in ,

سيدات سوريات ينجحن في إقامة وإدارة مشاريعهنّ في ألمانيا.. “أرابيسك كافيه”

“أرابيسك كافيه”.. دفء، حميمية وطعمة البلاد

إعداد. سعاد عباس

اسمي نشوة الصمصام خريجة فنون جميلة جامعة دمشق، قصتي بسيطة كما أحلامي، سأرويها هنا بكل الحب الذي حملته حتى الآن.

قدمت إلى ألمانيا منذ أربع سنوات حيث كان زوجي وسام الخطيب ينتظرني منذ نحو السنة. وككل اللاجئين الذين شتتتهم الحرب وضيعت أحلامهم وآمالهم بمستقبل واضح، أتيت مثقلةً بالضياع والفقد، ليس فقط للعائلة والأهل، وإنما أيضاً لدراستي وعملي الذين تركتهما خلفي مجبرة. ولكن كان عندنا أمل كبير بالمستقبل لنا ولأطفالنا.

وصلت هنا وأنا لا أعلم من أين أبدأ، هل اللغة؟ العمل؟ الدراسة؟ أيها الأهم؟ مضت سنتان بعدها بين دراسة اللغة والتفكير في المستقبل، كل يوم تراودنا أنا وزوجي أفكار ومشاريع جديدة، ثم اليأس، ثم التفكير في العودة إلى سوريا.

حتى جاء اليوم الذي صادفني فيه منشور لصبية على الفيس بوك تدعى نور علوجي تتحدث فيه عن افتتاح مطعمها الخاص في مدينة إيسن، والذي يقدم مأكولات على الصاج بشكل عام بالإضافة إلى مأكولات سورية أخرى.

اجتاحت قلبي سعادة عارمة فقد شعرت حينها أنني وجدت ما أبحث عنه، تلك الطريقة الإيجابية التي كانت تتحدث بها نور غيرت حياتي وحياة عائلتي الصغيرة. تواصلت معها وكانت من الكرم بأنها لم تبخل عليّ بأدق التفاصيل والمعلومات وكل ما يتعلق بإنجاح المشروع الخاص بنا.

ناقشت مع زوجي المشروع وبدأنا بوضع الخطوط العريضة والخطة التي يجب الالتزام بها للوصول إلى الهدف وهو افتتاح مكاننا الصغير والذي يفترض أن يكون مطعم صاج.

استمر البحث عن المكان سبعة أشهر تقريباً، لكننا وبسبب صغر المدينة التي نعيش فيها وبالتالي قلة الأماكن المناسبة لافتتاح هكذا مشروع، توقفنا أحياناً، وألغينا الفكرة أحياناً كثيرة، ثم عدلنا الفكرة كلياً من مطعم صاج إلى محل لبيع القهوة والمشروبات الشرقية مثل السحلب والكركديه والشاي الخمير والجلاب، إضافةً إلى العديد من المشروبات الباردة والساخنة الأخرى، والهدايا الشرقية والمكسرات والشوكولا المستوردة من أرقى المحلات في سوريا.

بدأنا مشروع “أرابيسك كافيه” بفكرة صغيرة منذ حوالي سنة تقريباً، بمدينة مايننغن، مقاطعة تورينغن. لكننا أضفنا خلال هذه الفترة العديد من الأفكار الجديدة لدعم وتطوير المشروع نحو الأفضل. فأضفنا بعض أصناف الحلويات الشرقية مثل: المحلاية، حلاوة الجبن، كليجة،هريسة، وبسكويت بالتمر.

وبعد فترة بدأنا بتقديم طبق الفلافل والذي ارتأينا تقديمه بعربة خارج المحل حيث يتمكن المارة من رؤية الوجبة المقدمة لهم بشكل مباشر، إضافةً إلى الرائحة الزكية التي تجذبهم بشكل لافت، وقد لاقى استحساناً كبيراً من الزبائن. ثم قمنا بإضافة بعض المقبلات الشرقية مثل البرك بأنواعها والكبة .

وحالياً نقوم بدراسة فكرة الفطور الشرقي كإضافة جديدة إلى المطبخ الأوروبي نظراً لتنوع وتعدد الأطباق فيه. وفي نفس الوقت هو تعريف بسيط للمجتمع الألماني بما يزخر به المطبخ الشرقي وما يحمله بين ألوانه من تراث وحكايا.

لا شك أن الأمر ليس بهذه السهولة، فنحن كنا ومازلنا نواجه صعوبات كبيرة فيما يتعلق بفهم القوانين والضوابط الألمانية، وكثيراً ما نلقى معوقات في استخراج وتقديم الأوراق الرسمية الكثيرة المطلوبة لهذا المشروع، خصوصاً أنها تختلف كثيراً عما قد نواجهه لو كنا في بلد عربي، وأيضاً ليس من السهل توقع فهم وقبول الشعوب الأوروبية وخاصةً الألمان للطعام الشرقي فهو مختلف كلياً عما اعتادوه في وجباتهم اليومية فغالباً ما يبدون الحذر والتخوف من تذوق الأطعمة الجديدة.

ولكن وبمساعدة العديد من الجهات المتخصصة بتنمية هذه المشاريع منها “الجوب سنتر” ومنظمة “الكابريني Cabrini”، استطعنا تجاوز هذه الصعوبات وإيجاد الحلول المناسبة للبدء بهذا المشروع، وبالطبع مع الشكر الكبير لهذه المنظمات وللأصدقاء الذين كانوا ومازالوا الداعم الأول لنا.

 وقد وصلتنا العديد من التعليقات الإيجابية من قبل الزبائن، وكان معظمها يتحدث عن حميمية المكان ورقيه، والشعور بدفء الوطن فيه، بالإضافة إلى الإشادة بالأطباق المقدمة بحد ذاتها، وهذا في الحقيقة يعطينا شعوراً جيداً تجاه مشروعنا، ويجدد الرغبة في العمل للحصول على نتائج أفضل.

المحل هو كافيه شرقية فيها ثمانية طاولات، حيث يمكن للزبائن التمتع بالأجواء الشرقية وهم يحتسون المشروبات الشرقية أو يتذوقون الحلويات، كما يأتي العديد من الزبائن لشراء المكسرات أو الشوكولا أو علب الحلويات الشرقية الجاهزة مثل البقلاوة.

زيارتكم تسعدنا

اقرأ/ي أيضاً:

أنشطة متنوعة لسيدات برلين.. “فطور بنات مع التمكين”

الجمعية السورية للسيدات في ألمانيا Syrischer Verein für Frauen in Deutschland

تقرأون في العدد 48 من أبواب: ملف خاص عن “تأثير هجمات ترامب وبريكزيت بريطانيا على الاقتصاد الألماني” ومواد أخرى متنوعة

ألمانيا: تمديد العمل بقرار منع ترحيل السوريين إلى بلدهم لمدة 6 أشهر