in

هجمات بالسكاكين بين اللاجئين والسكان المحليين في كوتبوس شرق ألمانيا

مظاهرة لبيغيدا في مدينة دريسدن الألمانية

بدأت المشاعر المعادية للأجانب وتتجه نحو الغليان في مدينة كوتبوس شرق ألمانيا،، حيث تصارع مدينة كوتبوس عنفاً بين السكان وبين اللاجئين، ما بين هجمات بالسكاكين واعتداءات عنيفة بين اللاجئين والسكان المحليين.

منذ بداية العام أزدادت أعمال العنف المتبادلة بين اللاجئين والسكان المحليين في المدينة الواقعة جنوب ولاية براندنبورغ في اقصى شرق ألمانيا.

وقد أوردت دوتشي فيلليه عدة حوادث، منها إصابة مراهق ألماني في الأسبوع الماضي، بجروحٍ في الوجه بعد تعرضه لهجوم من قبل مراهق سوري إثر شجارٍ، وفي حادثٍ آخر وقع يوم السبت الماضي، تم احتجاز فتاة عمرها 18 عاماً بعد ان تشاجرت مع لاجئ سوري في حفل وبدأت تصيح “فليخرج الأجانب”، وذلك قبل أن تاتي الشرطة فقامت الفتاة بالاعتداء على ضابط منهم.

وبعد ساعات قليلة، تم استدعاء الشرطة مرة أخرى بعد أن هاجم خمسة رجال ألمان رجلين يدل مظهرهما على أنهما “أجنبيان”. وقعت أيضاً أعمال عنف في المول التجاري  بليشن كار، أكبر مركز تسوق في المدينة.

يقول أحد اللاجئين: “لا يوجد تواصل كافٍ بين السكان المحليين واللاجئين، الكثير من السكان المحليين لا يريدون أن يعرفوا”.

عانت المدينة منذ فترة طويلة من المشاكل مع الجناح اليميني، ففي أوائل تسعينيات القرن العشرين، حاصر النازيون الجدد ملجأ لطالبي اللجوء لمدة ثلاث ليال قبل أن تتمكن الشرطة من السيطرة على الوضع. وفي نهاية الأسبوع الماضى، حشدت المنظمة المناهضة للهجرة “تسوكونفت هيمات” (الوطن المستقبلي) حوالي 1500 شخص، في مظاهرة في شوارع كوتبوس، وكانت المنظمة  قد تأسست في الأصل في سبريفالد القريبة احتجاجاً على مأوى للاجئين.

مدينة كوتبوس لن تستقبل بعد اليوم مزيداً من اللاجئين

هذا ما أعلنه عمدة كوتبوس ينز غلوسمان ووزير داخلية ولاية براندنبورغ كارل هاينز شروتر، درءاً للمشاكل. وقد اعترف المتحدث باسم حكومة المدينة جينز غلوسمان بأنه “كان بالإمكان القيام بالمزيد من الإجراءات لتحضير السكان المحليين أكثر على استقبال اللاجئين، لكن المدينة ليس لديها خبرة كبيرة بهذا المجال مثل مدن غرب ألمانيا الكبيرة، وهذا ربما ساعد على وجود ترحيب بارد بمن أصفهم بـ “أصحاب الوجوه غير المألوفة”.

وكان عدد اللاجئين في المدينة التي تحوي حوالي 100 ألف نسمة، قد تضاعف من 4.5 بالمئة إلى 8.5 بالمئة خلال العامين الماضيين.

قلق من الأوضاع الاقتصادية السيئة والتنافس على العمل

وهو السبب الأساسي في تفاقم التوتر، فوفقاً لوكالة العمل الاتحادية، بلغت البطالة في كوتبوس في كانون الأول / ديسمبر 2017 نسبة 6.9 في المئة، أي بانخفاض قدره 1 في المائة عن العام السابق.

يقول غلوسمان “نحن بحاجة إلى حمل السكان المحليين واللاجئين على العمل، حتى لا يدخلوا في مواجهات”، مضيفاً أن عدم وجود فرص عمل يفتح الباب أمام التعليقات من قبل السكان المحليين للاجئين بأنكم “تسرقون وظائفنا” لكن هذا ليس حقيقي”.

ويعتبر العمدة أن الحل هو المال. ويضيف “نحتاج إلى مزيد من الأموال للتعامل مع ذلك على المستوى المحلي أو نحتاج للمزيد من الاجراءات على المستوى الوطني، فالناس بحاجة لأن يعرفوا ان مدينتهم موجودة لمساعدتهم”.

لكن كريستا البالغة من العمر 52 عاماً تعتقد ان “برلين لم تعد تكترث، لقد تركنا لقدرنا هنا، وربما لهذا صوت الكثيرون لصالح الحزب البديل من أجل ألمانيا”. وقد حصل حزب البديل اليميني الشعبوي على 24 بالمئة من الأصوات في كوتبوس خلال الانتخابات الأخيرة بعد قيادة حملة مناهضة للهجرة.

“أعيدوا اللاجئين من حيث أتوا”، ولكن “ماذا عن الألمان السيئين؟”

وفي محاولة للحد من العنف، زادت السلطات كاميرات المراقبة، وانتشرت الشرطة بالزي الرسمي وغير الرسمي، لكن كريستا تقول أن الحل “هو إعادة كل اللاجئين من حيث أتوا، أن يتم إعادة السيئين منهم”.

عمر لاجئ يبلغ 29 عاماً، يقول “إنه يتفهم مخاوف بعض السكان المحليين، لكنه يتعرض لتصرفات كراهية من قبل الألمان”. ويضيف “ليس كل من يصل إلى هنا هو شخص جيد، ولكن هذا ينطبق أيضاً على السكان المحليين”. حيث تصله أحياناً رسائل كراهية.

يقول عمر أن “البعض منا يحاول الاندماج، لكن العمل لتحقيق الاندماج يجب أن يأتي من الجانبين”.

المصدر: دوتشي فيلليه (كيت برادي/ راما جرمقاني)

 

اقرأ أيضاً

طعن عمدة مدينة ألتينا والدافع معاداة الأجانب

مظاهرة في ميونيخ ضد معاداة الأجانب بعد اعتداء برلين

التحالف المسيحي يسعى لطرد المهاجرين إن كانوا معادين للسامية

ألمانيا تسمح للاجئ سوري بإحضار زوجته الثانية إلى البلاد.. فما السبب؟

حفل لجمع التبرعات يتحول إلى فضيحة جنسية، ويطال وزيراً في الحكومة البريطانية