إعادة بناء منظور المكان والمساحة ليصبح جاهزاً للاختبار بشكل فردي حيث يصبح الزائر هو المتحكم بما يرى ويختبر.

مكان وزمان العرض:

من 14 حزيران الساعة السابعة مساءً وحتى 28 حزيران الساعة السادسة مساءً

في: Lite-haus Galerie + Projektraum

Mareschstr. 4, 12055 Berlin, Germany

اقرأ/ي أيضاً:

معرض (الحياة الثانية، أنت تعرف اسمي لكنك لا تعرف قصتي ) موضوع الهجرة والانتقال في عدسات مصورين من جنسيات مختلفة
معرض مدينتي حلب – 5000 سنة حضارة Mein Aleppo – 5000 Jahre Stadtkultur
الساعة الزرقاء: “معرض الفنان السوري خالد بركة في هامبورغ الألمانية”

رأس ذئب في سيبيريا ينتظرنا منذ 40 ألف سنة… نتساءل ماذا رأى قبيل موته!…

في ريال مدريد… يد هازارد وحدها لا تصفق