in

الفنان علي عمام.. محظوظٌ لأنني دخلت عالم الفن

الفنان على عمام

التقت أبواب بالفنان السوري علي عمام، الذي استقر في برلين، مدينة الفن والأدب والتنوع الثقافي الواسع، فروى بعضاً من قصته مع الفن:

ولد علي عمام في منطقة يبرود المميزة بجبالها وتضاريسها الصخرية، منذ طفولته كان يرى تيجان الجبال وتشكيل صخورها عبارة عن لوحات تجريدية، تروي قصصاً عمرها آلاف السنين، “لم أكن أعرف معنى الفن بالشكل المطلق، مع أن هذه الجبال أخذت الكثير من وقتي قبل الغروب متأملاً جمالها وروعتها وانسجامها مع خيوط الشمس، هذه اللحظات أوجدت عندي شغفاً بألوانها، طبيعتها، هدوئها، صمتها. وبالرغم من أنها كانت تتكلم معي إلا أنني لم أفهم لغتها حتى بدأت الرسم”.

ويتابع علي عمام قصته؛ التحقت بمركز أدهم اسماعيل لتعليم الفنون في دمشق، وبعدها درست في كلية الفنون الجميلة أيضاً في دمشق، وشاركت بالعديد من المعارض فيها.

وأقمت في ألمانيا عدة معارض فردية وجماعية مع فنانين من مختلف الجنسيات، منها معرضي الفردي “أحلام ضائعة” في مدينة كمبتن الألمانية، ومشاركتي لمدة عامين على التوالي بمعرض سوريا في مدينة كولن، ومعرض مشترك في بكيني برلين، ومعرض مشترك مع جامعة الـ Udk للفنون في برلين، ومعرض “أرواح ملونة” المشترك في برلين مع عدة فنانين عرب.

وجواباً على سؤال عن ماذا يعني له الفن، قال عمام: أعتقد بأن الفن هو عبارة عن متنفس من ظروف هذه الحياة، من غربة ووحدة وابتعاد عن الوطن، وهو صديق وفي أتكلم معه متى أشاء وفي أي وقت أحتاجه. وبالنسبة لي أنا أرسم إذاً أنا موجود.

وتحدث أيضاً عن علاقته باللوحة: في أغلب الأحيان هي علاقة انسجام متبادلة مع اللوحة التي أرسمها حتى أننا نغدو روحاً واحدة. وتكون ريشتي أيضاً كجزء من يدي بحالة من اللاشعور حيث أنقل عبرها الحالة التي تروادني أثناء اللحظة، أما الألوان والأقلام وأدواتي هم مصدر العطاء الذي يتناغم مع حالتي وأفكاري ومعطياتي، لكي يوضع لوحتي في حيز الوجود.

وعن اللوحة أو القماشة البيضاء يقول علي عمام: هي مسؤولية جديدة وفضاء جديد يوجب علي العناية الشديدة والتأهب لدخوله بكل حالتي الحسية والحركية، ويتطلب الكثير من طاقاتي. وأكاد أجزم بأن كل لوحة أرسمها تؤرخ الأوقات والحالات الشعورية من فرح وحب وحزن وأمل، أو شعور الوحدة أو دفء الأصدقاء. بعد إنجاز كل لوحة ينتابني شعور جميل من الرضا الذي يزيد ثقتي بنفسي ويعزز حالتي النفسية.

في أغلب الأحيان يشعر بأنه محظوظ لأنه دخل عالم الفن: الفن  ينقلني بعيداً عن صخب الحياة وضجتها، هناك إحساس مخيف في داخلي عندما أرى أن الواقع يقود الإنسان ليتحول إلى آلة مجردة من الشعور. والهرب من هذا الإحساس بمثابة امتياز، فالفن يمكنني من كتابة قصيدة حب في لوحتي لم أتمكن من كتابة حروفها، أعتبره أبجدية راقية أنتقي مفرداتها وأوزن أبياتها بريشتي وألواني، وهو أيضاً امتياز أن تكتب ما تريد من خلال لوحة.

يعتقد عمام أن على الفنان أن يكون متمرداً وفارساً نبيلاً، يدافع ضد الظلم ولا يرضاه أبداً للمستضعفين ولا يسوف لأحد. وبرأيه الفنان الحقيقي هو الإنسان الحر الذي لايسمح لشيء أن يحد من إبداعه وفكره.

وعن العلاقة الوطيدة بين الفنون يقول علي عمام: تقريباً الفنون هي هوية الثقافات حيث أنها توثق أي حقبة تاريخية تمر بها الحضارة الإنسانية. فمثلاً منذ إنسان الكهف وماتبعه من حضارات إنسانية كثيرة آرامية كنعانية كلدانية وفرعونية أو رومانية وغيرها، لم نرَ شعوبها أو طرق معيشتهم بأعيننا، لكن إرثهم الفني والعمراني وضع بين أيدينا وثائق نستنتج من خلالها معالم هذه الحضارة أو تلك.

ختمت اللقاء مع على عمام بسؤال تقليدي ماهي اكثر لوحة تحبها؟ فأجاب: سأجيبك إجابة تقليدية، أكثر لوحة أحبها هي تلك اللوحة التي لم أرسمها بعد.   

أحمد ياسين. صحفي سوري مقيم في ألمانيا

اقرأ/ي أيضاً:

“بيني وبينك / Zwischen mir und dir” .. معرض للفن التشكيلي في برلين
أرواح ملونة.. معرض فني مشترك في مركز “دارنا” للتراث الفلسطيني في برلين
“معاً”.. معرض للفن التشكيلي في برلين

ميركل: إعادة الإعمار في الاتحاد الأوروبي تتطلب من ألمانيا مساعدة جيرانها

أخبار كورونا في ألمانيا والعالم: دير شبيغل: الرئيس الصيني طلب من مدير منظمة الصحة العالمية تأخير إعلان الوباء

دير شبيغل: الرئيس الصيني طلب من مدير منظمة الصحة العالمية تأخير إعلان الوباء