in ,

قطر في نهائي كأس آسيا…. سيناريو بلجيكا في آسيا

عبد الرزاق حمدون

من قال إن التخطيط الصحيح يحتاج لرقعة أرض كبيرة ومساحة جغرافية مناسبة، ومن قال إن الإبداع في التخطيط يحتاج لعدد سكّاني كبير؟

في كأس العالم الأخيرة تصدّرت حكاية المنتخب البلجيكي عناوين الصحف والمواقع الرياضية وتعرّف الجميع على قصّة اللاعبين البارزين في المنتخب البلجيكي، وكيف بدأها المخضرم سابلون بدراسة كروية حديثة بعد الخروج من مونديال 2002 على يد برازيل ريفالدو، منذ تلك اللحظة رسمت بلجيكا لجيل بقيادة هازارد وكوتورا والشاذلي ودي بروين والكثيرين، جيل سيصل إلى القمة عالمياً سواء كمنتخب أو كأفراد في أنديتهم، بعد 16 عاماً بلجيكا تتوّج مجهودها في المحفل العالمي هناك في روسيا 2018 لتحصل على المركز الثالث ولو حالفها الحظ في النصف النهائي أمام أبطال العالم منتخب فرنسا لكان طريقها سالكاً لحمل الكأس لأول مرّة في تاريخها.

بلجيكا متعددة الأثنيات واللغات حتى في نسيجها الديموغرافي هي خليط بين فرنسا وألمانيا وهولندا وانكلترا و بعض المهاجرين الأفارقة، تصهرهم بوتقة الرياضة وتحديداً كرة القدم لتخرج بجيل أقل ما يُقال عنهو أنه تحفة كروية بامتياز، تجربة بلجيكا الرائعة والناجحة أصبحت مثالاً يُحتذى به من قبل الجميع خاصة بعد مونديال 2018، لكن هل هناك من فهم الدرس قبل مونديال روسيا؟

عام واحد فقط على نجاح التجربة البلجيكية عالمياً لتأتي آسيا الإمارات بتجربة جديدة أثبتت نجاحها بامتياز واكتسحت منتخبات آسيا جماعياً وفردياً، لو نظرت إلى أرقام البطولة الآسيوية سترى بأن هدّاف البطولة قطري، وصانع الأهداف قطري، وأقوى معدّل تهديفي قطري، والمنتخب الذي لم تتلقى شباكه أي هدف أيضاً المنتخب القطري، انتصر على السعودية 2-0، كوريا الجنوبية 1-0 والامارات مستضيف البطولة 4-0! إذاً نحن أمام جيل قطري ذهبي، كيف جاء هذا الجيل؟

الإجابة على السؤال تعود إلى العام 2006 أي بعد عامٍ من تأسيس أكاديمية “أسباير” الرياضية في دولة قطر ، مكان بجمع الأبطال والرياضيين، أكاديمية عربية بمواصفات عالمية أوروبية، تعتمد على ربط العلم بالرياضة ودعم المواهب وفرض واقع الاحتراف عليها لتهيئة جيل قوي قادر على وصول قطر لمحافل عالمية كبيرة.

60% من لاعبي المنتخب القطري خريجو أسباير بإشراف المدرب الحالي الإسباني الكتالوني “فيلكس سانشيز”، تحقيق لقب آسيا تحت 19 في عام 2013 مع نفس العناصر هو خير دليل على أن النجاح الأكبر سيأتي لاحقاً، لتكون آسيا الإمارات 2019 مسرحاً لتألق جيل قطري مخطط له منذ 13 عاماً.

بلجيكا 2018 و قطر 2019 أبرز الأمثلة الحديثة التي تبيّن لنا أن الرياضة ليست وليدة العواطف والمشاعر والخطابات الرنّانة، وإنما هي علم يجب التخطيط له مسبقاً.

*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

 

اقرأ/ي أيضاً:

ريال مدريد أمام جيرونا … انتصار بينتوس في اللوس بلانكوس

في برشلونة دي يونغ IN بواتينغ OUT

كلوب وقع بمصيدة غوارديولا في معارك التكتيك!

لاجىء يُصنّف كمتحرش لمجرد طلبه من أطفال التقاط صورة له مع الثلج

حقيقة أم خيال؟… دب ينقذ طفل لمدة يومين في غابة متجلدة