ثبتت محكمة الاستئناف الباريسية، الخميس 9 سبتمبر/ أيلول، حكماً بالسجن أربع سنوات صادراً على رفعت الأسد عمّ رأس النظام السوري بشار الأسد، بعد إدانته بتهمة جمع أصول في فرنسا بطريقة احتيالية تقدر قيمتها بتسعين مليون يورو.
وأدين رفعت الأسد، البالغ 84 عاماً والمقيم في المنفى منذ 1984، بتهمة “غسل الأموال ضمن عصابة منظمة واختلاس أموال سورية عامة والتهرب الضريبي المشدد” بين 1996 و2016.
ويمهد الحكم بالسجن على رفعت الأسد الطريق أمام مصادرة جميع ممتلكاته في فرنسا والتي تقدر قيمتها بنحو 90 مليون يورو (105 ملايين دولار) كما أوصت المحكمة الأدنى درجة في يونيو/ حزيران من العام الماضي. وعلى الفور أعلن فريق الدفاع فوراً أنه سيقدم طعناً أمام محكمة النقض. وكان المدعى عليه رفعت الأسد غائباً عن المحاكمتين لأسباب طبية، بحسب فريق الدفاع عنه.
وصادر القضاء في هذا الملف قصرين وعشرات الشقق في باريس وقصر مع أرض حوله ومزرعة خيول في فال-دواز في المنطقة الباريسية، وكذلك مكاتب في ليون إضافة إلى 8,4 مليون يورو من ممتلكات تمّ بيعها. وكانت هذه الممتلكات تعود إلى رفعت الأسد وأقربائه من خلال شركات في بنما وليشتنشتاين ولوكسمبورغ.
اقرأ/ي أيضاً: ثروات الحكام العرب في أوروبا: رفعت الأسد ومخلوف وابن سلمان ولصوصٌ آخرين!
وعلى غرار المحكمة الجنائية في حزيران/يونيو 2020، اعتبرت محكمة الاستئناف أن مصادر ثروة المدعى عليه هي بشكل خاص من خزائن الدولة السورية، ولاسيما أموال وافق شقيقه حافظ الأسد على تحريرها مقابل مغادرته إلى المنفى.
وأُدين رفعت الأسد المقيم في بريطانيا حالياً، بتهمة التهرب الضريبي المشدد، وكذلك بتهمة تشغيل عمال منزليين بشكل خفيّ. فيما تمّت تبرئته من أحداث في الفترة الممتدة من 1984 إلى 1996، لأسباب قانونية. وخلال المحاكتين، أكد فريق الدفاع أن مصدر أموال رفعت الأسد “قانوني تماماً” مشيرين إلى أنها “مساعدة ضخمة” من ولي العهد والعاهل السعودي فيما بعد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بين عام 1980 وتاريخ وفاته في 2015.
وتُجري فرنسا منذ 2014 تحقيقات بشأن رفعت. والذي يلقّب بـ”جزار حماة”، لأنه قاد القوات التي أخمدت انتفاضة في المدينة الواقعة وسط سوريا عام 1982. وبحسب اللجنة السورية لحقوق الإنسان فإن حصيلة الضحايا قد تجاوزت الـ 40 ألف. وبعد محاولة انقلاب على أخيه حافظ، غادر رفعت الأسد سوريا في 1984 يرافقه مئتا شخص واستقر في سويسرا ثم في فرنسا.
المصدر: أ ف ب، رويترز
