in ,

نساء سوريات في ألمانيا.. مكاننا الأكثر واقعية في هذا العالم الافتراضي

مجموعة نساء سوريات في ألمانيا
مجموعة نساء سوريات في ألمانيا

أجرت الحوار سعاد عباس
مجموعة “نساء سوريات في ألمانيا” (Syrische Frauen in Deutschland) هي مجموعة ناشطة جداً على الفيس بوك، أتابعها منذ سنوات، وأتحدث عنها وأستشهد بها وأستعين بالمعلومات التي ترد فيها، “جديرة بالثقة” هي الكلمة التي أصف بها هذه المجموعة، ولأنني أقدر بشدة التجارب الناجحة لاسيما النسائية والمبنية كلياً بجهودٍ ذاتية، أحببت أن أشارك فخري على الملأ، وهنا دردشة طويلة مع السيدات اللواتي أسسن ويُدرنَ المجموعة.

  • كيف بدأت الفكرة ومتى التقت صبايا وسيدات الأدمن في المرحلة الأولى لتشكيل مجموعة “نساء سوريات في ألمانيا”، وما الخدمات التي تقدمها؟ 
    البداية كانت في 9 تموز 2015، حين جمعتنا صاحبة الفكرة سارة شماع في مجموعة واحدة، فخططنا وتناقشنا في أساسيات تنظيم المجموعة، وكيفية إدارتها بالشكل الأنسب، واستطعنا أن نضع الأسس سوياً. 

كنا مجموعة فتيات سوريات جمعتهن الغربة والود والاحترام المتبادل، فوجئنا في الأيام الأولى بانضمام عدد كبير من النساء المتعلمات والطامحات للنجاح بالمغترب، فأصبحت المجموعة مكاناً افتراضياً نحن فقط نعمل على تنوعه وتنظيمه والمساهمة بضبطه، ويوماً بعد يوم توسعت هذه المجموعة بإيماننا بها.
أحببنا أن تكون الإدارة مشتركة من قبل عدة فتيات من خلفيات مختلفة لنتشارك بالرأي عندما نتعرض أو تتعرض أي عضوة بالمجموعة للإساءة، واتبعنا سياسة التصويت للتوصل لرأي مشترك بأي مشكلة. ولا يحصل إلغاء العضوية لأي مشارِكة مسيئة بشكل شخصي أو عشوائي. 

المؤسِسات والإداريات السابقات تركن بصمتهن في كل زاوية في هذه المجموعة، كما أن العمل معهن على المجموعة كان ممتع، وهن: جيسي الأخرس، رانيا فنصة، رحمة العبدالله، رهف رزوق، سارة قشرة، سماح بيدق، سماح حكواتي، فرح ياسمين، منيرة قرقجي، ميس الباشا، نور الهدى بيضون، يارا حبال، ياسمين وطفة.
والمؤسسات والإداريات اللواتي بدأن المجموعة ومازلن مستمراتٍ بإدارتها حتى اليوم: تيفاني فطيمي، راما بيدق، رشا الإمام، رولا البيك، سارة شماع، نور الناصر.

  • ما هي الغايات الأولى التي تم لأجلها تشكيل هذه المجموعة، وكيف أمكن تحقيقها؟
    كان الهدف من المجموعة نابعاً من إيماننا بأن أهم مقومات الاندماج تبدأ أولاً بين فئات المجتمع السوري المختلفة في ألمانيا، وذلك من خلال تبادل الخبرات على اختلاف الشرائح والخلفيات السياسية والدينية والتعليمية. مع الأسف في بلدنا سوريا لم يسمح البعد الجغرافي باجتماع الكثير من النساء من خلفيات، ثقافات، طوائف، أعراق ومحافظات متعددة وتبادل خبراتنا والتعرف على عادات المحافظات والأطياف المختلفة من الشعب الذي عاش على أرض سوريا. لذا كانت المجموعة مكاناً سليماً لاجتماع نساء سوريا بلا حواجز وتقبل اختلافاتنا وتبادل الاحترام فيما بيننا. 

أما الهدف الآخر الذي لا يقلّ أهمية عن سابقه فهو الاندماج كمجتمع سوري ضمن المجتمع الألماني، ومن أهم مقوماته هو التمكن من اللغة، وهذا ما لاحظنا تطوره لدى النساء حتى الحوامل والأمهات من أعضاء المجموعة وتبادل النصائح فيما بينهن لتجاوز المراحل الصعبة، وصولاً إلى العمل والبحث عن فرص العمل والحوار في أمور مختلفة في الحياة العملية، كالتفاوت في العادات الثقافية والحضارية بين المجتمع السوري والألماني بهدف فهم ثقافة البلد الجديد وتقبّله والتعايش معه.
بالإضافة إلى توفير بيئة نفسية مريحة داعمة للنساء السوريات، آملين مستقبلاً أن نتشارك وإياهنّ قطف ثمار التعاون الناجح ليس فقط افتراضياً وإنما شخصياً على أرض الواقع.

لذلك نشجع السيدات في المجموعة على: المشاركة بأي معلومة مهمة، دعم بعضنا البعض، التغلب على الصعوبات التي تواجهنا والنقاش بالمواضيع التي تخص وضعنا بألمانيا. عدا ذلك يوجد في المجموعة فقرات نغنيها بشكل دائم ونسعى لأرشفتها، لكي تكون مرجعاً لأعضاء المجموعة مثل اللغة، الدراسة بما فيها معلومات عن التدريب المهني، الجامعة والمنح الدراسية، الأمومة، السكن، العمل، السياحة في ألمانيا وفي البلدان الأخرى، ثقافة عامة وكذلك معلومات تاريخية وأثرية عن سوريا وكذلك التجميل وأي شيء آخر فيه فائدة. وكإداريات نسعى جاهدات بالدرجة الأولى لضبط محتوى المنشور دون تشعب. 

  • ومع دخول المجموعة سنتها السادسة هل ترون انعكاساً للحلم على أرض الواقع؟
    لم يختلف الحلم ونتمنى تجسيد هذه المجموعة يوماً ما على أرض الواقع كتجمع سوري للفتيات والنساء السوريات في ألمانيا، وهذا يتطلب وصول الإداريات وغالبية النساء السوريات في المجموعة إلى حياة مستقرة، تتيح لهنّ رفاهية توسيع النشاط من الافتراضي إلى أرض الواقع. هدفنا وحلمنا لن يتحقق بين يوم وليلة، بل يلزمه جهد وتفهم واحترام للقوانين ومشاركة من الجميع. 
  • تعريف المجموعة يوضح أن “الأدمنز” كُثر وبخلفيات وآراء متنوعة، ولكن لتحقيق توافق في الإدارة لا بد من وجود نقاط مشتركة أوصلت المجموعة إلى هذا النجاح والاستمرار، فما هي هذه النقاط؟
    النقاط المشتركة: إيماننا بهدف المجموعة كوطن صغير وحضن للمغتربات وثقتنا ببعضنا بكل حسن نية، وشرح خلفيات وجهات النظر، والاعتماد على التصويت. أما بالنسبة للمجموعة فأساسها احترام الرأي، عدم الإساءة، وتقبل الآخر.
    لاتوجد فوائد خاصة ولا مادية تدفع أياً منا للمتابعة كأدمن في المجموعة، العمل طوعي تدفعنا إليه الرغبة في استمرارية وجود مجموعة مريحة بعيداً عن المهاترات، وتقديم المساعدة بشكل جماعي.
  • نشأت مجموعات سورية كثيرة منذ بدء موجة اللجوء حتى الآن، كيف تعلمتن من هذه المجموعات وكيف تحاشيتن الوقوع بنفس الأخطاء وما الذي يجعل هذه المجموعة متميزة؟
    لقد عانينا من المشاكل الموجودة في المجموعات الأخرى كغيرنا، ويمكن اختصارها بالتكفير المعتاد بين الأطراف المختلفة بآرائها، الحدة اللامعقولة بالنقاشات السياسية، البوستات التي فيها من السخرية والاستهزاء وإضاعة الوقت بدون أي فائدة. لكننا أردنا أن نوجد ساحة للحوار المحترم، نستطيع فيها طرح أفكارنا بشكل آمن. 

وفي النهاية يمكن القول أن تجنب محوري الدين والسياسة الذيين يؤديان غالباً إلى الجدال، ساعد في تقبل غالب نساء المجموعة  للنقاش والمحادثة. إضافةً إلى التزام غالبية المنضمات بقواعد المجموعة. ونتمنى طبعاً أن يتم يوماً ما طرح محوري الدين والسياسة في حوار بناء وبنظرة حيادية. 

السخرية رفض الآخر والحض على الكراهية.. سمات نراها في كثير من التعليقات والخطابات السورية للأسف، لكنها في حدودها الدنيا في مجموعة “نساء سوريات”، هل يمكن أن أكون متفائلة جداً إذا تخيلت أن تطوراً كهذا لمجموعة في واقع افتراضي يمكن أن ينعكس يوماً على الواقع المعاش؟
يمكننا القول أنه اليوم وقد أصبح عدد أعضاء مجموعتنا 21500 سيدة، أن هذه المجموعة متنوعة، قد لا تمثل كل المجتمع بمختلف تنوعاته وخلفياته الدينية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، لكنها واسعة بما فيه الكفاية لنلمس مع مرور الوقت تغييراً واضحاً وملموس في مستوى الحوار وتقبّل الآخر لدى المشاركات.
نحن نؤمن بأنه لكي تنتهي المهاترات يجب أن نؤسس قاعدة نقاش محترمة، بمواضيع أقل حدة تكون لبنة أساسية لطرح مواضيع كبيرة كانت سبباً للحرب في بلدنا وانتقلت معنا لمجموعات الفيس بوك الافتراضية للأسف.

وبالعموم قوانين المجموعة تمنع منشورات الرفض الكراهية، متابعة الآدمنز وصاحبة المنشور ووعي النساء في المجموعة ساهم في الحدّ من هذه التعليقات.. ونحن متفائلات بأنه إذا اجتمعت نساء المجموعة في الواقع، فسيكون مستوى الحوار مشابهاً لما هو عليه في المجموعة حالياً.
من ناحية أخرى لا نعلم إن كانت الآراء على السوشال ميديا تنعكس على الحياة الخاصة، فيوجد من يدعي المثالية في العالم الافتراضي فقط. ولكن نتمنى ونسعى من النقاشات التي تدور في المجموعة لتبادل الآراء والحرية في طرحها، أن  تؤدي إلى التغيير في الواقع أيضاً في حياة النساء المشاركات على مستوى عوائلهنّ أيضاً.

نساء سوريات في ألمانيا مجموعة مغلقة ونسائية فقط فهل هذه ميزة أم أن هناك سلبيات؟ وهل يمكن تطبيق نفس الضوابط في مجموعة مختلطة أو مفتوحة؟
لا نرى سلبية في وجود النساء فقط في المجموعة، فالمجموعة تهدف لدعم المرأة، وكما طُبِقت الضوابط في هذه المجموعة فبالإمكان تطبيقها في مجموعة مفتوحة ومغلقة، لكن مع المتابعة المستمرة.
رابط مجموعة “نساء سوريات في ألمانيا” على الفيس بوك: https://www.facebook.com/groups/1048670341867344

الحكومة الألمانية تحسم الجدل بشأن توزيع كمامات طبية مجانية على طالبي اللجوء

الحكومة الألمانية تحسم الجدل بشأن توزيع كمامات طبية مجانية على طالبي اللجوء

المفوضية الأوروبية تريد تسريع عمليات ترحيل المهاجرين من دول الاتحاد الأوروبي

وثيقة من 12 صفحة: المفوضية الأوروبية تريد تسريع عمليات ترحيل المهاجرين