in ,

الزاوية القانونية: شتائم الفيسبوك قد تودي بك إلى السجن في ألمانيا – الذم والقدح والتحقير وفق القانون الألماني

جلال محمد أمين – محامي ومستشار قانوني سوري مقيم في ألمانيا

 

الفروقات بين الذم والقدح والتحقير في القانونين السوري والألماني

الذم:

هو نسبة أمر إلى شخص، ولو لمعرض الشك أو الاستفهام، ينال من شرفه أو كرامته، حسب المادة 375 من قانون العقوبات السوري، فالذم في جوهره هو نسبة أمر ما إلى شخص، وذلك بكل تعبير علني ينسب فيه الجاني إلى المجني عليه أمراً محدداً، من شأنه لو كان صادقاً أن يؤدي إلى عقاب المجني عليه أو احتقاره، كأن ينسب الجاني إلى المجني عليه سرقة أو اختلاس أو رشوة.

القدح:

هو كل لفظة ازدراء أو سباب وكل تعبير علني يعزو فيه الجاني إلى المجني عليه عيباً أو صفة مهينة دون أن يربط ذلك بواقعة معينة، كأن يقول شخص عن أخر بأنه ماجن أو إلى وزير بأنه سكير أو فاسق.

وتجدر الإشارة إلى أن الذم والقدح يجب أن يحصل علانية، وإذا تحقق الذم أو القدح فلا فرق أن يكونا قد حصلا بالتعبير، أي بالقول، أو بالكتابة أو بالإشارة أو في رسم عادي كاريكاتيري، أو في صورة أو رمز له دلالة معروفة.

التحقير:

هو كل قول أو كتابة أو رسم أو صورة أو أي إشارة أو أي تعبير يقلل من الاحترام الذي تتمتع به الجهة التي وجه إليها، ولابد أن يكون قد حصل علانية. ويمكن القول إن التحقير هو النيل من الاحترام الذي يحق للمجني عليه أن يتمتع به في المجتمع، والقول بوجوده أو عدم وجوده يدخل في نطاق السلطة التقديرية لقاضي الموضوع الذي يأخذ باعتباره ظروف المجني عليه ومركزه الاجتماعي ووضعه الوظيفي أو العائلي.

بموجب القانون السوري تتراوح العقوبة بين المخالفة والجنحة ولا تتجاوز مدة عقوبة السجن الثلاث سنوات.

 

ولكن هل هذه الأفعال المذكورة أعلاه معاقب عليها في القانون الألماني؟

تعتبر الأفعال المذكورة أعلاه جرماً يعاقب عليه القانون الألماني، لأنه يمسّ كرامة الفرد، وكرامة الفرد مصانة وفق الدستور الألماني، إلا أنه يختلف عن القانون السوري من حيث الشكل أو من حيث العقوبة. فنلاحظ أن هذه الجرائم تصل عقوبتها إلى الحبس لمدة خمس سنوات مع تعويض معنوي كبير.

تنص المادة 185 من قانون العقوبات الألماني إن كل من يقوم بفعل الإهانة يعاقب بعقوبة مانعة للحرية تصل إلى السنة، وإذا رافق الإهانة عنف تصل العقوبة إلى سنتين ونصف أو الغرامة.

المادة 186 من قانون العقوبات الألماني تقول إذا قام شخص بتشويه سمعة شخص آخر عن طريق القذف أو قول غير الحقائق يعاقب بالسجن سنة، وإذا كان الفعل قد تم عن طريق النشر والكتابة فتصل إلى السنتين ونصف أو الغرامة.

أما جريمة التشهير فهي جريمة أكبر بكثير وتصل عقوبتها إلى الخمس سنوات إذا كانت في مكان عام أو في اجتماع وفق المادة 187 من قانون العقوبات الألماني.

 

ماذا تعني هذه الأفعال وفق القانون الألماني:

لا يوجد تعريف دقيق للاهانة وفق القانون الألماني، لأن بعض الأقوال أو الكتابات قد تكون مهينة لشخص ما وغير مهينة لشخص الاخر! إذن ما هي الإهانة التي يعاقب عليها القانون؟

الإهانة هي الاعتداء على شخص آخر من خلال إظهار عدم احترامه أو التقليل من شأنه. ومصطلح الشرف هنا يعني كرامة الإنسان الشخصية، ويجب أن يعامل الشخص وفقاً لقيمته الأخلاقية والفكرية والاجتماعية، وتعتبر الجريمة مرتكبة سواء كان الفعل شفهياً أو كتابياً أو رمزياً أو تصويرياً. لكن يشترط ان يكون الشخص المهان قد فهم الإهانة، وأن يكون قادراً على فهم الكلام بمعناه الهجومي. وقد تكون الجريمة مرتكبة حتى لو وصلت عن طريق شخص ثالث.

كأمثلة على ذلك، مصطلحات وأوصاف مثل: خنزير- يهودي– فاشي- الثور المقرف… إلخ، هي كلمات يعاقب عليها القانون. هذه الكلمات أتت على سبيل المثال لا الحصر، لذلك نرى أن التجريم في هذه المواد القانونية واسع إلى حد بعيد. فأي إهانة أو شتيمة أو تعبير أو مقالة مهينة تنتشر عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، كالفيسبوك أو سواه، يعاقب عليها القانون الألماني. وقد تم تحريك الدعاوي العامة بحق بعض السوريين بمجرد اتهامهم لسوريين اخرين بتهم غير حقيقة، كاتهامهم مثلاً بالتعامل مع جماعات إرهابية أو اتهامهم بالعمل بالمخدرات أو التهريب.. الخ، وقد لا ينتبه الشخص إلى نتائج منشوراته فيفاجأ بدعاوى حقيقية قد تصل عقوبتها إلى السجن وغرامتها إلى آلاف اليوروات.

خاص أبواب

 

اقرأ/ي أيضاً:

الزاوية القانونية: ما تحتاج لمعرفته عن طبيعة الجوب سنتر – حقوق وواجبات

الزاوية القانونية: تبعات مراجعة السفارة السورية في ألمانيا؟ وهل يترتب على ذلك إلغاء الإقامة بالنسبة للاجئ؟

الزاوية القانونية: اللاجئون في ألمانيا مع اقتراب سنتهم الخامسة، كيفية الحصول على الجنسية الألمانية

قطر .. ازرع في “أسباير” تحصد لقب آسيا

سيدة سوريا تطلق منتدى شهري للحوار والتواصل بعنوان: “المنتدى الثقافي للمناصرة والتغيير”