in ,

فضاءٌ للنقاش حول الربيع العربي والأدب في دار الأدب في برلين

لا بد أن ٢٠١١ كان عاماً فارقاً في تاريخ المنطقة العربية، ليس على المستوى السياسي أو الاجتماعي فقط، بل كذلك على المستويين المعرفي والفكري، إذ فتحت أحداثه الباب أمام العديد من الكتاب والمفكرين للعمل على قضايا لم يكن متاحاً لهم تناولها، أو لم تكن ضمن دوائر اهتمامهم في ظل سلطات قمعية تواجههم بمنع النشر، التكفير، الاعتقال أو النفي.

التحولات السياسية التي جاءت مع هذا العام، الأحداث العسكرية والأزمات الاجتماعية، أوجدت موضوعات وطروحات وزوايا تناول جديدة، فيما السؤال قائم عما إذا كانت أساليب كتابة جديدة ولدت، بمعنى إن كان نوع جديد من الأدب العربي وُلد أو سيولد، من حيث الشكل والمضمون، وقابلية تمظهر كل تلك الأحداث والتحولات من خلاله.

قبل ٢٠١١، كان هناك من الكتاب العرب من اختار الهجرة، بحثاً عن مناخ حر للكتابة، لكن ٢٠١١ أعادت الصلة بينهم وبين أوطانهم الأم، وقضاياها، وجمعتهم مع كتّاب عربٍ وأجانب، عن طريق التواصل المباشر أو عبر الإنترنت، في سياقاتٍ تحررية اجتماعية وسياسية تبلورت من خلال الأدب. في الوقت نفسه، توقف عدد من الكتاب والأدباء عن الإنتاج، في توجه كامل نحو العمل السياسي أو المدني. كل ذلك خلق فضاء أدبياً عربياً جديداً ومركّباً (غير اعتياديّ) يحتاج إلى النقاش والتحليل لاستجلاء ملامحه.

من ناحية أخرى، وفي برلين، شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً لافتاً بأدب المنفى، على اختلاف جنسيات الكتاب، رافقته حركة ترجمة ونشر واسعة، وهذا ما يفتح الباب أوسع على الرغبة في تعلم المزيد عن أدباء من جنسيات عربية لم تتوجه منها جاليات كبيرة إلى ألمانيا، في نقاش يسلط الضوء على أهم ما يتناوله الأدب العربي اليوم، يبرر عزلة بعض الكتاب، ويشرح العلاقة الممكنة بين الأديب العربي والجمهور العربي في الموطن والمنفى، وبين الأديب العربي المنفي عربياً أو أوروبياً والمجتمعات المضيفة، على اختلاف الاهتمامات والذائقة، وملاءمة ظروف الكتابة والنشر.

عليه، تطرح الفعالية الأسئلة والنقاط الرئيسية الآتية:

1. التأثير السياسي والاجتماعي على الأدب في (مصر، السودان، اليمن، سوريا، العراق وليبيا) خلال العقود الماضية، وخاصة العقد الأخير.
2. الانخراط السياسي في النزاعات من خلال الكتابة؛ الكتاب الذين يعكسون مشهد النزاعات بشكل مختلف وأكثر وضوحاً للجمهور الأوروبي.
3. هل ينتج الكتاب المهاجرون/ المهجّرون ما يثري ثقافة المجتمع المضيف، أو يخضعون للكتابة ضمن منظومة الاندماج، أو للعزلة؟
4. كيف يتلقى الأدباء المنفيون ما قد يوفره البلد المضيف لهم من حرياتٍ وأمانٍ ومناخ حيوي وخلّاق؟
5. كيف يعكس الكتاب العرب من غير دول الربيع/ النزاع أثر ما يجري في تلك الدول، وكيف يصيغون علاقاتهم الإبداعية به إذا كان الحديث عن هوية إبداعية عربية ممكناً اليوم؟
6. كيف وجدت كاتبات عربيات طريقهن إلى موضوعات وأساليب نسوية خالصة، وكيف يصوّرن التلقي العربي والغربي لنتاجهن في هذا السياق؟

حوار مفتوح..

لنقاش هذه الطروحات، وبالتعاون بين، Literaturhaus Berlin و Villa Aurora & Thomas Mann House ،Orschina تنظم الصحفية السورية والزميلة في دار الأدب لعام ٢٠١٩ ياسمين مرعي، حواراً مفتوحاً تديره باللغة العربية مع ترجمة فورية للغة الألمانية، مساء السبت ١٥ حزيران/ يونيو، في جولتين متتاليتين، يشارك فيهما:

الجولة الأولى: ٦ – ٧:٣٠ مساء

المتحدثون: علي المُقري، عبد العزيز بركة ساكن، نجوى بن شتوان، عمر إدلبي

٧:٣٠ – ٨ مساء: موسيقى عربية

الجولة الثانية: ٨ – ٩:٣٠ مساء

المتحدثون:

إنعام كجه جي ، جولان حاجي، نورا أمين

تتخلل النقاش قراءات للضيوف بالعربية والألمانية (أو الإنجليزية إن لم تنشر لأي من الضيوف ترجمات بالألمانية).

لمحة عن الضيوف:

علي المقري: روائي يمني، ولد في 30 آب/ أغسطس 1966، يقيم في فرنسا. من أعماله: طعم أسود.. رائحة سوداء، رواية، دار الساقي، بيروت 2008، اليهودي الحالي، رواية، دار الساقي، بيروت 2009، حُرمة، رواية، دار الساقي، بيروت 2012، بخور عدني، رواية، دار الساقي بيروت 2014، بلاد القائد، رواية، دار المتوسط ميلانو 2019، ترجمت أعماله إلى الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والكردية وغيرها.
تم اختيار روايتيه “طعم أسود رائحة سوداء” و”اليهودي الحالي” ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) في دورتي الجائزة 2009 و2011، كما حازت رواية “حرمة” بترجمتها الفرنسية على جائزة التنويه الخاص من جائزة معهد العالم العربي للرواية ومؤسسة جان لوك لاغاردير في باريس 2015، واختيرت رواية “بخور عدني” في القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد 2015.

إنعام كجه جي: ولدت في بغداد عام 1952 ودرست الصحافة في جامعتها. عملت في الصحافة والإذاعة العراقية قبل انتقالها إلى باريس لتكمل أطروحة الدكتوراة في جامعة السوربون. تشتغل حالياً مراسلة في باريس لجريدة “الشرق الأوسط” في لندن ومجلة “كل الأسرة” في الشارقة. نشرت إنعام كجه جي كتاباً في السيرة بعنوان “لورنا” عن المراسلة البريطانية لورنا هيلز التي كانت متزوجة من النحات والرسام العراقي الرائد جواد سليم. كما نشرت كتاباً بالفرنسية عن الأدب الذي كتبته العراقيات في سنوات المحنة والحروب. في عام 2004 أعدت وأخرجت فيلماً وثائقياً عن الدكتورة نزيهة الدليمي، أول امرأة أصبحت وزيرة في بلد عربي، عام 1959. كتبت روايات “سواقي القلوب” (2005)، “الحفيدة الأميركية” (2008) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009 وصدرت بالإنجليزية والفرنسية والصينية، و”طشّاري” التي وصلت إلى القائمة القصيرة عام 2014 وصدرت بالفرنسية، و”النبيذة” التي صدرت عام ٢٠١٧ عن دار الجديد ووصلت للقائمة القصيرة للبوكر العربية هذا العام.

عبد العزيز بركة ساكن: أديب وروائي سوداني، وُلِدَ بمدينة “كسلا“ عام ١٩٦٣م، درس إدارة الأعمال بجامعة أسيوط. ويقيم حاليًّا في “النمسا“.
عمِل مدرسًا للغة الإنجليزية في الفترة من ١٩٩٣م إلى ٢٠٠٠م، وشغل عدة مناصب، أبرزها: عمله مستشارًا لحقوق الأطفال لدى اليونيسيف في دارفور من ٢٠٠٧م إلى ٢٠٠٨م، ومديرًا لمشروعات التنمية في صندوق تنمية المجتمع التابع للبنك الدولي بالنيل الأزرق، إلى أن تفرَّغ للكتابةالقصصية والروائية، كتب في كثير من الدوريات والمجلات والجرائد، منها: “مجلة العربي“، و“مجلة الناقد اللندنية“، و“مجلة الدوحة“، و“جريدة الدستور“ اللندنية، و“الجزيرة نت“، وغيرها. حصلت روايته “الجنقو مسامير الأرض“ على جائزة الطيب صالح للرواية عام ٢٠٠٩م، ليصدر بعد قليل قرار وزارة الثقافة السودانية بحظر الرواية ومنع تداولها، وقبل ذلك صودرت مجموعته “امرأة من كمبو كديس“ عام ٢٠٠٥م. عام ٢٠١٣م قرر المعهد العالي الفني بمدينة سالفدن سالسبورج بالنمسا أن يدرج في مناهجه الدراسية روايته “مخيلة الخندريس“ في نسختها الألمانية التي ترجمتها الدكتورة “إشراقة مصطفى“ عام ٢٠١١م.

نورا أمين: كاتبة وممثلة ومصممة رقص ومخرجة مسرحيةمصرية. نشرت أربع روايات وأربع مجموعات قصصية وكتاب سمعي في الشعر.
أسست فرقة “لاموزيكا” المسرحية المستقلة، والمشروع المصري لمسرح المقهورين وشبكته العربية. من أّهم أعمالها أول كتاب عن حقوق الإنسان في المسرح “فن المطالبة بالحق” وعمل عن الحكي والمسرح لمداواة الفجيعة “المسرح والتغيير: من الداخل إلى الخارج”. صدر لها “تهجير المؤنث” بالعربية والانجليزية والألمانية، 2018، عن التعديات على الجسد الأنثوي في المجال العمومي، ويصدر لها قريباً بالألمانية “رقص المضطهدين” عن تاريخ الرقص البلدي المصري من منظور نسوي.

جولان حاجي: شاعر ومترجم سوري كردي يكتب بالعربية. مقيم في سان دُني، باريس. تخرج في كلية الطب البشري، جامعة دمشق، حيث أكمل دراساته العليا في علم الأمراض. ألّف حتى الآن: شجرة لا أعرف اسمها (باللغة الإنكليزية، الترجمة بالتعاون مع ستيفان واتس)، آميدسامر نايتس برس، نيويورك، 2017. ميزان الأذى، دار المتوسط، ميلانو، 2016. إلى أن قامت الحرب (نساء في الثورة السورية)، دار رياض الريس، بيروت، 2016. ما تقوله العزلة (مع إيلينا-ليديا شيبيوني، بالإنكليزية والفرنسية)، متحف لا فريش لا بِل دو مي، مرسيليا، 2014. الخريف، هنا، ساحر وكبير (بالعربية والإيطالية)، دار إيل سِيرنته، روما، 2013. الزُّناة (مترجمة إلى اللغة الدنماركية، مع رسوم بهرام حاجو)، دار كوريدور، كوبنهاغن، 2011. ثمة مَن يراك وحشاً، إصدارات أمانة دمشق عاصمة للثقافة العربية، 2008. نادى في الظلمات (جائزة محمد الماغوط للشعر)، وزارة الثقافة السورية، 2004.
وترجم عن الإنجليزية: هندباء برية، ياسوناري كاواباتا. أخبار من بلاد أجنبية، ذاكرة القراءة، وستيفنسن تحت أشجار النخيل، كلّ الناس كاذبون، فنّ القراءة، ألبرتو مانغويل. الفيل، دان وايلي. دفاتر سرية، أنطون تشيخوف. دكتور جيكيل ومستر هايد، روبرت لويس ستيفنسن. النافذة الخلفية، ألفرد هيتشكوك. المرفأ المظلم، مارك ستراند.

نجوى بن شتوان: أكاديمية وروائية ليبية، مقيمة في إيطاليا. عملت محاضرة في جامعة قاريونس. كتبت العديد من المقالات في مواقع وصحف عربية مثل موقع “هنا صوتك” التابع للمكتب العربي لإذاعة هولندا العالمية، وبوابة جريدة الوسط الإلكترونية ليبية، وموقع بلد الطيوب. شاركت في العديد من الندوات والفعاليات الثقافية داخل وخارج ليبيا. لها مؤلفات عديدة في مجال الرواية والقصة والمسرح. صدرت لها رواية “وبر الأحصنة” الصادرة عام 2005 هي أولى أعمالها الروائية، “مضمون برتقالي”، عن دار شرقيات – القاهرة، 2008. وهي مهتمة بتاريخ العبودية فى ليبيا، الذي كان موضوع روايتها “زرايب العبيد” الصادرة في عام 2016 والتي دخلت في القائمة النهائية “القصيرة” للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2017.

عمر إدلبي: صحافي وشاعر وحقوقي سوري، من مواليد حمص ١٩٧٠. يحمل إجازة في الحقوق من جامعة دمشق، وشهادة ماجستير في القانون الدولي. حتى عام ٢٠٠٩، صدرت له أربع مجموعات شعرية وكتاب في النقد الأدبي: حان وقت الغيم، شعر، دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة، الإمارات العربية المتحدة 2000. غيم على شباكنا، شعر، اتحاد الكتاب العرب، سوريا 2003. يعلقني قمراً وينام، شعر، اتحاد الكتاب العرب، سوريا 2005. صحف العابر، شعر، اتحاد الكتاب العرب، سوريا 2009. سرد الذات، دراسة في فن السيرة الذاتية العربية، دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة، الإمارات العربية المتحدة 2007م. وعن نتاجه، حاز على: جائزة الدكتورة سعاد الصباح للشعر عام 1999. جائزة الشارقة للإبداع العربي/ الشعر/ عام 2000. جائزة الصدى للمبدعين/ شعر/ عام 2005. جائزة الشارقة للإبداع العربي/ النقد/ عام 2007. قبل ٢٠١١، عمل في العديد من الصحف والمؤسسات الاعلامية العربية، كان آخرها جريدة أوان الكويتية. ومنذ ٢٠١١، كرس إدلبي جهده في العمل السياسي والمدني لصالح الثورة السورية، وشارك في تأسيس عدد من الهياكل السياسية، ثم غادرها ليبقى ضمن دوائر العمل الصحفي والمدني. أسس منظمة حرية للأعمال الإنسانية، وأطلق جريدة “حرية برس” الإلكترونية التي يترأس تحريرها حالياً.

اقرأ/ي أيضاً:

الربيع العربي يمتد.. اليوم السودان وغداً؟

سبع سنوات على الثورة السورية: سوريا إلى أين؟ 

محاولات سرقة الثورة السورية كما أحصيتها حتى الآن

جهاز يقرأ مشاعرك من خلال نبرة صوتك.. ويمكن ارتداؤه كساعة

15 ألف إعجاب على مواقع التواصل الاجتماعي مقابل تسليم هارب من العدالة نفسه للشرطة