in

بعيداً عن “الاندماج الثقافي” الدارج.. برلين تحتفي بالأدب العربي من زاوية مختلفة جداً

بالتعاون بين دار الأدب برلين، Villa Aurora & Thomas Mann House ،Orschina  نظمت الصحفية السورية والزميلة في دار الأدب لعام ٢٠١٩ ياسمين مرعي، مساء السبت ١٥ حزيران الماضي، حواراً مفتوحاً باللغة العربية شارك فيه كل من الروائي اليمني علي المُقري، الروائي السوداني عبد العزيز بركة ساكن، الروائية والأكاديمية الليبية نجوى بن شتوان، الروائية والصحافية العراقية إنعام كجه جي ، الشاعر والمترجم الكردي السوري جولان حاجي، والمسرحية والكاتبة المصرية نورا أمين.

وقالت ياسمين مرعي لأبواب إن سعيها لتنظيم الفعالية جاء في سياق محاولتها تقديم “الأدب العربي” في برلين من زاوية مختلفة، والتماشي مع التركيز الواضح والمهم من قبل عدد من المؤسسات الثقافية في برلين بالأدب العربي وترجمته، لكن في سياق اللجوء أو مشاريع ما يمكن تسميته بالاندماج الثقافي في الغالب.

وأشارت إلى أن النقاط الأساسية التي بنت عليها النقاش تركزت في :

1. التأثير السياسي والاجتماعي على الأدب في دول المشاركين خلال العقود الماضية.

2. الانخراط السياسي في النزاعات من خلال الكتابة.

3. هل ينتج الكتاب المهاجرون/ المهجّرون ما يثري ثقافة المجتمع المضيف، أو يخضعون للكتابة ضمن منظومة الاندماج، أو للعزلة؟

4. كيف يتلقى الأدباء المنفيون ما قد يوفره البلد المضيف لهم من حرياتٍ وأمانٍ ومناخ حيوي وخلّاق؟

5. كيف يعكس الكتاب من غير دول الربيع/ النزاع أثر ما يجري في تلك الدول، وكيف يصيغون علاقاتهم الإبداعية به؟

6. كيف وجدت كاتبات عربيات طريقهن إلى موضوعات وأساليب نسوية خالصة، وكيف يصوّرن التلقي العربي والغربي لنتاجهن في هذا السياق؟

ونوهت مرعي أن الحضور كان متنوعاً وغنياً، وأن تجربة جمع كتّاب من دول عربية مختلفة واجهت نزاعات وحروباً هي تجربة معرفية غنية، من حيث أهمية عرض المختلف والمتشابه بين هؤلاء الكتاب بما يمنع لصق هوية واحدة بأدب هذه الدول تحت تسمية أدب دول الربيع العربي، وبما يخرج أدب المنطقة عموماً من توصيف أدب دول العالم الثالث، ويمنحها بعدها العالمي إنسانياً على الأقل.

الروائي اليمني على المقري، صاحب “اليهودي الحالي”، و”بخور عدني”، و”حرمة” وغيرها من الأعمال الروائية المتميزة، قال لأبواب: الندوة التي عقدتها دار الآدب في برلين بدت لي مهمة جداً، فقد دعتنا إلى مراجعة حدث ما يسمى بالربيع العربي بعد هذه السنوات الثمان، أو أكثر، وكيف تجلى أثره في الثقافة والأدب العربيين”. وأضاف “ما تحدثت عنه  هو كيف عاش الأديب العربي في وطنه وكأنه في منفى بسبب عدم حصوله على حرية التعبير، حيث السلطة تحتكر الرأي كما تحتكر الحُكم. ولقد جاء الربيع العربي ليسقط وهم السلطة المطلقة.

ولدى سؤال المقري عن روايته الأخيرة قال: “تتحدث الرواية عن ديكتاتور عربي دون تحديد هويته، بحيث يستطيع كل عربي أن يكتشف ديكتاتوره الخاص فيه! وترسم الرواية مجتمعاً تحت التسلط، الجميع فيه يخافون من كل شيء، من الرقابة، من البيوت، يخافون من ظلهم، بل ومن أنفسهم، يخافون أن يسقطوا في بوح ما، في نقد ما يمس الديكتاتور. ومن ثم كيف يعيش الناس بعد انهيار سلطة الديكتاتور، حيث يعبرون عن الأشياء المكبوتة فيهم، وتصير المعارك ليس بين الثوار وبقايا أنصار الديكتاتور، بل وبين الثوار أنفسهم.

من جانبها، قالت الروائية الليبية نجوى بن شتوان صاحبة “زرايب العبيد”: “كان مؤثراً وباعثاً على الأمل أن يحدث هذا اللقاء في ألمانيا التي دمرتها الحرب التي تدمر أوطاننا الآن، وفي برلين التي عانت التمييز بجدار الفصل العنصري كما نعانيه نحن الآن في مجتمعاتنا بأشكال مختلفة بسبب السياسة والحروب وتوابعهما.. إننا محبطون بسبب مايجري في أوطاننا وإن خلفياتنا واحدة علي أرض عاشت نفس الظروف حتى ماكان يظن أحد أنها ستنهض نهضة كبرى من جديد  نعيش فارقاً في التوقيت لكنها التجربة الإنسانية ذاتها بالنسبة لي.. وستنجح أوطاننا يوماً ما في تجاوز جميع الأزمات كما اجتازتها هذه البلاد المضيفة اليوم.”

اللقاء الذي ترجم فورياً إلى الألمانية، لم يكن الأول في دار الآداب من حيث التركيز على أحد جوانب الأدب العربي، لكنه كان الأول من حيث جمع أصوات مختلفة، في محاولة لمواكبة عالمية برلين ثقافياً، والوقوف من مشهدها الثقافي في موضع ينصف الأدب والأديب العربيين.

خاص أبواب

اقرأ/ي أيضاً:

“كلمات من أجل الارتباط”.. مبادرة لدعم أدباء المهجر في إيطاليا

عبدالله القصير لـ”أبواب”: حالة الانتقال من الخاص إلى العام دفعتني لكتابة “كوابيس مستعملة”

المسكوت عنه ونرجسيّة التلقّي… “لا ماء يرويها” لنجاة عبد الصمد

عطلات الصيف تزيد من خطر زواج المراهقات القسري

إسطنبول: أعمال شغب ضد السوريين واحتجاجات على تواجدهم في تركيا