in

السعودية تغلق أكاديمية الملك فهد في ألمانيا، فهل سيوقف ذلك الفكر المتطرف؟

الملك سلمان ونجله ولي العهد محمد بن سلمان

في خطوة لتحسين صورة السعودية في ألمانيا، حكومة الرياض تغلق أكاديمية الملك فهد المثيرة للجدل في بون، وتوقف بناء أكاديمية مماثلة في برلين. فهل يعني ذلك نهاية نشر الفكر الوهابي في ألمانيا؟

يبدو أن القيادة السعودية الجديدة، جادة في مساعيها لتحسين صورة المملكة في العالم، بعد أن بات اسمها يتردد بعد كل اعتداء إرهابي، رغم عدم ثبوت تورط مباشر لأي مؤسسة رسمية حكومية سعودية في أيٍ منها.

إلا أن الانتقادات تتجه للمملكة عندما يجري الحديث عن نشر الفكر الديني المتطرف، أو عن الفهم الديني المتشدد، والذي يمثله التيار الفكري الوهابي المهيمن على الحياة العامة في المملكة. وتتوجه الأنظار إلى المدارس التي تمولها أو تدعمها السعودية في مختلف أنحاء العالم، ومن بينها ألمانيا، كما تتم مراقبة الدعم السعودي لبناء المساجد وإدارتها في ألمانيا وغيرها من الدول بعين الريبة والشك.

في هذا السياق أعلنت حكومة المملكة مؤخرًا، أنها تعتزم إغلاق أكاديمية الملك فهد في بون المثيرة للجدل، إلى جانب وقف بناء أكاديمية مماثلة وبنفس الاسم في برلين، رغم وصول عملية البناء فيها إلى المراحل الأخيرة، حسب ما صرح متحدث باسم السفارة السعودية في برلين لصحيفة “تاغيسشبيغل” البرلينية في عددها الصادر يوم الأحد (28 آب/أغسطس 2016).

أكاديمية الملك فهد في بون
أكاديمية الملك فهد في بون

الأكاديمية مصدر دعوات “للجهاد” وهي تحت رقابة الأمن الداخلي

عبرت السلطات الألمانية في ولاية شمال الراين ويستفاليا، والتي تقع فيها مدينة بون الحاضنة لأكاديمية الملك فهد، عن قلقها بشأن المنهج الديني في الأكاديمية، وتحدثت عن دعوات “للجهاد” تنطلق منها.

كما قام جهاز “حماية الدستور” وهو جهاز الأمن الداخلي، بمراقبة الأكاديمية ومحيطها الاجتماعي، بسبب كثافة نزوح السلفيين إلى بون في السنوات العشرين الأخيرة، ومازالت هذه المراقبة قائمة. وعبرت السلطات في برلين أيضًا عن قلقها بشأن بناء فرع للأكاديمية في برلين، يستوعب حوالي 400 طالب وطالبة، واشترطت عند منحها ترخيص البناء، عدم بناء مسجد في الموقع المحدد للأكاديمية.

ويأتي قرار الإغلاق في زخم التغييرات الديناميكية الكبيرة التي تشهدها المملكة في عهد الملك سلمان، ونجله ولي العهد محمد بن سلمان، الذي أطلق مشروع “رؤية السعودية 2030″، والذي يتضمن إصلاحات اقتصادية واجتماعية طموحة وغير مألوفة.

قرار الإغلاق جاء متأخرًا 

قال الباحث الاجتماعي والسياسي والمتخصص في الجماعات الدينية المتطرفة في ألمانيا، الدكتور رالف غضبان في حديث مع DW، “عندما تم الكشف عن أن الأكاديمية تنشر الفكر الديني السلفي في بون، وتدعو إلى معاداة الغرب، كانت السلطات تنوي في وقتها إغلاق هذه الأكاديمية. لكن الضغوط التي مورست عليها من قبل السعودية والتهديد الاقتصادي، وخاصة في عهد المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر، والتهديد بإغلاق المؤسسات الألمانية في السعودية، حال دون إغلاق الأكاديمية. والآن بعد حوالي 12 عام جاء القرار، وإن كان متأخرًا، إلا أنه قرار جيد”.

a2573324950e4c6a90cf85a14e9c0cbc_XL

هل يكفي قرار إغلاق الأكاديمية لوقف الفهم “الوهابي” للإسلام في ألمانيا؟

يجيب الدكتور رالف غضبان عن السؤال بالقول” “كلا، لن يتم القضاء نهائيًا على تصدير الفكر الوهابي إلى ألمانيا، لأن قسمًا من المسلمين المتطرفين سيرسلون أولادهم إلى بريطانيا، حيث توجد مؤسسات تعليمية بأقسام داخلية، تقوم بتدريس التلاميذ المسلمين الفهم السلفي المتطرف للدين”.

الخطوة التالية الضرورية

يدعو الدكتور غضبان إلى خطوة ثانية متممة، تتمثل في منع تمويل الجوامع والمؤسسات الثقافية الأخرى في ألمانيا من قبل السعودية. وبهذا قد تتسع دائرة الحظر على نشر الفكر السلفي وامتداداته في ألمانيا.

ويؤكد على ضرورة أن يتم تمويل بناء المساجد في ألمانيا بأموال داخلية، على شكل تبرعات وغيرها، كما يحصل عند بقية الطوائف الدينية الموجودة في البلاد، وليس بتمويل خارجي من السعودية أو الدول الخليجية. دوتشي فيلليه.

لاجئ سوري فقد ساقه في الحرب يشارك في أولمبياد 2016 لذوي الاحتياجات الخاصة

شبكات الواي فاي في برلين، أسماء طريفة مثيرة وغير متوقعة