in

مهرجان الفيلم العربي السابع في برلين

خاص – أبواب

عاشت العاصمة الألمانية (برلين) من 6 وحتى 13 نيسان/أبريل، على وقع فعاليات مهرجان الفيلم العربي السابع، الذي يعدّ حدثًا ثقافيًا ناشئًا نجح في أن يتمركز في السنوات السابقة في السوق الأوروبية، وهو يتخصص في عرض أفلام روائية ووثائقية وتجريبية طويلة وقصيرة للمخرجين والمنتجين العرب، وكذلك الأفلام الأجنبية التي تناقش قضايا عربية، ليتعرف الجمهور الألماني تحديدًا والأوروبي بشكل عام، على العالم العربي عن قرب من خلال عروض المهرجان.

وينظم هذا المهرجان العريق مركز فنون الفيلم والثقافة العربية “مكان” ومقره برلين، والمركز هو جمعية ذات منفعة عامة أسست سنة 2004، ووفقًا لما جاء في الموقع الرسمي للمهرجان فإن الجمعية “غير سياسية وتقوم على تشجيع وتقدير ثقافة العاملين على صناعة الأفلام العربية وإظهار تنوع الثقافة العربية. كما أنها تساعد على الحوار بين الحضارات عن طريق الأفلام”.

وقد نظمت الجمعية منذ تأسيسها عروض أفلام مختلفة حتى تم إقامة مهرجان الفيلم العربي في برلين عام 2009. ويتم إقامته منذ ذلك الحين كل عام”.

ويقوم بأعمال الجمعية والمهرجان متطوعون متحمسون للعمل في مجال الفيلم والثقافة من مجالات وخلفيات مختلفة، يعملون كل عام ليكونوا برنامجًا متنوعًا يقدمونه لمشاهدين من جميع أنحاء العالم في برلين حتى يتيحوا الفرصة لطرح منظورٍ جديدٍ على العالم العربي والعاملين على صناعة الأفلام  العربية.

ويترأس مجلس إدارة مركز فنون الفيلم والثقافة العربية، الدكتور عصام حداد.

من أفلام الدورة السابعة ..

كان جمهور الدورة السابعة لمهرجان الفيلم العربي على موعد مع عدد من الأفلام الوثائقية/التسجيلية والروائية القصيرة منها والطويلة، ومن الأفلام التي لاقت حضورًا لافتًا الفيلم السوري الوثائقي “كوما” للمخرجة السورية سارة فتحي وهو أول أفلامها، ومدته ( 98 دقيقة)، ويحكي الفيلم قصة ثلاث نساء من ثلاثة أجيال مختلفة. الجدة، الأم والابنة. ثلاثتهن حبيسات بيتهن داخل دمشق المحاصرة. أشباح الماضي تطارد الأم والجدة، بينما تحاول الابنة بكاميرتها خلق صورًا حميمية لعالم في طريقة للانمحاء، يعيد بناءه الروتين اليومي: القهوة، التلفاز، السجائر والقرآن.

ومن الأفلام الروائية فيلم “باب الوداع” للمخرج كريم حنفي، والذي عرض ليلة يوم السبت (9 نيسان/أبريل)، ويشارك في بطولة الفيلم سلوى خطاب، أحمد مجدي، آمال عبدالهادي، وشمس لبيب. وكان الفيلم قد حصد في مطلع آذار/مارس الماضي، أربع جوائز، إلى جانب شهادة تقدير مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما.

وأما فيلم “آخر أيام المدينة” (روائي)، إخراج: تامر السعيد، مصر/ألمانيا/المملكة المتحدة/الإمارات العربية المتحدة، 2016، (118 دقيقة)، فتدور قصته حول مخرج سينمائي يدعى (خالد عبد الله)، يبحث عن شقة جديدة. وهو يعمل في فيلمه الذي صور منه مواد كثيرة ولكنه مازال يحاول أن يخلق منها قصة. القاهرة في بياتها الشتوي، تهرب منه، تستعصي على عدسته، لا تنطوي لرؤيته، تبقى صور المدينة غير واضحة المعالم، بلا سياق أو مضمون. تضيق الأيام، تتهادى تحت وطء ثقيل، فالأم تمرض بمرض خطير وتغادره حبيبته وترحل عن المدينة. السينما ومشاعر الالتباس تجاه الوطن توطد صداقة خالد برفاقه الفنانين في بيروت وبغداد. دراما صادقة عن الفقدان والصداقة يرصدها الفيلم الفائز بجائزة “كاليجاري” في مهرجان برلين السينمائي الدولي هذا العام.

كما حضر جمهور المهرجان، الفيلم الفلسطيني “الحب والسرقة ومشاكل أخرى” للمخرج مؤيد عليان، (94 دقيقة)، وقصة الفيلم تدور حول موسى الذي يعيش حياة بوهيمية، يكسب فيها عيشه من سرقة السيارات ويحلم باليوم الذي يجمع فيه المال الكافي للهجرة ومغادرة معكسر اللاجئين الذي يعيش به أخذًا معه عشيقتة المتزوجة من رجل أخر. يسرق سيارة فارهة، فإذا بمفاجأه تنتظره في صندوق السيارة الخلفي: جندي إسرائيلي مخطوف (رياض سليمان). يصبح موسى بذلك فريسة لمطاردات التنظيمات الفلسطينية من ناحية وللجيش الإسرائيلي من ناحية أخرى. يحاول استغلال الجندي بالحصول على فدية مقابل تسليمه، فيجد نفسه في رحلة عبثية مع رهينتة على حدود الضفة الغربية. الفيلم تم إنتاجه بشكل مستقل تمامًا وبمساعدة شبكة من معارف المخرج والمتحمسين له. وهو أول أفلام مؤيد عليان الطويلة.

ومن المغرب شارك في هذه الدورة، فيلم “الزين اللي فيك” إخراج: نبيل عيوش، (104 دقيقة)، ويحكي الفيلم الذي منع في عدد من مهرجانات السينما بالبلدان العربية لجرأة طرحه، قصة نهى (لبنى أبيضار)، رندا وسكينة، ثلاثة بائعات للهوى في مراكش. يعشن حياة صعبة بحكم ظروف عملهن التي تحتم عليهن الخضوع لرغبات طالبي المتعة من السعوديين والسائحين الأوروبيين. دون مواراة أو تجميل، يصور الفيلم حياتهن الصعبة وصراعاتهن المستمرة مع حراس الملهى الليلي من جهة ومع موظفي الشرطة المرتشين من جهة أخرى، وفي مواجهة احتقار أفراد عائلتهن رغم المساعدات المالية التي يحصلون عليها منهن. لا يحاول الفيلم اسكتشاف هذا العالم المظلم وهاويته السحيقة فحسب، ولكنه يسلط الضوء كذلك على رباط الصداقة الذي جمع بين الفتيات الثلاثة والذي أوثقه وقوف ثلاثتهن معا على هامش مجتمع يقسو عليهن. جراءة الفيلم الصادمة أدت إلى حظره في المغرب.

حضور فيلم سينما في برلين ينقلكَ لبستان القصر في حلب

السوريون في ألمانيا والتفكير في المستقبل