in

توتنهام ليفربول.. نهائي بداية الحكم الانكليزي

عبد الرزاق حمدون*

سنوات عجاف عاشتها الكرة الانكليزية في دوري أبطال أوروبا، فبعد فوز تشيلسي بنهائي 2012 غابت شمس البريميرليغ عن منصّات التتويج الأوروبي، لتعود بقوّة بعد سبع سنوات بتواجد ليفربول وتوتنهام في نهائي العاصمة مدريد ليتكرر سيناريو موسكو بين مانشستريونايتد وتشيلسي.

سمة الانكليز

تأهل الريدز والسبيرز إلى نهائي “الوانداميتروبوليتانو” لم يكن صدفة أبداً، فـ بالرغم من صعوبة تأهلهما من الدور الأول إلا أن الكرة عند الانكليز أثبتت أنه لا يوجد مستحيل داخل المستطيل الأخضر، والقتال حتى الرمق الأخير سمة البريميرليغ كما شاهدنا صراع مانشسترسيتي وليفربول على لقب الدوري وتشيلسي وتوتنهام وأرسنال على المراكز المؤهلة لأبطال أوروبا. الإيمان بالعودة كان شعارها، أمام برشلونة وأياكس سطّر رجال كلوب وبوتشيتينو ملاحم كروية لن ينساها أي متابع لسنوات طويلة، كيف قلب الليفر الطاولة على ميسي ورفاقه في الأنفيلد روود، وتوتنهام فاجأ شبّان أياكس في معقلهم، وقبلهم مانشستر يونايتد ضد باريس سان جيرمان.

العباقرة في انكلترا

في الفترة الماضية أصبح الدوري الانكليزي أكثر استقطاباً للنجوم ليس فقط لاعبين إنما المدربين كذلك، فتواجد “غوارديولا- كلوب- بوتشيتينو- سارّي- إيمري- سانتوس- سيلفا”، أعطى فائدة لكرة الانكليز، مدارس مختلفة أعادتهم إلى أجواء أوروبا “نهائي الأبطال ونهائي اليوروباليغ”، أربعة أندية انكليزية في أكبر نهائيين بأوروبا وبطل الدوري “مانشسترسيتي” لم يكن منهم، لتعطينا دلالة على قوّة التحدي هناك. على الطرف الآخر نرى كل من برشلونة وريال مدريد في حالة سكون من الناحية التكتيكية.

الاستثمار والإدارات الصحيحة

مدرب هوفنهايم الألماني جوليان ناغسلمان قال: “إذا كان النادي الذي يحتل المركز الثامن عشر في الدوري الانكليزي تتفوق ميزانيته بمبلغ (20 مليون يورو) على ميزانية أي نادي في ألمانيا، فمن الصعب التنافس”، كلام المدرب الشاب كان واضحاً لضرورة ضخ الأموال والاستثمار ودمجه بمشاريع رياضية. نادي هيدسفيلد تاون الذي هبط هذا العام حصل على مبلغ 109 مليون جنيه استرليني، رقم يتفوّق عليه ثلاثي المقدمة في إسبانيا “برشلونة- أتلتيكو مدريد- ريال مدريد”، ولا نراه في باقي الدوريات لو استثنينا باريس سان جيرمان.

أندية انكلترا استفادت من هيمتنها الاقتصادية لإجراء صفقات كبيرة لتدعم بها فرقها ودوريها لتحكم أوروبا بلاعبيها ومدربيها وحماس الدوري لديها، ليكون مشهد العام الختامي بنكهة انكليزية خالصة لتعطي إنذاراً شديداً بعودة الاحتلال الانكليزي للكرة في أوروبا.

*صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

اقرأ/ي أيضاً:

سارّي في تشيلسي … فلسفة كروية أخضعت ديكتاتورية زرقاء

نيمار في باريس… مسلسل ضياع الهيبة لأغلى صفقة بالتاريخ

ميسي وبرشلونة.. خيانة العصر الجديد

تفكيك المزيد من مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا وسط مخاوف من الترحيل

تقرأون في العدد 42 من جريدة أبواب: ملف خاص عن العيد في ألمانيا ومواد أخرى متنوعة