in

أمريكا وروسيا تتفقان على هدنة في جنوب سوريا.

على هامش قمة العشرين عقد الرئيسان الروسي والأمريكي أول لقاء شخصي مباشر بينهما، واتفقا على هدنة في جنوبي سوريا. كما ناقشا الأزمة الأوكرانية والتدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون مساء اليوم الجمعة (07 يوليو/ تموز) أن الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين تفاهما على هدنة في جنوب غربى سوريا.

ومن المنتظر أن تبدأ هذه الهدنة التي تشارك فيها الأردن أيضًا، بدءًا من بعد غد الأحد، وجاءت هذه التصريحات من جانب تيلرسون في أعقاب اللقاء الذي عقده ترامب وبوتين على هامش قمة العشرين في هامبورغ بألمانيا.

ونقلت دويتشه فيليه عن تيلرسون قوله أن هذه المنطقة هي منطقة مهمة جدًا في سوريا، وأضاف أن “هذا هو نجاحنا الأول”، وأعرب عن أمله في إمكانية مواصلة تحقيق هذا النجاح في مناطق أخرى في سوريا. وأشار تيلرسون إلى أنه لم يتم بعد حسم كيفية نقل السلطة في سوريا وتنحي الرئيس بشار الأسد، وأضاف سيحدث انتقال في مرحلة ما بالعملية السياسية لا يشمل الأسد ولا أسرته. وتابع تيلرسون أن واشنطن مستعدة لمناقشة الجهود المشتركة مع روسيا لإرساء الاستقرار في سوريا بما في ذلك فرض منطقة حظر طيران ونشر مراقبين لوقف إطلاق النار والتنسيق لوصول مساعدات إنسانية. وقال تيلرسون “أعتقد أن هذه هي أول إشارة إلى أن الولايات المتحدة وروسيا بمقدورهما العمل معا في سوريا.. ونتيجة لذلك أجرينا مناقشة مطولة جدًا فيما يتعلق بمناطق أخرى في سوريا يمكننا أن نواصل فيها العمل معًا لتخفيف التصعيد”.

بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه تم الاتفاق على وقف إطلاق النار هذا في محادثات عقدت في “مناخ بناء”.

في غضون ذلك قال مسؤول كبير بالخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تأمل بأن تلتزم الحكومة السورية باتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف المسؤول: نتوقع أن تستخدم روسيا نفوذها لضمان احترام إيران والقوات الموالية لها في سوريا بوقف إطلاق النار. وتابع المسؤول الأمريكي أن هدنة جنوب غرب سوريا منفصلة عن الترتيبات التي تناقشها روسيا وتركيا وإيران في آستانة.

وفي أول رد فعل على الاتفاق قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إنه يرحب بأي وقف لإطلاق النار في سوريا لكنه أوضح أنه يود أن يرى نتائج على الأرض. وقال فالون خلال لقاء في واشنطن “التاريخ الحديث للحرب السورية به الكثير من إعلانات الهدنة وسيكون من الجيد…وجود وقف إطلاق النار في يوم ما”. وتابع قوله “لم تكن أي منها وقف لإطلاق النار وقد انتهكت باستمرار، انتهكها النظام وفي الحقيقة انتهكها النشاط الروسي ذاته. لذلك…نرحب بأي وقف لإطلاق النار لكن دعونا نرى. دعونا نرى النتائج على الأرض”.

يشار إلى أن اتفاقات الهدنة التي تم التوصل إليها من قبل في سورية، تعرضت مرارا للخرق. وتسري منذ بداية العام هدنة رسمية بضمان روسيا وتركيا وإيران، وشملت هذه الهدنة إنشاء مناطق لوقف التصعيد يمكن للمدنيين أن يفروا إليها.

إلى جانب الأزمة السورية ناقش ترامب وبوتين مسائل أخرى مثل الأزمة الأوكرانية، حيث قال لافروف إن الرئيسين اتفقا أيضًا على العمل على حل الأزمة الأوكرانية موضحًا أن ممثلاً أمريكيًّا سيزور روسيا لإجراء مشاورات بشأن هذه المسألة.

كذلك كان موضوع اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح ترامب، على جدول أعمال اجتماع الزعيمين. وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الأميركي إن الرئيسين تبادلا حديثًا “حازمًا جدًا” حول تدخل روسي مزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية خلال أول لقاء بينهما في ألمانيا. وأضاف للصحافيين كان هناك “تبادل مطول جدًا وحازم جدًا” حول هذا الموضوع على هامش قمة مجموعة العشرين معتبرًا أن التدخل الروسي كان يشكل “عقبة كبيرة” في العلاقات بين البلدين.

من جانبه قال لافروف إن ترامب “قبل” تأكيد بوتين بأن موسكو لم تتدخل في الانتخابات الأمريكية. وقال أضاف لافروف الذي حضر الاجتماع بين الرئيسين إن “الرئيس ترامب قال إنه سمع تصريحات واضحة من بوتين تؤكد أن (مزاعم التدخل) غير صحيحة وأن السلطات الروسية لم تتدخل، ووافق على هذه التصريحات”.

وعن لقاء ترامب وبوتين وتطابق وجهات نظرهما، قال وزير الخارجية الأمريكي إن الرئيسين أظهرا “تفاعلاً إيجابيًا واضحًا”

وأضاف تيلرسون “بالنسبة لطبيعة الساعتين و15 دقيقة من المحادثات، دعوني أصفها لكم: كان اللقاء بناءًا جدًا، وتفاعل الزعيمان بسرعة كبيرة” وتابع “كانت بينهما كيمياء ايجابية واضحة جدًا”.

 

مجموعة العشرين تقترب من الاتفاق على بيان ختامي

سوريا والعراق في أولويات مباحثات بوتين-أردوغان