in , ,

فرقة زرياب: محاولة إصلاح بعضَ ما أفسدته الحرب

أعضاء فرقة زرياب في ألمانيا بعدسة "Julia Schwendner"

تسعى أبواب دائماً للتعريف بمواهب الشباب العرب الفنية والثقافية والعلمية، ومن هنا نود أن نقدم أمثلة حيّة عن المحاولات الجادة لإظهار الجوانب المضيئة من ثقافتنا الشرقية. وفرقة زرياب هي أحد الأمثلة تلك، حيث قدمت مؤخراً حفلاً موسيقياً ناجحا ًفي برلين بالتعاون مع ” ensemble Reflektor Orchestra”، كان أحد الأمثلة على قدرة هؤلاء الشباب الموهوبين والطموحين لتنظيم أنفسهم وتقديم أعمالهم بما يليق بموسيقانا الشرقية الرائعة، متجاوزين أهوال الحرب التي فرقتهم في بلادهم لتجمع بعضاُ منهم في ألمانيا. ولذلك كان التقديم التالي للفرقة الذي بعثه لنا أقدم عارفي الفرقة وعازف العود عابد حرصوني.

“زرياب (أبو الحسن علي بن نافع) موسيقي ومطرب عذب الصوت من زمن هارون الرشيد في العصر العباسي، كان متعدد المواهب وله إسهامات كبيرة وبارزة في الموسيقا العربية والشرقية. لقب بزرياب (طائر الشحرور) لعذوبة صوته، ويعتبر زرياب من عباقرة الموسيقا. زرياب مبتكر فن الذوق العام والذي يعرف اليوم ب”الأتيكيت” والذي كان حلقة وصل هامة بين الحضارة الإسلامية الشرقية والأندلس، ومن ثم انطلق منها إلى أوروبا والعالم أجمع. ومن هنا أطلق مؤسس الفرقة وعازف القانون إبراهيم بجو أسم زرياب على مشروعه الموسيقي، ليكون حلقة وصل بين الموسيقا الشرقية بآلاتها وتراثها الغني والموسيقا الغربية بتنوع موسيقاها وفنونها، حيث اهتم بالمواهب الموجودة في المعهد الموسيقي الذي كان مدرساً فيه. وكان أول ظهور لزرياب بستة عازفين في ربيع 2012 حيث عزفت الفرقة الموشح الأندلسي “لما بدا يتثنى” و”سماعي نهوند” للراحل روحي الخماش ومقطوعات أخرى، وأدى عازف العود والمغني عابد حرصوني أقدم أعضاء الفرقة إرتجالات مع الفرقة في مشروع تخرجه. استمرت الفرقة بنجاح لتضم مجموعة أكبر من العازفين وصلت إلى أربعين عازف وعازفة مع جوقة غناء جلهم طلاب وخريجو المعهد الموسيقي. وقدموا عدة حفلات في مسارح مدينة إدلب، وشاركوا في مهرجانات محلية، وأطلق عليها “أوركسترا زرياب للموسيقى الشرقية” إلى أن اضطرتهم الأوضاع في سوريا إلى التفرق . أي بلد تطحنه الحرب تتلاشى فيه الفنون وتصبح  الحفلات الموسيقية ترفاً لا متسع من الوقت و المكان له. تشتت الفرقة في عدة دول وفقدوا الإتصال ببعضهم، وحاولت الفرقة أن تلملم جراحها وتجمع نوتاتها لتعزف موسيقاها من جديد وتكمل الحلم.

الفرقة اليوم في ألمانيا من جديد لكن للأسف ليست بكامل أعضائها. أعضاء الفرقة الحاليين هم إبراهيم بجو على القانون، عابد حرصوني على العود. غناء أحمد جركين، بيانو (كيبورد شرقي) يوسف جنيد على البزق. عزفت زرياب من جديد في عدة فعاليات ومدن ألمانية منها “مهرجان اللاجئين العالمي” و  ألمانيا ملونة”Deutschland ist bunt” ، وحفل صيف 2017 ومشاركات أخرى. والمشاركة الأهم كانت مع أوركسترا “Ensemble Reflektor Orchestra” حفلي هامبورغ وبرلين، حيث عزفت الفرقة بمرافقة الأوركسترا مختارات شرقية وتراثية، و وإطلقت أول CD مع “زرياب باند”. ويجري التحضير حالياً لعمل جديد على مسرح مدينة  “Meiningen”في ولاية تورنغن، ولكن رغم المشاركات والنجاح الذي تحققه الفرقة هناك معوقات مثل تحكم واستغلال شركات الإنتاج وقلة الدعم المادي والتغطية الإعلامية في ظل فوضى وسائل التواصل الإجتماعي وعدم الشفافية، وبالرغم من ذلك نعزف ونغني لنقدم موسيقانا”. ولكي نظهر أن سوريا بلد الحضارات والثقافات. ومشروعنا العزف مع عازفين أجانب وعلى مسارح أوروبية للتعريف بالموسيقا الشرقية ونوتاتها وغناها وفلكلورها ودمجها بالموسيقا والأوركسترا الغربية. ولنبين أنه كما للغرب موسيقيه العظماء، لدينا أيضاً عظماء كرياض السنباطي وسيد درويش والأخوين رحباني وغيرهم. نتمنى من جمهورنا الذواق تشجيع وإتاحة الفرص لفرق سورية أكاديمية موهوبة لديهم أحلامهم وطموحاتهم التي تسعى لرفع أسم الموسيقا العربية والشرقية عالياً لتكون في مصاف الموسيقا العالمية.”

لمشاهدة مقاطع فيديو أخرى للفرقة:

www.facebook.com/syriab.band
مواضيع ذات صلة:

بين الدبكة والتكنو – كيف نفهم المجتمع من خلال موسيقاه؟

علي حسن: “الموسيقا هي مساحة دفاعي عن ذاتي وحقيقتي”

مهرجان مورغن لاند، أصالة موسيقا الشرق بعيدًا عن النمطية

بافاروتي: عندما تصل الأوبرا أبعد مما تصله موسيقا البوب

50% من الألمان يرحبون بمشاركة حزب الخضر في الإئتلاف الحاكم المقبل