in ,

إبراهيم الجبين يوقّع روايته “عين الشرق” في مكتبة “بيناتنا” ببرلين

إبراهيم الجبين يوقع روايته عين الشرق في مكتبة بيناتنا

خاص أبواب –  برلين

 

استضافت مكتبة “بيناتنا” المكتبة العربيّة العامّة الأولى في برلين، السبت 15.3.2017 حفل توقيع رواية الكاتب السوري إبراهيم الجبين “عين الشرق”، وذلك في أول نشاط للمكتبة بعد إطلاقها، بمشاركة الموسيقي وسيم مقداد، والموسيقية بيريفان أحمد، كما أدار الندوة التي سبقت التوقيع رئيس تحرير صحيفة أبواب الشاعر رامي العاشق.

 

 

جانب من حضور حفل التوقيع – تصوير مهند قيقوني
الترحيب

في الطابق السادس عشر وفي مكان يطلّ على العاصمة برلين، فتحت “بيناتنا” أبوابها من الساعة السابعة والنصف حتى الثامنة لحضور كثيف ومتنوّع من جنسيات عربيّة مختلفة وكذلك من الألمان، حيث بدأت فعاليات الأمسية بكلمة ترحيبية من عضوَي فريق المكتبة ماهر خويص، وإينيس كابرت، باللغتين العربيّة والألمانية، قدّما فيها نبذة عن “جمعية بيناتنا” وهي جمعية غير نفعية تعنى بالعمل الثقافي والمدني، ورحّبا فيها بالحضور وبضيوف الأمسية لتنتقل المنصّة بعدها للموسيقيين وسيم مقداد وبيريفان أحمد.

 

وسيم مقداد وبيريفان أحمد – تصوير مهند قيقوني

 

موسيقا من عين الشرق: دمشق

عزف الطبيب والمؤلف الموسيقي وسيم مقداد على آلة العود مع الموسيقيّة بيريفان أحمد ثلاث مقطوعات موسيقيّة، اثنتان منهما من تأليف المقداد بعنوان “موسيقا من عين الشرق –دمشق”، أما الثالثة فكانت “يا مال الشام” من التراث السوري.

 

 

جبر الشوفي يقرأ ورقته النقدية – تصوير مهند قيقوني

 

ورقة نقديّة للكاتب السوري جبر الشوفي

دعا الشاعر رامي العاشق ضيفَ الأمسية إبراهيم الجبين، والباحثة السياسية أنصار هيفي التي قامت بالترجمة الفوريّة إلى المنصّة، حيث قام العاشق بتقديم الجبين بالعربيّة وقدّمتْ أنصار هيفي بتقديمه بالألمانية. وذكر العاشق: “بطريقة استثنائية، وبناءً على رغبة من ضيفنا إبراهيم الجبين، ستقرأ الورقة النقدية قبل قراءة الرواية”، ثم دعا الكاتب السوري جبر الشوفي لقراءة ورقته النقدية المنشورة في صحيفة الأهرام المصرية.

 

أنصار هيفي وليليان بيتان – تصوير مهند قيقوني

 

مشاهد من “عين الشرق”

في القسم الثاني من الندوة، قرأ الكاتب السوري إبراهيم الجبين مشاهد من روايته عين الشرق، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، وقرأت الصحافية والمحررة الألمانية المتخصصة في الأدب ليليان بيتان، الترجمة الألمانية للمشاهد.

 

رامي العاشق وإبراهيم الجبين – تصوير مهند قيقوني
إبراهيم الجبين: لم أتوقف يومًا عن الكتابة عن دمشق

أجرى العاشق، بعد انتهاء القراءة، حوارًا مع الكاتب، قبل أن يفسح المجال للحضور لحوار أوسع، وسأل الجبينَ: “تعيش في ألمانيا منذ أربع سنوات، وتكتب عن دمشق من المنفى، لماذا تكتب عن دمشق من هنا الآن؟” فأجاب الجبين: “لم أتوقف عن الكتابة عن دمشق يومًا، روايتي الأولى (يوميات يهودي من دمشق) الصادرة عن دار خطوات 2007 كانت عن دمشق، ودواوين شعري أيضًا تحدثت عنها وخاصة “تنفّس هواءها عني”. أنا أكتب عن دمشق دائمًا ولكن ليس بطريقة الحنين، بل لأن دمشق هي الوحيدة التي منحت العالم فكرة التمدّن”.

“وماذا أضاف المنفى إلى لغتك ومعجمك وتقنياتك، وإليك ككاتب؟” سأل العاشق، “جميعنا نعرف أننا حتى في سوريا كنا نعيش في منفى، ولكن بالتأكيد وجودي في ألمانيا فتح لي أفقًا جديدة، ونظرة أخرى للعالم” أجاب الجبين.

 

رامي العاشق – إبراهيم الجبين – أنصار هيفي – تصوير مهند قيقوني

 

هايبرثيميسيا 21

تحمل رواية عين الشرق عنوانًا فرعيًا وهو “هايبرثيميسيا 21” وهو مرض نادر اكتشف الطب منه عشرين حالة في العالم، سأل العاشق: “أين نجد هذا العنوان في الرواية، ولماذا اخترته؟”، فردّ إبراهيم الجبين: “أثناء البحث وجدت هذا المرض، وهو بالفعل مرض نادر، لكنّه مرض شعريّ، فهو يجعل المصاب به يعيش في الذاكرة، لا يستطيع نسيان شيء، ويتذكر كل شيء في الوقت ذاته، وبهذه التقنيّة كتبت روايتي، بهذا الشكل من التذكّر المتشظّي بين صفحاتها، وكنت أحاول -وأظنني نجحت- أن أشرِك القارئ ببناء الرواية عن طريق تعمية بعض الأسماء والإفصاح عن بعضها، وبذلك أصبحت أنا الحالة الواحدة والعشرين التي تعاني من هايبرثيميسا، وبالتالي سيصبح القرّاء كذلك، الحالة الثالثة والعشرين، الرابعة والعشرين، وهكذا”.

 

الضابط النازي الذي أصبح مستشارًا لنظام الأسد

تتحدث رواية الجبين عن شخصيات كثيرة، واحدة من أهم الشخصيات في العمل، هي شخصيّة ألويز برونر، وهو ضابط نازيّ مسؤول عن قتل الآلاف من اليهود وإرسالهم إلى المحرقة، هرب من ألمانيا إلى دمشق وعاش فيها إلى أن مات عام 2010، هذه الشخصيّة الإشكالية، قد سُئل الجبين عنها كثيرًا، ورامي العاشق سأله عنها كذلك: “ماذا تريد أن تقول من استحضار قصّة برونر في روايتك؟” فأجاب الجبين: “في الحقيقة أنا لم أعترض طريقه، بل هو من ظهر في طريقي، هذا النازيّ الذي قال في مقابلة هاتفية مع صحيفة (بونته) الألمانية: “الشيء الوحيد الذي أندم عليه اليوم: هو أنني لم أقتل المزيد من اليهود” هو الذي اقتحم حياتنا، وساعد النظام السوري على تحويل سوريا إلى معتقل نازّي كبير”. وتابع: “ما أريد أن أقوله، هو الرد على اليمنيين الذين يسألون عن سبب قدوم اللاجئين، هذا واحد من أهم الأسباب، هذا النازي الذي باع سلطة الأسد نصائحه لتفعل الشيء ذاته بالسوريين”. ثم أضاف: “وأريد أن أقول أن المسؤولية عن الشر هي مسؤولية جمعية عالمية، وكذلك المسؤولية عن الخير”.

 

إبراهيم الجبين

 

 

إبراهيم الجبين غير راضٍ عما كتبه

وفي سؤال مُلفت من الكاتب والمخرج السوري دلير يوسف الذي كان بين الحضور، سأل يوسفُ الجبينَ: “هل أنت راضٍ عن الرواية؟ ولو أتيح لك إعادة كتابتها ماذا كنت ستغير؟” فأجاب الجبين: “أنا غير راضٍ عن كل ما كتبت، ليس فقط هذه الرواية، لأن كل ما كتبناه ونشرناه كان تحت الضغط، وبالتالي الكتاب الأفضل لم أكتبه بعد، أما ماذا سأغير لو أعدت الكتابة، فهذا ما ستجده في الرواية القادمة”.

 

 

إبراهيم الجبين في سطور

كاتب وإعلامي سوري يقيم في ألمانيا، صدر له: في الرواية: “عين الشرق، المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2016″، “يوميات يهودي من دمشق، دار خطوات 2007، المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2017″، في الشعر: “تنفّس هواءها عني، دار الشرق 2010″، “يعبر اليم، دار الطليعة 2002″، و”البراري، دار المستقبل 1994″، أما في الدراسات: “الطريق إلى الجمهورية، مركز القرار 2012″، و”لغة محمد، الشركة العربية الأوروبية 2003”.

 

 

جمعيّة “بيناتنا”:

جمعية غير نفعيّة (قيد التأسيس) تعنى بالعمل المدني والثقافي، وتسعى لتكون جسرًا بين الثقافات المختلفة، من مشاريعها: مكتبة بيناتنا، وهي أول مكتبة عربيّة عامة في برلين، وهي في الوقت ذاته صالون ثقافي مفتوح للثقافات، ويهتم بالثقافة العربية.

 

جدير بالذكر أن ريع الرواية ذهب إلى مبادرة لينداو من أجل سوريا، وهي عضو في جمعية إعانة أطفال الحروب في ألمانيا.

 

 

 

 

برلين حذرة إزاء نتائج إستفتاء تركيا والمعارضة تصفه بـ”يوم أسود”

مجموعة أدرينالين للشاعر الفلسطيني: غياث المدهون تُخضع الفيزياءَ لقوانين الشعر