in

إساءة استخدام الأدوية الطبية والإدمان عليها

الإدمان على الأدوية

حوار مع ابتسام ع.عبود صالح. طالبة دكتوراه – قسم الطب العصبي والنفسي – جامعة شاريتيه/ برلين

كيف يمكن التعرف بأني اواجه حالة إدمان على الأدوية؟ 

“لا أستطيع التوقف عن تناول هذا الدواء”.. قد تكون هذه الجملة كافية ليقنع الشخص نفسه، بإصابته بالإدمان على دواء معين، ولكن المشكلة تكمن في أن المدمنين ينكرون ذلك. وفي أغلب الأحيان يقنع الشخص المدمن على الدواء نفسه بقدرته على التوقف في أي وقت يريد، لكنه لن يفعل ذلك! 

ما هي المراحل التي تسبق الإدمان؟

علينا أن نعرف أن هناك مراحل تسبق مرحلة الإدمان ألا وهي مرحلة إساءة استخدام الأدوية. في هذه المرحلة يكون التوقف عن تعاطي الدواء أسهل. ثم الاعتياد النفسي والجسدي على الأدوية ثم مرحلة الإدمان.

هناك بعض العلامات النفسية والجسدية التي تشكف لنا أن الشخص يسيء استخدام الأدوية، مثل: التفكير المستمر بتناول هذا الدواء، المزاج السيء، الأرق أو الألم جسدي بعد انتهاء مفعول الدواء، الغضب غير المبرر و التوتر المستمر بدون تناول الدواء. بالإضافة إلى علاقات الشخص مع أٌقرباءه واصدقاءه والتي يحدث فيها تغيير ملحوظ قد ينكره الشخص في البداية.

من هو المعرض لخطر الإدمان على الأدوية؟ 

وجدت الأبحاث فئات محددة هم أكثر عرضة لخطر الإدمان من غيرهم بشكل عام:  

  • من عانى أو يعاني من ضغوط نفسية أو من تعرض لصدمات نفسية مؤلمة. 
  • من يعاني من مشاكل في النوم أو من آلام جسدية مزمنة.
  • الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً في العزلة بدون أصدقاء. 
  • من خاض الحروب أو اختبر مخاطر رحلة الهجرة واللجوء. 
  • من اعتاد التداوي الذاتي. 

اقرأ/ي أيضاً: عرض علاج للاجئين الذين يعانون من ضغوط و صدمات نفسية وإدمان المخدرات

يتم تصنيع الأدوية في الأساس لعلاج الأمراض الحادة والمزمنة، وتحدث حالة الإدمان على الأدوية عادة وخصوصاً من مسكنات الألم التي تصرف بوصفة طبية عند مرضى الآلام المزمنة، مثل المتعافين من بعض الأورام السرطانية أو الذين خضعوا لعدة عمليات جراحية. ولكن في أغلب الأحيان يتم تجاوز مرحلة إدمانهم بعد الشفاء التام.

يكون الخطر أكبر في حال التواجد في بيئة تتوفر فيها الأدوية بطريقة أو بأخرى، بدون رقابة وبأسعار رخيصة مما يزيد من احتمالية الإدمان خصوصاً بين الفئات التي تم ذكرها أعلاه. ولا يعني ذلك بالضرورة أن إمكانية الحصول على هذه الأدوية يقتصر على المجتمعات التي تعاني من النزاعات والحروب، بل هي تشمل حتى الدول المتقدمة مثل ألمانيا وأمريكا وكندا. إحدى نتائج الدراسات في مشفى شاريتيه/برلين نبهت إلى تعرض اللاجئين (الذي يعانون من ضغوط نفسية) لمخاطر الإدمان في بلدان اللجوء، حيث تتوفر  الأدوية في السوق غير المرخصة، بأسعار رخيصة. 

من يمكنه مساعدة المدمن للخروج من حالة الإدمان على الأدوية؟ 

الأهل والأصدقاء لهم القدرة على مساعدة وتشجيع المدمن، وتعتبر الحالات التي تلقى فيها المدمنون دعماً من أسرهم أشد استجابة للعلاج، الأمر يصبح أكثر صعوبة إذا ما كانت عائلة المدمن تشعر بوصمة العار بسبب إدمان أحد أفرادها، مما يؤثر سلباً على إمكانية العلاج. 

لكن في الحقيقة إن أهم من يمكنه مساعدة المدمن هو المدمن نفسه. وذلك عند إدراكه متى ما أدرك أنه قد وقع في دائرة الإدمان، عندها يجب أن يطلب المساعدة من مقدمي الرعاية النفسية وهم سيقومون بتوجيهه لطريقة العلاج الصحيحة للتخلص من هذه المادة نهائياً.  

ألمانيا: ارتفاع نسبة المعادين للمسلمين

ألمانيا: ارتفاع نسبة المعادين للمسلمين وتراجع نسبة المؤيدين لاندماج اللاجئين

تطعيم الأطفال ضد كورونا في ألمانيا

تطعيم الأطفال ضد كورونا في ألمانيا: توصية جديدة من اللجنة الألمانية الدائمة للتطعيم