in

لحن شرقي، معرض للخط العربي في ألمانيا

خاص أبواب

 IMG_7716

   

يقيم الفنان الفلسطيني أحمد سلمى معرضه الفني الخاص في مدينة كاسل الألمانية، ويمتد المعرض حتى نهاية شهر آذار- مارس الحالي ضمن فعاليات “Cafe Buch Oase”، ويعرض فيه لوحاته التي تشكل مواءمة فنية بين الخط العربي من جهة والتجريد التشكيلي من جهة أخرى، يقول أحمد: “يضم المعرض مجموعة من اللوحات الخطية ذات الطابع الشرقي بأسلوب تجريدي أحيانًا” ويعتبر هذا النوع من الفنون غريبًا في ألمانيا ومثيرًا للدهشة، خاصّة وأن التعبير بالكلمات والأحرف، غالبًا ما يكون له معنى في لغته الأم، وقد لا يستطيع الناطق بلغة أخرى فهمه، “إن لم تستطع القراءة، فمن الممكن أن يكون الشكل هو لغة الحوار، هذه فكرة المعرض الأساسية” يقول أحمد.

أحمد سلمى، فلسطيني من مواليد دمشق 1975، درس تصميم الأزياء أكاديميًا، وهو عضو في اتحاد فناني فلسطين –إقليم سوريا، وعضو في تجمع فناني فلسطين، اهتم بالفن التشكيلي منذ عام 2003، واعتمد على مبدأ التجربة والتعليم الذاتي في تطوير مهاراته، ويعتبر أحمد سلمى أن حياته في دمشق القديمة كان لها الأثر الكبير الذي انعكس على أعماله.

لاجئ   Land and liberty

للخط العربي هويته الخاصة، وشكله الفني، ورسمه الذي يشكل حالة بصرية مختلفة، والاشتغال على جسد الحرف يعطي روحًا متجددة وخلّاقة، يقول أحمد: “يمتلك الحرف العربي قدرة تعبيرية في شكله” أي أن انسيابية الحرف وقوامه تخلق جواز سفر، يصبح المعنى فيه قيمة مضافةً، وتصبح اللغة هي الشكل ليس إلّا، لذلك يعتبر أحمد سلمى أن: “هذه اللغة، من الممكن أن تكون السبيل لإرسال رسالة يفهمها غير الناطقين باللغة العربية بسهولة”.

ولكن، ألا يمكن أن يؤثّر هذا على الموضوع؟ أي أن يفهم بشكل آخر؟ أم أنك تتعامل معه على أنه رسم لا نص؟ يسأل المشاهد للوحات أحمد سلمى، ويمعن النظر باللون والبناء، ويجيب سلمى: “استخدمت الحرف العربي في لوحاتي بعيدًا عن معناه اللفظي” إذن، تتضح الصورة الآن، هناك معانٍ أخرى للحرف، المعنى غير المنطوق يشكل الحالة الإدراكية للعقل البشري الذي لا يعرف المعنى اللفظي، فيصبح للحرف أداة جديدةٌ وخصائص يمكن التعامل معها على أنها ذات كاملة، تشكيلية، بصرية، وهذا قد يفتح الباب للرؤى النقدية الجديدة أيضًا، يعقب أحمد: “لقد لقي هذا الأسلوب اهتمامًا كبيرًا من قبل كثيرين من الأجانب المهتمين بالثقافة العربية” ويضيف: “من خلال معرضي الأول في دمشق، والذي كان عنوانه “حرف” في عام 2010 كنت أرى رابطًا خاصًا بين شكل الحرف العربي، والحضارة المعمارية الشرقية”.

فلسطين

وصل أحمد  إلى ألمانيا في شهر أيلول- سبتمبر من العام 2012، وأقام حتى هذ اليوم خمس معارض فنية فردية ، بالإضافة إلى عدة مشاركات مختلفة في تجارب فنية جماعية، منها ثلاث معارض في ألمانيا، ومشاركة جماعية واحدة، حمل المعرض الأول اسم “جمال وطن” وكان في العام 2013، وكان عنوان الثاني “لحن شرقي” في عام 2015، والثالث “لحن شرقي” أيضًا في العام 2016.

يعتبر أحمد أن الفن قادر على مد جسور بين الشعوب والثقافات، وإيصال الرسائل التي لا تستطيع اللغة إيصالها، تلك التي يكون مصدرها الشعور والخيال، وتحمل عنوانين مختلفة كالدهشة والفرح، وتفتح الأبواب للجمال ليقول كلمته، فيقول: “الفن، لغة الحوار حين تعجز الكلمات” ويرى أيضًا أن الفن يساهم في عملية الاندماج، ويخلق نوعًا من المعرفة عن الآخر، ويغير من الصورة النمطية، ويكسر كل القوالب المعدة مسبقًا عن الآخر، ويؤمن بأن وظيفته كفنان تتركز في “تعريف المجتمع الألماني على حضارة وثقافة المجتمع الذي أتيت منه” وهذا يجعل الصورة مختلفة، فبلادنا ليست بلاد حرب، بل هي بلاد تعج بالحضارة والإرث التاريخي والثقافي ولا يمكن اختزالها بما تمر به الآن، بذلك “يمكن للألماني أن يتقبل اللاجئ بشكل أفضل بعد أن يعرف عن ثقافته ويحصل على صورة إيجابية، وبالتالي، سيكون الاندماج ناجحًا”.

سرد أوّل عن الموت

“الحرية، غايتنا المنشودة.. هواءٌ هنا”