in

فلسطيني يبدأ بإنتاج الجبنة العكاوية في ألمانيا

خاص أبواب

 جبنة عكاوية

رامي حقي، مواليد 1978، فلسطيني سوري، متزوج وله أربعة أطفال، مهندس معلوماتية، جاء إلى ألمانيا بعد رحلة صعبة في البحر في بداية العام 2015، بعد وصوله إلى ألمانيا رزق بمولود جديد سماه “ريكاردو أحمد” عمره الآن أربعة أشهر، ويقول رامي عن سبب اختيار الاسم: “جارنا الجديد في ألمانيا، برتغالي الجنسية، اسمه ريكاردو، له طباع تشبه طباعنا، وعادات كذلك، حتى طعامه يشبه طعامنا، وهو كريم ومهتم جدًا بنا، وكان اسمه يتردد على لساني كثيرًا، فقد تأثرت به، وعندما أخبرته أنني سأسمي المولود على اسمه، بكى، وقال: أخي لم يفعلها”.

الحياة صعبة في البلد الجديد، الأسعار غالية، واللغة صعبة، هذا ليس ما قيل لرامي قبل وصوله إلى هنا، فبرأيه أن حياة المعتاشين من المساعدات “لا تعجب إلا من كان في بلده بلا عمل أو هدف أو مسؤولية” لذلك بدأ رامي بالبحث عن فرصة لشغل فراغه “طبعًا دائمًا الطعام يأخذ اهتمامنا الأكبر” يعلق رامي ويكمل: “أردنا أن نأكل (جبنة وبطيخ) في البيت، لكن طعم الجبن هنا مختلف تمامًا، فبدأنا نبحث عن مكان نشتري منه الجبن الذي نعرفه، ولكن دون جدوى، فقررنا صناعته في البيت، تواصلنا مع الأهل في سوريا، اشترينا المكونات، وكان الأمر سهلاً لأننا سكن قرب مزرعة تبيع الحليب للجميع، أدوات التخثير متوفرة في المحلات التركية، بدأنا أول مرة وفشلنا، بسبب الحرارة المرتفعة، في المرة الثانية نجحنا، صدقني لقد بكينا حين تذوقناها!”

رامي لم يكن يعرف ما سيأتيه لاحقًا، بكامل فرحه وضع صورة الجبنة على صفحته الشخصية على فيسبوك، وبدأت الطلبات تنهال عليه، فقرر التوسع بالمشروع، الطلبات كانت كثيرة، والناس أصبحت تطلب مرات ومرات، وكانت ردود الأفعال جيدة، وأصبح لدى رامي أصدقاء جدد في ألمانيا، “أعمل الآن على ستكمال جميع الأوراق اللازمة لمزاولة المهنة، وجاءتني عروض كثيرة من شركتين كبيرتين إحداهما سلسلة سوبر ماركت (آلدي) وهذا نجاح كبير بالتأكيد!” يقول رامي فرحًا.

الموضوع ليس لغاية الربح عند رامي، بل هو إثبات للذات، فهو بالإضافة لصنع الجبنة العكاوية، يحاول تسويق بعض المنتجات التي تخص العرب على فيسبوك، كملصقات لوحة المفاتيح “الكيبورد” العربية، وإكسسوارت الموبايل، فحكمة رامي وعائلته “أنا أعمل، إذن أنا موجود”.

يختتم رامي: “أنا كنت أسكن في مخيم اليرموك بدمشق، وأحن إليه كثيرًا، قلبي مازال هناك، وأتمنى لجميع سكانه المتبقين راحة البالوعودة الحياة، وأترحم على جميع الشهداء، وأقول لأهلنا في سوريا: الصبر مفتاح الفرج، وإلى لقاء قريب بإذن الله، وأشكر كل من يحاول دعم أفكارنا في الغربة، وأدعو الجميع للبقاء يدًا واحدةً وأتمنى الخير للجميع”.

 

حبل السرة في ألمانيا

الربيع العربي في مهرجان برلين