in

لتبقى الأبواب مفتوحة

قدر للأبواب أن تفتح، ليس بالضرورة أن تحقق التقاء مكانين فقد تكون وسيلةً لالتقاء أزمنة وأحياناً لصدامها، لكنها كانت دوماً معبراً يتجرأ البعض على الخطو خارجه، والبعض يعدو مبتعداً عما تركه خلفه أو لايكاد يخطو حتى يعود. جريدة أبواب استمرت بدعمٍ من قرّائها ومتابعيها، وجهود جميع من تطوّعوا وساهموا فيها، على مدى عشرين عددًا، لتصبح معلمًا مميزًا لا يمكن تجاهل حضوره في المشهد الإعلامي الناطق بالعربية في ألمانيا. 

وكأيّ مشروعٍ ناشئ، واجهنا العديد من التحديات والصعوبات، التي كانت دومًا حافزًا للإصرار على مواصلة الحلم والسير به قدمًا، مستفيدين من الأخطاء ومراكمين مزيدًا من الخبرات، سعيًا لتجاوز العثرات وتطوير العمل. من هنا، ولأنّ “أبواب” ليست مشروعًا شخصيًّا، كان لا بدّ من النهوض بالمسؤولية والإصرار على المتابعة واستئناف المشروع من جديد. 

عندما تُفتح الأبواب، فهذا يعني أنّ هناك راحلين أو قادمين جدد. للأسف، غادرنا عدد ممن كانوا أعمدة أساسيّة في هذا المشروع، علماً أنهم تركوا بصماتهم فيه، ولا يمكن إلا أن نشكرهم على كلّ ما بذلوه طيلة الفترة الماضية، ونذكّرهم أنّ الأبواب، سواء فٌتحت برفق أو أوصدت بقوة، ستبقى تقوم بدورها الأبدي: العبور والتواصل بين الأشخاص والأمكنة، بل والأزمنة أيضًا. 

في العدد الأول؛ “لماذا أبواب”، والآن نعود مجدّدًا ونقول “لماذا أبواب”، وبعد عامٍ أو اثنين سيتكرر السؤال، لأن التغيير والتطور ليس حدثاً لمرةٍ واحدة، بل هو شيءٌ يحدث كل يوم ورغبة لا تنتهي، نحن نتغير والآخر أيضاً، فقط لأننا نعبر من هنا إلى الهنا الآخر وأحياناً نعبر دون حتى أن ننتبه. هي السنّة الأبدية قد تحمل الحلو والمر، وتغوينا دوماً طعوم الحياة والاختلافات مهما حاولنا تجنبها. ونحن القادمون من تلك البلاد القصية عن الرتابة الأوروبية، عبرنا إلى هنا محمّلين بكل ما ولدنا به، ندخل في صدفةٍ لم نشأها عالماً جديداً نتنفس هواءه ونشرب ماءه، ونتأمل أحمالنا فيقول البعض هي كنزنا، والبعض يتخفف منها ويرميها عن كاهله، وينساها آخرون دون اكتراث. لكنهم جميعًا عبروا الباب ذاته كقدَر، حتى ولو كان ذلك العبور في اتجاهين متعاكسين. 

ولكن خلف الباب هناك الآخرون، لن ننسى أنهم مثلنا ولهم أيضاً تلك التوقعات والأحمال، حين ننظر إليهم نرانا في عيونهم، وأحياناً نرى أنفسنا بشكلٍ مختلف عن مرايانا، أجمل قليلاً أو أقبح وفي الحالتين نستغرب، لكنهم وراء الباب يمارسون حالة السماح أو السلام أو حتى الصفق وبعضهم لن يفتح اليوم، وربما ليس  غداً. الأهم أنهم مثلنا بالضبط، خائفون مترقبون راضونَ آملون. وعلى الأغلب ما أن نمد أيدينا بالسلام حتى يمدوا أيديهم.  

إنّك إذ تفتح بابًا تقبل التحدي، وستمضي إلى الأمام، فأنت بذلك عبّرتَ صراحةً أنك لم تعد خائفاً. وليعلم الآخرون أنّ الباب حين يكون موارباً، فهذا لا يعني أن الاقتراب مباح فحسب بل هي دعوةٌ للدخول، وحتى إن كنت تظنه موصداً يمكنك أن تطرقه… فإنه لم يوجد يوماً بابٌ يوصد إلى الأبد. 

من هو الأمير السعودي الذي زار اسرائيل؟

جماعة “حالة” الثقافية الاجتماعية تعلن انطلاقتها الجديدة من أوروبا