in ,

في ” الكامب نو ” مشكلة تطفو على السطح… كيف الحل؟

عبد الرزاق حمدون

لم يتوّقع أشد المتشائمين في نادي برشلونة نتيجة التعادل السلبي أمام خيتافي، وكيف استطاع الفريق الضيف من خطف نقطة مهمّة ‏من ملعب “الكامب نو” لم تكن في الحسبان، لم يتوقف الموضوع عند نقطة التعادل بل أن النادي الكتالوني في آخر إطلالاته لم يقدم ‏المستوى المعهود له خاصّة بعد سلسلة التعاقدات الكبيرة التي أجراها في آخر سوقين.

‏ في العودة لنتائج برشلونة الأخيرة سنرى بأنها متنوعة بين خسارة وتعادلين وانتصارات كانت معظمها بفارق هدف أو هدفين فقط ‏سواء في الدوري المحلي أو مسابقة الكأس، أداء باهت ومستوى هجومي عقيم بعض الشيء أمام مرمى الخصوم كان آخرها ‏النتيجة الصفرية بعد 90 دقيقة أمام خيتافي!، البعض ينسب هذا الموضوع إلى الواقعية التي صبغها المدرب الجديد إرنستو ‏فالفيردي منذ بداية الموسم، لكن هناك فرق بين الواقعية الحقيقة وتقليص الأدوار الهجومية في الفريق، الواقعية هي اللعب ضمن ‏الموجود والاعتماد على الاسلوب الدفاعي وضرب الخصم في المرتدّات القاضية، لكن في برشلونة الموضوع مختلف تماماً ‏فالفريق الذي وضع مصطلح الاستحواذ في عالم كرة القدم وضمن الأسماء المتوافرة والدكّة القوية لا يمكن أن تُقبل مثل هذه النتائج.‏

هناك مثل شعبي يقول “من برا رخام ومن جوّا صخّام”، كلام ينطبق تماماً على نادي برشلونة الذي كما قلنا أنه يمتلك تشكيلة مليئة ‏بالأسماء الرنّانة والتي تستطيع صنع الفارق بأي لحظة ومنها كلّف خزينة النادي الغالي والنفيس، ما الذي يحدث إذاً؟، الإجابة ‏تتلخص في الخريطة الحرارية لكل من كوتينيو وديمبيلي وسواريز، سنفهم تماماً الأدوار التي تقيّد كل منهم، كوتينيو تحديداً الذي ‏كان الرقم واحد في ناديه السابق ليفربول ويصول ويجول كما شاء على الأطراف وفي العمق بوسط الميدان أصبح دوره في ‏برشلونة مقتصراً على الطرف دون حرّية بوسط الميدان، الحال ذاته ينطبق على الشاب الفرنسي نجم دورتموند السابق الذي لم ‏يقدّم إلى الآن المستوى الذي يليق بصفقته الرنّانة.‏

أدوار نجوم البلوغرانا المحدودة لها سبب جوهري يمكننا تلخصيه بمقولة:”عندما تضيق في وجهك ليس لك سوى عنتر”، من يتابع ‏برشلونة منذ العام الماضي سيلاحظ تماماً الدور الكبير الذي يقوم به النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وكيف حمل الفريق وتمكّن ‏بمفرده من القيام بالكثير من الأدوار الهجومية من تسجيل الأهداف إلى صناعتها، دور ميسي وإعطائه الحرّية الكبيرة في أرضية ‏الميدان جاء بالمفعول السلبي على الفريق خاصة هذا العام وأصبحت جميع الفرق عندما تلعب أمام برشلونة تفرض رقابة لصيقة ‏على البرغوث الأرجنتيني مما يشل حركة برشلونة هجومياً وتصبح الحلول شبه معدومة وأكبر مثال هو الشوط الأول من مباراة ‏إسبانيول عندما شاهدنا برشلونة بمستوى باهت تماماً بالرغم من تواجد كوتينيو وسواريز.‏

من كلا المشكلتين يمكننا أن نضع أيدينا على الأخطاء فلو بدأنا بالثانية نكون قد وصلنا لنصف الحل، تقليص دور ميسي مع الفريق ‏هو أفضل ما سيقوم به المدرب فالفيردي حيث أن تواجد النجم رقم 10 والاعتماد عليه بهذا الشكل سيجعل كل من سيأتي لبرشلونة ‏عالة على الفريق كما يحصل مع ديمبيلي وكوتينيو حتى الآن.‏

أما القضية الأولى فتكمن بالمداورة وانتقاء التشكيل الصحيح الذي يخدم الجميع ويظهر الفريق بأفضل حلّة له بتواجد جُل النجوم، ‏وهنا الدور سيكون على فالفيردي أيضاً والتركيز خلال الحصص التدريبية على ما يسمى بالخطّة ‏B ‎‏ التي بإمكانها أن تكون جزء ‏من حل المشكلة الراهنة.‏

ما يشفع لنادي برشلونة هو الفارق المريح الذي يبعده عن أقرب ملاحقيه في سُلم الترتيب، لكن ماذا لو بقيت حتى مباريات دوري ‏أبطال أوروبا خاصّة أمام تشيلسي، كيف سيكون الوضع حينها؟

عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

اقرأ أيضاً:

عوامل يعوّل عليها ريال مدريد أمام باريس سان جيرمان

 

عوامل يعوّل عليها ريال مدريد أمام باريس سان جيرمان

الكاتب وترويض وحش المنفى