in ,

زلزال بافاريا الانتخابي يهز أعمدة الإئتلاف الحاكم، فهل يسقطه؟

رغم أن المستشارة ميركل لم تكن مرتاحة لمعظم مواقف حليفها المسيحي البافاري، فإن فقدانه للأغلبية المطلقة في الولاية سيؤثر سلباً على حكومتها الاتحادية. وما زاد الطين بلة هو الخسارة التاريخية لشريكها الآخر في الإئتلاف الحاكم.

شهد حزب “الاتحاد المسيحي الاجتماعي” الحليف المحافظ الأساسي للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تراجعاً تاريخياً في انتخابات برلمان ولاية بافاريا، التي جرت  الأحد (14 تشرين الأول/ أكتوبر 2018)، إذ فقد الأغلبية المطلقة التي كان يتمتع بها منذ عقود.

ورغم هذا التراجع، حافظ “الاتحاد المسيحي الاجتماعي” شقيق حزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” بزعامة ميركل، والذي يهيمن على هذه الولاية منذ خمسينات القرن الماضي، المركز الأول بـ 37,3% من الأصوات، لكن هذه النتيجة تعتبر هزيمة سياسية، بحسب النتائج الأولية غير الرسمية، التي أعلنت عنها التلفزة الألمانية.

وتشكل النتيجة خسارة بنحو 10,4 نقطة مقارنة مع نتائج العام 2013 وبالتالي خسارة للغالبية المطلقة وضرورة للبحث عن ائتلاف غير مريح مع حزب أو أحزاب أخرى.

رئيس بافاريا: تلقينا تكليفاً واضحاً بحكم الولاية

ورغم خسارته الواضحة، أعرب ماركوس زودر، رئيس حكومة ولاية بافاريا، عن اعتقاده بأن حزبه المسيحي الاجتماعي تلقى “تكليفاً واضحاً بحكم الولاية”. وقال زودر، في ميونيخ مساء الأحد “من الضروري الآن هو تشكيل حكومة مستقرة. ونحن نقبل بهذا التكليف”.

في الوقت نفسه، اعترف زودر بأن اليوم لم يكن يوماً سهلاً بالنسبة لحزبه لأنه لم يحرز “نتيجة جيدة”، وأضاف “نحن نقبل بهذا التكليف بتواضع ويتعين علينا أن نأخذ الدروس من هذا”. ورأى زودر أن حزبه كافح بجهد كبير حتى اللحظة الأخيرة من الانتخابات.

والنبأ السيء الآخر لميركل هو الضربة القوية، التي تلقاها حليفها الآخر في الائتلاف الحكومي، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي حصل وفق هذه النتائج على 9,5% من الأصوات، وهي أسوأ نتيجة في تاريخه. وبذلك خسر شريك ميركل في الائتلاف أكثر من نصف قاعدته الانتخابية في ولاية بافاريا بعدما كان قد حصد 20,6% من جملة الأصوات في الانتخابات الماضية التي أقيمت عام 2013.

حزب الخضر المعارض .. الرابح الأكبر

أما الرابح الأكبر في هذه الانتخابات فهو حزب الخضر المعارض، الذي حل في المرتبة الثانية بحصوله على 17,8% من الأصوات. وجاء الناخبون الأحرار في المرتبة الثالثة بـ 11,6% فيما حل حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي في المرتبة الرابعة بحصوله على 10,7% من الأصوات.

وليس من شأن هذه النتائج أن تطمئن المستشارة الألمانية وحزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي سيواجه اقتراعاً صعباً آخر في 28 تشرين الأول/أكتوبر في ولاية هيسن التي يحكمها حزبها المحافظ ضمن ائتلاف مع حزب الخضر. وقالت أليس فايدل، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب “البديل” اليميني الشعبوي: “من صوّت لمصلحة البديل لألمانيا في بافاريا صوّت أيضاً لرحيل ميركل”.

والسؤال الذي بات المراقبون يرددونه بعد هذا الزلزال الانتخابي البافاري: إلى متى سيصمد الائتلاف الكبير في برلين برئاسة ميركل، خصوصاً بعد تضعضع مكانة الحزب الاشتراكي وخسارته المذلة في بافاريا، وكذلك فقدان الاتحاد الاجتماعي المسيحي لاغلبيته المطلقة في الولاية؟

المصدر: دويتشه فيلله – ص.ش/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)

إقرأ/ي أيضاً:

شرطة بافاريا تداهم منازل شبيبة حزب البديل قبل انتخابات برلمان الولاية…

زعيم الحزب الديمقراطي الحر: ألمانيا وأوروبا رهينة في يد رئيس حكومة بافاريا

ولاية بافاريا: القانون الألماني لايعترف بقرارت الطلاق الصادرة عن المحاكم الشرعية

انتصار آخر للأسد: معبر نصيب الحدودي يعود للعمل بين الأردن وسوريا

لاحاجة للرجال من أجل التناسل قريباً، وقد يكون ذلك لخير هذا الكوكب…