in , ,

الرسول الرماديّ، أوديسا الشعراء السوريّين.

الشاعر فواز قادري © Catherina Hess

فوّاز قادري | شاعر سوري مقيم في ميونخ

الرسول المزيف، وأوديسا الشعراء السوريين، ملحمة آلاف رحلات الهروب والضياع المحمّلة بالخوف والموت والغرق!

غراب السوريين الرماديّ

ونحن نهيّئ للملتقى الشعري في مدينة ميونيخ، الملتقى الذي سيجمع أغلب الشعراء السوريين المقيمين في ألمانيا. نطمح أن نجعله مهرجانًا سنويًّا جامعًا لكلّ الشعراء، في هذا المقام، نستعيد ما قاله “رسول الشعر السوري” الشاعر أدونيس!، للدلالة على شراكة غير معلنة بين الشاعر والطاغية القاتل، وليس للدلالة على خيانة الشعر لقضيّة الشعب، بل للتذكير بالعدد الهائل من الشعراء الذي وقفوا مع شعبهم دون تردد:

سأل المحاور أدونيس في حفل تكريمه في ميونيخ: “كيف تفسّر هروب مئات ألوف السوريين إلى أوروبا، رغم الموت المتعدد والمخاطر والغرق؟!”، أجاب صاحب “السيّد الرئيس” بدم بارد وضمير جليديّ مثقوب وحياديّ: “بحثًا عن الفردوس الأوروبي” اكتفى شاعرنا الرسولي بهذا التوصيف الذي يبرّئ رئيسه الدموي! ودماء السوريين، مازالت تقطر من أنياب “السيّد الرئيس” ولم يكن لهذه الدماء أيّ أثر، في كلمة أدونيس أمام الحضور الكبير المحتفي به في “الجستايج” مدينة ميونيخ!

هكذا، تحوّل الهروب من جحيم المجازر الخرافية وآلاف أطنان المتفجرات، إلى: “بحث عن الفردوس الأوربي” هذا تبرير الشاعر الرسول المرشح الأبدي لجائزة نوبل! ردّه كان خاليًا من أي تنويه عن الجريمة التي قلّ مثيلها، التي ارتكبها ومازال يرتكبها “السيّد الرئيس”! والمآسي الخرافية التي تشبه رحلات السندباد الألف، لم يلامس أدونيس أيًّا من معانيها. رحلات شملت مئات ألوف الهاربين بحياتهم. لم يذكر “غراب” السوريين النجم العالمي، أيًّا من طرق الموت الذي يتفنن باكتشافها كل يوم “طفل العالم المدلل!” بالطبع، مع التشديد والتذكير بصفة “السيّد الرئيس” صفة  أطلقها الشاعر العالمي على الجزّار في بداية الثورة!.

نصف الشعراء السوريين في ألمانيا

 

عندما نحاول أن نعدّد مآسي السوريين، على كثرتها وتنوّعها، التي شملت كل شرائح المجتمع، لا نستطيع أن نقارنها بأيّ مأساة من المآسي التي عرفناها عبر كلّ التاريخ، وشيء من هذه المأساة، لا يتركنا دون أن يمعن بهدر ما لدينا من معرفة لمآس كانت الملاحم تدوّنها في وجدان الشّعوب، وملحمة السوريين هي الأكثر رفعة واستجابة للعمق الجمالي الذي سيكون مادة الشعر الإنساني لعشرات السنين.

وحين نتفحّص هذا العدد الهائل من الشّعراء الحقيقييّن الذين أصبحوا في المنفى القسري، أكثر من نصفهم، لحسن الحظ، صاروا في ألمانيا، شعراء عبروا طرق الموت البحريّة والبريّة مثل آلاف السوريين، ورست أجسادهم المنهكة وقصائدهم المصابة بالذهول والفزع، في بلد هذا الشعب الطيّب. القصيدة السوريّة التي تعافت سريعًا من البكاء والعطب، رغم ما حدث ويحدث، وعادت إلى نكهتها، محمّلة بوجوه الناس وضحكاتهم ودموعهم بسمائهم وأحلامهم وخيباتهم، فتيّة ومطعّمة بأماكن وبلاد ومدن وطرقات لا حصر لها، وعادت إلى إشراقاتها، المطعّمة بالحزن ولم تعد قصيدة بلد اسمه سوريا، بل قصيدة كوكب مصاب بالخجل والذهول!

الرسول المزيف

أمام جمهور من الشهود الذاهلين كانت جثث السوريين الغرقى تطوف في “الجاستايج”* و”أدونيس” يتجاهل الأيدي الممدودة نحو العالم، ويواصل اغراق المتشبّثين بالأشرعة، وقوارب النجاة وأجنحة النوارس!، والقانون الدولي الهزيل، لا يمنع موتا ولا يأمن من يجوع.

“السّيد الرئيس” الصفة التي أطلقها أدونيس على جزّار الشعب السوري، على سارق لم يسرق مصرفًا أو بيتًا، إنّما، سرق بلدًا مهمًّا اسمه سوريا! أدونيس يعرف أكثر من غيره: “الوارث عن لصّ، لصّ أيضًا” وقد يكون أكثر بشاعة!

الملتقى الشعري في ميونخ

كوثر التابعي، الأديبة والمترجمة، التي ستتحمّل الجهد الأكبر في الترجمة والإعداد للقاء، وفؤاد حمدان الصديق الذي بذل ما يستطيع، قاما مشكورين بأغلب ما يحتاجه هذ اللقاء الشعري المهم. وفواز قادري شارك أيضًا..

أسماء الشعراء المشاركين في اللقاء الشعري، أيّام: 30 ــ 31 أيار، و 1 حزيران 2017 في ميونخ:

شاهر خضرا، إبراهيم حسّو، درغام سفان، رامي العاشق، محمد زادة، محمد مطرود، إبراهيم يوسف، حسن شاحوت، فايز عباس، مها بكر، إبراهيم الجبين، هيفين تمّو، فدوى كيلاني، فادي جومر، رشا حبال، يامن حسين، فواز قادري.

للأسف لم يكن من الممكن مشاركة جميع الشعراء، رغم المحاولات العديدة، وهذا اعتذار من الأصدقاء الشعراء بانتظار فرصة ثانية!

ما توفّر من أسماء شعراء الأوديسا السورية المقيمين في ألمانيا (المعذرة إن نسينا أحدًا):  

مروان علي، لينا عطفة، خضر الآغا، عارف حمزة، محمد علاء الدين عبد المولى، وليد حزني، حسن إبراهيم الحسن، محمد نور الحسيني، سلوى حسن، وداد نبي، دارا عبد الله، ريبر يوسف، حسين حبش، يونس الحكيم، رائد وحش، نذير بالو، خناف كانو، خالد إبراهيم، محمد صالح عويد، بكري حنيفة، محمد رفي، قيس مصطفى، خلدون رحمة، عبد الرحمن القلق، وجيهة عبد الرحمن، لينا الطيبي، شاهر خضرا، إبراهيم حسّو، درغام سفّان، رامي العاشق، محمد زادة، محمد مطرود، إبراهيم يوسف، حسن شاحود، فايز عباس، مها بكر، إبراهيم الجبين، هيفين تمّو، فدوى كيلاني، فادي جومر، رشا حبّال، يامن حسين، فواز قادري.

* الجاستايج.. من أهم الأماكن الثقافية في ميونيخ.

شيء ما يشبهني

Sündenböcke aus Marokko