in ,

إنذار الخطر في برشلونة يصدح في “الكامب نو” والمسبب بارتوميو

عبد الرزاق حمدون*

أن تملك اسم نادي برشلونة في عالم كرة القدم الحديثة فأنت الفريق الذي جلب المتعة للمستديرة في العقد الأخير، لذا أنت معرّض ‏للانتقاد قبل المدح عند أي مطب. ويرى المتابعين أن أشبال فالفيردي وبالرغم من تصدّرهم للدوري المحلّي، لكن تبقى هناك علامة استفهام ‏على الأداء الذي يتبدّل بين مباراة والأخرى.‏

أصبح اعتيادياً في الدوري الإسباني أن نرى فريقاً يجتهد أمام برشلونة وريال مدريد ويقدّم مباراة العمر لكي يحقق لربما نقطة ‏التعادل أو حتى الانتصار والعلامة الكاملة ليتغنّى بها جماهير الفريق المتوسط، لكن أن تكون متصدّراً لليغا وتتعادل مع فريق ‏يصارع على البقاء في الدرجة الأولى فهذا يضع الكثير من إشارات الاستفهام على أدائك داخل أرضية الملعب.‏

لم تكن رحلة ميسي وزملائه إلى جزر الكناري بالممتعة كما توقع معظم المتابعين حيث لم ينجو من فخ التعادل الذي نصبه له ‏مستضيفه لاس بالماس صاحب المركز السابع عشر على سُلم الترتيب بنتيجة (1-1) بعد مباراة قدّم بها أصحاب الأرض مباراة ‏بطولية وتمكّنوا من العودة بهدف التعادل، وكشفت الكثير من الأخطاء التي دقّت ناقوس الخطر ‏ثنايا البلوغرانا وفي توقيت خاطئ قبل أيام قليلة على موقعة أتلتيكو مدريد المتألق حديثاً، وتقلّص الفارق بينهما لخمس نقاط فقط، ‏لنضرب موعداً نارياً الأحد المقبل هناك في الكامب نو.‏

لم تقتصر مشاكل برشلونة بالأمس على عدد التسديدات التي تفوّق بها لاعبو لاس بالماس بل كانت تراكمية منذ بداية الموسم ‏واستمرّت حتى يومنا هذا.‏

-لعنة نيمار حجّمت إدارة برشلونة

انتقال النجم البرازيلي من برشلونة في الميركاتو الصيفي الماضي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي بصفقة أغلى لاعب في ‏التاريخ، جعل من إدارة برشلونة تضرب أخماساً بأسداس لتعويض الفتى البرازيلي وإرضاء الجماهير المتعطشّة لرؤية خليفة نيمار ‏في الكامب نو،الأمر الذي اضطر إدارة بارتوميو أن تغير خططها في سد ثغرات الفريق الأساسية “في خط الوسط”، ليأتي الفرنسي ديمبيلي من ‏دورتموند بصفقة خيالية للاعب شاب، ولما استعدّت إدارة برشلونة للبحث عن لاعب وسط فشلت أمام الفرق الأوروبية لتذهب إلى ‏الصين وتأتي بالبرازيلي باولينيو، كما استمرت الإدارة بصرف مبالغ طائلة في السوق الشتوية بقدوم كوتينيو على زعمها أنه بديلاً ل ‏إنييستا!، وخروج تقارير صحافية من الآن باتفاق مع الفرنسي غريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد ليكون الصفقة الكبيرة في الصيف ‏المقبل.‏

صفقات برشلونة المدوّية لم تأتي بثمارها إن استثنينا باولينيو، الذي فاجئ الجميع بداية الموسم إلى أن بدأ مستواه بالانخفاض وليظهر ‏بالأمس بتلك الصورة السلبية التي تلخّصت بـ 24 لمسة فقط خلال ساعة لعب وهو لاعب وسط الميدان. التوهان الذي بدا على ‏أداء البرازيلي كان سيطفو على السطح في أي لحظة لأن باولينيو لا يتمتّع بخصال لاعب الوسط المناسب لبرشلونة خاصةً بطريقة ‏اللعب الذي يعتمدها فالفيردي حالياً.‏

مستلزمات برشلونة لتدعيم الفريق هو القدوم بلاعبي وسط ميدان قادرين على إعادة أوج هذا الخط الذي تميّز به النادي الكتالوني ‏في الحقبة الذهبية. “إنييستا- بوسكيتس-راكيتيتش” بحاجة لبدلاء أكفّاء للنهوض بالفريق ولتدعيم الهجوم وتقليل الضغط على ميسي.

‏وبما أننا عرّجنا على البرغوث الأرجنتيني، على فالفيردي أن يقلّص من دوره داخل أرضية الميدان لأن الفريق يظهر في بعض ‏مراحل المباراة تائه هجومياً والكرة تبحث عن ميسي بشكل تلقائي ليدخل غابة أقدام دفاع الخصم دون مساعدة من الزملاء.‏

على إدارة بارتوميو أن تعلم أنّ ردّة الفعل لا تقاس بالفعل نفسه، خروج نيمار كان من الأفضل تفاديه بطريقة أفضل من ذلك وتأتي ‏بالفائدة الإيجابية للفريق مع الاستمرارية التي بدأت بالتدهور وربما تدخل برشلونة نفقاً مظلماً لا يحمل عقباه الأحد المقبل أمام ‏أتلتيكو مدريد.

*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

اقرأ أيضاً:

في ” الكامب نو ” مشكلة تطفو على السطح… كيف الحل؟

توزيع هدايا الفالنتاين في قمّة ريال مدريد و باريس سان جيرمان ..وأوناي إيمري لزيدان “ما بتعلمش”‏

الأخبار الزائفة سلاح ضد اللاجئين في ألمانيا.

هل قفزت مؤخراً بسبب صدمة كهرباء ساكنة؟ ما السبب؟