in

مع مجلة “طلعنا عالحرية” وضد التحريض والتشهير والتكفير

عبرت “أبواب” عن تضامنها الكامل مع مجلة “طلعنا عالحرية” السورية وأسرة التحرير ومجموعة المكاتب التابعة لمنظمات المجتمع المدني العاملة في الغوطة (التي تم إعادة فتحها مجددًا) وذلك من خلال التوقيع على البيان الذي أطلقته مجموعة من الصحف والمنظمات الحقوقية وبعض منظمات المجتمع المدني السوري، بالإضافة لشخصيات سورية عاملة في الشأن العام، أعلنوا فيه عن تضامنهم التام مع مجلة “طلعنا عالحرية” وأسرتها الصحافية بعد قيام فصيل “جيش الإسلام” وهو فصيل عسكري سوري معارض للنظام بإغلاق المجلة وحظر عملها  بمدينة دوما في ريف دمشق.

 

وجاء هذا البيان بعد مجموعة بيانات سبقته تحمل في مضمونها إدانة لما قامت به سلطات الأمر الواقع في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، بيانات صدرت من منظمات مدنية، ومواطنين، وكتاب وصحافيين. بدورها، قامت رابطة الصحافيين السوريين بإصدار بيان أيضًا.

 

وجاء في نص البيان الّذي وقع عليه المئات من الأكاديميين والمثقفين السوريين، من بينهم كتّاب وصحافيين وروائيين وفنانين: “مع اقتراب الذكرى السادسة للثورة السورية، يجدر بنا، نحن الموقعين أدناه، أن نعيد التأكيد مرة أخرى على ثوابت ثورة الحرية والكرامة، التي نادت، مع أول صرخة صدحت بها حناجر السوريين، بالحرية للأبد في مواجهة نظام العبودية والاستبداد”.

وشدد الموقعون على البيان على ضرورة حرية الرأي والتعبير، والالتزام بمبادئ الثورة السورية، بعدما تم الاعتداء على مجلة “طلعنا عالحرية” خلال الأسبوع الماضي نتيجة نشرها لمقالٍ أثار حفيظة بعض الأوساط الدينية السورية، محملين المسؤولية الكاملة لقوى الأمر الواقع” جيش الإسلام” التي تحكم مدينة دوما، عن أي تهديد يمس السلامة الجسدية والمعنوية لفريق المجلة.

 

 

رسم كاريكاتوري للفنان سمير خليلي

 

وقال الإعلامي السوري وائل التميمي وهو أحد الموقعين على البيان، “من حق السوريين أن يتساءلوا عن دور الله في مأساتهم، و هذا ما يتحدث عنه الجميع في السر والعلن، بينما كاتب المقال الّذي نشرته مجلة (طلعنا عالحرية)، أخرجه من دائرة الأحاديث والجلسات الخاصة إلى الفضاء العام،  وبغض النظر عن المقال وما جاء فيه، فإن التحريض على كوادر المجلة ومكاتب المنظمات الموجودة في نفس مبنى المجلة بمدينة دوما، يؤكد أن القضية هي قضية حريات وأن سلطات الأمر الواقع تخون دماء السوريين الذين طالبوا بالحرية والكرامة والعدالة عند انطلاق الثورة السورية قبل ست سنوات”.

 

 

ووصف التميمي البيان، بأنه “عبارة عن صرخة أطلقها مجموعة من السوريين الّذين تخيفهم هذه السلطات الجديدة والتي تشبه النظام السوري وتستبدل ما يعتبره ثوابت بالثوابت الدينية التي لا حدود واضحة لها”.

بينما الصحافي طريف الخياط، وهو أحد الموقعين على البيان أيضًا، فقال” الكثير من الصخب الذي أثاره مقال نشرته صحيفة (طلعنا عالحرية) يندرج ضمن صراع أيديولوجي، مع أن الأمر لا يجب أن يكون كذلك، على الأقل من جهة المتنورين سواء كانوا إسلاميين أو علمانيين، وإن أي نقاش يطال المعتقدات الدينية والوجود الإلهي ضمن سياق علمي أو فكري ونقدي في الصحافة، يجب أن يتلمس طريقه بحذر في أجواء يبلغ فيها الشحن الغرائزي الديني والعرقي، مداه الأقصى، عبر اللجوء إلى تحفيز العقل باتجاه الأسئلة الوجودية، وليس عبر الاستفزاز”.

وأشار الخياط  إلى أنه “من الأجدى أن يتم التأكيد على حرية الرأي والمعتقد كشأن لا يجب المساس به، وتوجيه اللوم إلى الجهة التي اعتدت على الصحيفة”.

أما الصحافي مؤيد اسكيف، فكتب على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك جملة من الملاحظات حول البيان منها: “أن هذا البيان يجدد تمسكه بثوابت الثورة في الحرية و الكرامة وعدم تبرير انتهاك حق أي إنسان في الحياة والأمان وترهيبه تحت أي مبرر كان، وأن تعدد البيانات ومن ضمنها هذا البيان، يؤكد أيضاً على ردة فعل شعبية تحتج على التشبيح الذي يتم تحت شعار الدفاع عن الله والدين وقيم المجتمع، بينما في حقيقة الأمر يتم استغلال الأمر للتخلص من الخصوم، خاصة أنه لا يوجد مقياس محدد لمعرفة متى يتم الإساءة للدين والتعرض للذات الالهية، خاصة وأن أحد مذكرات جيش الإسلام الأمنية تؤكد أن الأمر مرتبط بموضوع الاختلاط، فضلا عن أن الهجوم كان لمجموعة من المؤسسات والأشخاص الذين لا علاقة لهم بموضوع المقال”.
وأوضح اسكيف في ملاحظاته تلك: “البيان الأخير وغيره من البيانات وقع عليها جمع من المعارضين لنظام الأسد وجلهم من الأسماء التي تعبر عن عمق المجتمع السوري وحيويته وتنوعه، فضلا عن الكفاءات العلمية والفكرية والأكاديمية، وهي تمثل شريحة واسعة من الشعب السوري لا يمكن تجاهلها، بالإضافة إلى أنه يؤكد احترام العقائد الدينية ومختلف العقائد، وتحت هذا البند يندرج احترام حرية الرأي الذي لا يمكن أن يقابل إلا برأي، وليس بتشبيح أو ترهيب أو قتل أو تحريض عليه ودعوات له”.

 

وتجدر الإشارة إلى أن هذا البيان، الّذي يعد بمثابة احتجاج سلمي على تعرض جيش الإسلام لمجلة (طلعنا عالحرية)، قد رفع من مستوى استنكاره لتصرفات سلطات الأمر الواقع في سوريا، حيث حمل جيش الإسلام وكل الجهات المعنية المسؤولية الكاملة فيما يتعلق بحياة كوادر مجلة طلعنا عالحرية والمنظمات التي تم إغلاق مكاتبها في مدينة دوما قبل أيام.

 

كذلك فإننا في صحيفة أبواب، ندعو للضغط على سلطات الأمر الواقع بكل الطرق المتاحة، لإعادة افتتاح مقر المجلة، وإعادة طاقمها إلى عملهم، وإعادة الاعتبار إلى المجلة والاعتذار عن أمر الإغلاق القضائي “غير القانوني” ومحاسبة كل من حرّض وشهّر بالمجلة وفريقها، وعدم الاكتفاء بإعادة افتتاح مكاتب المجتمع المدني الأخرى، التي لا علاقة لها بالقضية بالأصل.

 

 

ميركل تردّ على اتهام أردوغان لها بدعم الإرهابيين بوصفه بأنه “غير معقول”

“حبّ بلا قصّة”، عرض موسيقيّ جديد لفرج سليمان في حيفا