in

“الكاريكاتير ليس دائماً مضحكاً”.. في مهرجان الكاريكاتير العربي في بلجيكا

خاص أبواب. أقيمت في مدينة تورنهوت البلجيكية في الفترة مابين السادس والواحد والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2017، الدورة الثانية لمهرجان الكاريكاتير العربي بالتزامن مع مهرجان الواحة السينمائي، وبدعمٍ من مدينة تورنهوت ومؤسسة موسم.

وجرت فعاليات مهرجان الكاريكاتير العربي في ثلاث مدن هي تورنهوت باستضافة الواراندا بيت الثقافة، يو جي سي تورنهوت، أنتوربن باستضافة مسرح هيتباليس، والعاصمة بروكسل باستضافة من بوزار.

يهدف هذا المهرجان الذي نظمته مؤسسة (أومنس) البلجيكية وبإدارة علي نزير علي، إلى التعريف أوروبياً بفناني الكاريكاتور العرب وايجاد صلة وصل وتقاطعات بينهم وبين نظرائهم من أنحاء العالم وبالتالي تسليط الضوء على هموم المواطن العربي عن قرب ورؤيتها بشكل فني مباشر وعميق.

تطرق المهرجان من خلال فعالياته المختلفة إلى قضايا العالم العربي والشرق أوسطي وحتى الأوروبي الراهنة، فنجد قضايا الديكتاتوريات والاضطهاد، وحقوق المرأة، إضافةً إلى قضايا الإرهاب والتطرف.

واستطاع الزائر أن يشاهد هذه المواضيع وقد تناولتها الأعمال الفنية لستة وعشرين فنان كاريكاتير محترف. وكان من أبرز الفنانين المشاركين عماد حجاج، خالد البيه، سارة القائد، مناف حلبوني، هاني عباس ودعاء العدل وآخرون. الفنانون المشاركون من جنسيات وبلدان مختلفة، تحدث بعض الفنانين المشاركين لأبواب عن أهم تحديات فن الكاريكاتير وعن مشاركتهم في المهرجان:

الفنان الأردني عماد حجاج

من أوائل رسامي الكاريكاتير الديجيتال في العالم العربي، ومعروف بشخصية “أبو محجوب الساخرة”، يقول عن مشاركته في هذا المهرجان: جئت الى هنا تلبيةً لدعوة المهرجان الذي يدعم نشاطاً مهماً ونادراً في العالم العربي، فأنا أعتقد أنه لايوجد دعم حقيقي في بلادنا لهذا الفن، رغم أنه جميل ومطلوب ويشجع الحوار بين الناس، كما يشجع ثقافة السخرية وخاصة في هذا الوقت. ويشير حجاج إلى أهمية موقع فن الكاريكاتير في ثقافتنا العربية: لقد كانت السخرية جزءاً أصيلاً من ثقافتنا العربية، ويُقال أن أول كاريكاتير مكتشف في التاريخ كان رسمة على إحدى أوراق البردي الفرعونية، كما يحفل الشعر العربي بشحناتٍ كبيرة من السخرية، مثل هجائيات جرير والفرزدق ومؤلفات الجاحظ وكتابه البخلاء مثلاً.

بدأ عماد حجاج احتراف هذا الفن منذ عام 1993، عمل في الصحافة والتلفزيون وهو رئيس جمعية رسامي الكاريكاتير الأردنيين، وشارك في عدة معارض عربية وعالمية ونال العديد من الجوائز. وبسؤالنا عن الصعوبات التي تواجه رسام الكاريكاتير، أكد أن رقابة المجتمع في هذه المرحلة أكثر شدةً وحدةً من رقابة رئيس التحرير، وأضاف قائلاً: “أصبحت تأتيني رسائل الكترونية تحذرني من استخدام اسم شخصية أبو محمد التي استخدمتها منذ سنوات طويلة بحجة أنها إساءة للرسول وما إلى ذلك، إلى أن تعبت وتوقفت عن استخدام هذه الشخصية فعلاً”.

من المشاركين أيضاً الفنانة البحرينية سارة القائد

تقول عن مشاركتها في مهرجان الكاريكاتير: “روعة هذه الفعالية أن اللقاء يجري في الغرب ويشاهده الغرب، الناس هنا تأخذ معلوماتها من الأخبار ومن الإعلام وللأسف الكثير من وسائل الإعلام هذه تتكلم بشكل غير منصف ومتفهم للأحداث في عالمنا. أعتقد أن وجودنا المباشر يمكن أن يعطي انطباعات مختلفة عما يرونه يومياً في الأخبار.

من ناحية أخرى، التواصل من خلال الكاريكاتير هو بمثابة لغة مشتركة، وللأسف في وقتنا الحالي وقت الحروب والنزاعات تقلصت مساحة هذه اللغة المشتركة بين البشر بشكل كبير”.

وتقول رداً على تساؤلنا عن موت الكاريكاتير في العالم العربي، “أعتقد أنه فن حي ولكن يعتمد على الجهد الفردي، والتمويل أيضاً يلعب دوراً مهما في تراجع الكاريكاتير. كما أن البعض ينظر إلى هذا الفن كرفاهية، فعندما أقول لأحد أنا رسامة كاريكاتير يعتقد أن هذه هواية فقط ويعود ليسأل: ماذا تعملين إلى جانب هذه الهواية؟”

سارة فنانة بحرينية تعمل في مجال التصميم والفنون الجميلة مع عدد من الفنانين في استوديو واحد في البحرين، وتركز في عملها على المرأة بشكل عام. عملت مع مؤسسة توشفاش اللبنانية المعنية بالكومكس في الشرق الأوسط ومجموعة ريكونكتينغ آرتس.

التقت أبواب أيضاً بالفنان السوداني خالد البيه

وقال عن نفسه وعن مشاركته في المهرجان: مذ كنت طفلاً أحببت “الكوميكس”، أحب قراءة كتب مثل سوبرمان وبات مان والرجل العنكبوت. للأسف في الوطن العربي لا توجد شخصيات محببة كهذه للأبطال الخارقين، لنأخذها كمثل أعلى أو كأبطال نقتدي بهم لا كسياسيين ولا كلاعبين. وحول تأثره بفنانين آخرين قال البيه: (في البداية قلدت فنانين كثر وأكثرهم ناجي العلي، وهو من جعلني أكتشف أن الكاريكاتير ليس دائماً مضحكاً”.

يرى البيه أن الكاريكاتير في العالم العربي ليس ضعيفاً بل هو أقوى من الكاريكاتير في أوروبا “لأننا نحن الفنانين نعمل ونعيش في ظروفٍ لا يمكن للمواطن الأوروبي أن يعيشها ويبدع فيها فنه”. ويشير خالد إلى أن جميع الناس يلتقون عند نقطة واحدة في السخرية ويتشابهون عند إلقاء النكات، فالنكتة عن عمر البشير مثلاً هي ذاتها عن حافظ الأسد ولكن بلهجة مختلفة وأسماء مختلفة.

“لا مكان هو الوطن”

شارك في مهرجان الكاريكاتير العربي أيضاً الفنان السوري/الألماني مناف الحلبوني، بعمل فني “تجهيز في المكان\Installation”، عنوانه “لا مكان هو الوطن”، وكان الحلبوني قدم في بدايات 2017 عملاً فنياً تمثل بوضع ثلاث حافلات بشكل عمودي مقلوبةً على رأسها، في قلب مدينة درسدن الألمانية. للفت النظر إلى مأساة حلب. الحلبوني درس الفنون الجميلة في دمشق، ثم درس الفنون البصرية في أكاديمية دريسدن حيث يعيش ويعمل حالياً.

منظمة دولية لرسامي الكاريكاتير

التقت أبواب أيضاً بالفنان الإيراني كيانوش، وهو لاجئ سياسي في فرنسا، وبرأيه أن للكاريكاتير تأثير كبير على المجتمع. لأنه طريقة فائقة الذكاء للتعبير عن مواضيع معقدة جداً بطريقة بسيطة وسريعة، وهذا مهم في أسلوب حياتنا المعاصرة إذ ليس لدينا الكثير من الوقت للتفكير ولمعرفة الحقائق. وهو يحاول من خلال الكاريكاتير الوصول إلى الجمهور العالمي ليروي عما يجري في بلده وما يتعرض له الناس من اضطهاد في مجال الحريات المدنية وحقوق الإنسان.

أنشأ كيانوش منظمة دولية لرسامي الكاريكاتير حول العالم تحت اسم “United Sketches”. ويشارك فيها رسامو كاريكاتير نشطاء بحقوق الإنسان”. كما أطلق جائزة دولية مكرسة للدفاع عن حقوق الإنسان.

 

مواضيع ذات صلة:

حنظلة ناجي العلي، طعم الحنظل لا يزال في حلوقنا

كاريكاتير من سوريا في مدينة بون

تحالف جامايكا وصعوبات تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة

إلى حين إتمام المفاوضات: حكومة تسيير أعمال في ألمانيا