in

ريال مدريد.. سولاري أحيا النسخة المطوّرة من زيدان

Foto: @Madridstalsco

عبد الرزاق حمدون*

كالوحش الذي استفاق من سباته، كالمريض الذي تعافى من مرضه وسقمه، كالفرس الذي عاد من كبوته، كالبطل المكبّل الذي حطم قيوده ليطلق عنانه للسماء. هذه الكلمات تلخص الحالة التي يعيشها ريال مدريد حالياً.

انتصار ريال مدريد في الديربي على أتلتيكو مدريد، لم يكن فوزاً عادياً ولا حتى احتلالاً للعاصمة الإسبانية فحسب، بل إن هذا الانتصار سيشكل منعرجاً كبيراً في الليغا وربما في مسيرة الفريق الملكي فيما تبقى من مشوار كروي لهذا العام. العودة من بعيد وانتزاع المركز الثاني من أرض المنافس المباشر وإلحاق الهزيمة بفريقٍ لم يهزمه الريال في آخر عدّة مواجهات، في مباراة شهدت تألق العديد من اللاعبين، كلها عوامل أضافت الكثير من الثقة داخل المعسكر الأبيض.

في مدريد وبين جماهير الميرنغي، يُقال أن سنتياغو سولاري استطاع أن يبني حصاناً بأدوات من خشب، بمعنى أكثر وضوحاً فإن المدرب الأرجنتيني تمكن من إعادة الريال لسكّته الصحيحة بأقل مجهود وأقل مدّة زمنية، حيث لم يشترّط على بيريز اسم لاعب واحد بالرغم من حاجة الفريق لقائد جديد بعد خروج البرتغالي رونالدو، بل راهن على شبّان من الكاستيا هو على معرفة بهم وبقدراتهم، كما طالب بعودة المعد البدني “بينتوس” الذي يعتبر كلمة السر في نجاح تجربة زيدان التاريخية مع النادي الملكي. تمكن سولاري من إعادة الروح التي افتقدها اللاعبون مع “لوبيتيجي”، ليصبح راموس وبالرغم من أخطائه الدفاعية أفضل مدافع هدّاف، ونشاهد أفضل نسخة من كريم بنزيما.

إذا فقد فهم سولاري الدرس جيّداً، بأن  ريال مدريد لا يشبه “لوبيتيجي” وفكره وأسلوب لعبه. الريال حالة استثنائية في إسبانيا، فبالرغم من أنه واجهة الدوري هناك لكنه يلعب بأسلوب بعيد عن كرة إسبانيا في الاستحواذ، حيث أن احترام الخصم والارتداد في محطّات هو مفتاح انتصار الريال، كما أن الاعتماد على جودة العناصر “كروس- مودريتش- كاسيميرو- بنزيما- اسينسيو- فاسكيز- راموس- فاران- كارفخال”، وتطعيم الفريق بأسماء شابّة لها مستقبل “فينيسيوس- يورينتي- ريغيلون- أدريزولا- ماريانو- سيبايوس” أتى بالفائدة الكبيرة لتكون المحصلة “19 انتصار، 5 هزائم، وتعادلين” في 25 مباراة خاضها الفريق مع سنتياغو في كافة البطولات.

أن تخرج من مسارح أقوى الخصوم وبنتائج إيجابية وخلال أيام قليلة وبروح قتالية عالية كما شاهدناها في “الكامب نو” و”الميتروبوليتانو”، كلها أمور تجعلنا نقف عندها لنكتشف ما الذي يفعله سولاري في ريال مدريد.

*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

اقرأ/ي أيضاً:

كلاسيكو المظاليم.. القناعة كنزٌ لا يفنى…

في برشلونة.. الاتصال بخدمة ميسي 24 ساعة

أمام فالنسيا …كيف أنقذ كورتوا سولاري؟؟؟

الدوري الإسباني.. للمنافسة عنوان ودوري توم وجيري للنسيان

الجنس قبل الإسلام: كيف مارسه العرب ؟

ثلاث اعتداءات في يوم واحد على فتيات في برلين بدوافع عنصرية