in ,

أمسية ثقافيّة سوريّة في جامعة ماينز الألمانية

أمسية ثقافية سورية في جامعة ماينز - خاص

باسل الحلبي – ماينز

“اليوم سنتعرّف على سوريا التي يحملها السوريّون في قلوبهم بعيدًا عن الحرب” بهذه الكلمات عبّرت السيدة بيترا فولاناكيس من المكتب الثقافي في جامعة ماينز عن الأمسية الثقافية السورية التي أقيمت في الجامعة بحضور حوالي 150 شخصًا. 25 طالبًا وطالبة قاموا بتنظيم هذه الأمسية بدعم من القسم الثقافي في جامعة ماينز.

هدف الأمسية كان تعريف الحضور بالحضارة والثقافة السورية وكسر الصورة النمطيّة الواحدة عن هذا البلد المتنوّع. البداية كانت بدقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء سوريا الذين قضوا في الخمس سنوات الفائتة، ومن ثم تمّ تقديم الرسًام الفلسطيني السوري غسّان شهاب، الذي عرض عددًا من لوحاته خلال هذه الأمسية، تنوّعت مواضيعها بين الفن المعماري في المدن القديمة وبين ألم ومعاناة المعتقلين.

جانب من الأمسية - خاص
جانب من الأمسية – خاص

بالتأكيد لم تخلُ الأمسية من أطباق شرقيّة سوريّة متنوّعة لاقت إقبالاً كبيرًا لدى الحضور. كما تم تقديم محاضرة عن سوريا خلال الأمسية تحدّثت عن تاريخ المنطقة وثقافتها واللغات المتنوّعة فيها وفقرة فكاهية عن الاختلافات الثقافيّة التي يعيشها السوريون الجدد في ألمانيا ككثرة المواعيد والتعقيدات البيروقراطيّة. استمتع الحضور أيضًا بالاستماع لعزف البزق من الدكتور شيفان عمر، الذي قام بعزف أغاني بالكردية، العربية والألمانية.

في الختام تم تعليم الحضور على الدبكة السورية وشارك عدد كبير من الحضور في تأديتها ثم قام الفريق السوري المنظّم بتكريم بيترا فولاناكيس وكاترين مينينغن من المكتب الثقافي لدورهم في تنظيم و إنجاح هذه الأمسيّة.

للحديث أكثر عن هذه الأمسية  قمنا في أبواب بمقابلة كاترين مينينغن منسّقة النشاطات الثقافيّة في الجامعة. عن سبب وفكرة تنظيم هذه الأمسيّة قالت كاترين: “أردنا أن نعطي الفرصة للطلاب وللاجئين السوريين المشاركين بدورات اللغة الألمانيّة في الجامعة ليقدّموا بلدهم “بصورة مختلفة” وليعرضوا لنا الجوانب الجميلة والإيجابيّة بعد أن سمعنا الكثير من الأخبار السيئة عن الحرب والإرهاب الديني المتطرّف. وشعرنا بأنّهم استمتعوا بتقديم شيء مقابل المساعدة المقدّمة لهم.”

ثم أضافت عن رأيها بالعمل مع الفريق السوري المنظّم: “كان لديهم الكثير من الأفكار ووجدنا مواهب متنوّعة ضمن الفريق وشعرنا بحماستهم العاليّة فكان العمل معهم ممتعًا جدّاً.

بالمقابل كل أعضاء الفريق كانوا مثاليين في التحضير وأرادوا أن يكون كلّ شيء من وصفات الأكل إلى الديكور بالضبط كما يعرفونه في بلدهم، مما شكّل لنا تحدّيًا في تأمين جميع الطلبات. على كل حال لم أعتبر ذلك أمراً سلبيًّا وإنما تجربة جديدة ومثيرة بين ثقافتين مختلفتين.”

جانب من الأمسية - خاص
جانب من الأمسية – خاص

وفيما إذا كانت هذه النشاطات الثقافيّة بإمكانها التأثير في المجتمع الألماني وتغيير بعض الصور النمطيّة السلبيّة أجابتنا: “لا أعتقد أن أمسية واحدة تستطيع أن تقوم بهذا التأثير، لكنّني على اقتناع بأن مثل هذه النشاطات لها دور كبير بتغيير هذه الصور النمطيّة وإزالة الخوف من مقابلة الآخر، الأمر الذي أعتبره مهمًا جدّاً. فشرط اندماج اللاجئين مع المجتمع لا يتحقق إلا إّذا تمكنوا من أن يعيشوا ثقافتهم ويحافظوا عليها وأن نكون نحن الألمان منفتحين على هذه الثقافة. أعتقد بأن نشاطات مثل الأمسيّة الثقافيّة السوريّة تستطيع أن توصل فكرة مهمة وهي أن التبادل الثقافي ومشاركة الآخر بعاداته وتقاليده هو ببساطة شيء ممتع جدّاً ويشكّل إثراء لكلا الطرفين. لذلك فإنّ هذه الأمسيات الثقافيّة مهمّة جدّا لجمع الناس على الرغم من اختلاف ثقافاتهم، تبادل تجارب إيجابيّة مع “الغرباء” وإثارة فضول الناس للتعرف على الآخر بدلاً من الاختباء وراء القلق والخوف منه. بالنظر إلى الوضع السياسي حاليًا وتزايد وانتشار العنصريّة في أوروبا والعالم، يجب أن يكون هناك عدد أكبر من هذه النشاطات والمبادرات ليرى الجميع بأننا بالأساس جدّاً متشابهون”.

 

رسالة إلى صديقتي الألمانية: لماذا أكره ألمانيا

صور نمطية ” فوتوغرافر”