in

“شخوصٌ لا أعرفهم”.. مسرحة التصوير الفوتوغرافي للفنان أيهم مليشو

العمل الفني: الفنان أيهم مليشو
العمل الفني: الفنان أيهم مليشو

الفنان أيهم مليشو من مواليد دمشق 1990، انتقل من دراسة العلوم البيئية في دمشق، إلى دراسة المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية، ومن ثمّ التصميم الجرافيكي في تركيا التي يعيش فيها منذ عام 2015.

يقول أيهم عن تجربته: “في سوريا كنت طالباً أحاول اكتشاف المواد والتقنيات المتاحة وكيفية التعامل معها ولكن بالتأكيد تجربة الهجرة والتفاعل مع ثقافة وجغرافيا مختلفة خلقت عندي مخزون معرفي وبصري كبير.. كما أن وجودي في اسطنبول المدينة القريبة معمارياً وثقافياً من دمشق منحني شحنة عاطفية بدونها كان عملي سيبدو منقوصاً”.
بدأ الفنان أيهم مليشو التصوير الفوتوغرافي في وقت كان يبدو فيه هذا النوع من الفن متجهاً بشكل كامل نحو الديجيتال، لكنه كان يبحث دائماً باستديوهات التصوير القديمة في دمشق عن أفلام أبيض وأسود وعن ورق حساس للطباعة ومواد للتظهير، وبالصدفة البحتة وجد أحد أصدقاءه جهاز إسقاط روسي قديم للطباعة بمستودع عائلته وأهداه إياه، ليتمكن حينها من إنشاء مختبر صغير. 
“هذا التعامل الفيزيائي مع الصور وقدرتي على اختيار ملمس الورق وشم رائحة مواد التحميض، بنى بيني وبين الصورة علاقة لم أستطيع أن أبنيها مع الديجيتال. ولاحقاً بدراستي للمسرح أصبحت أكثر اهتماماً بما هو داخل الصورة من دراما وعلاقات بين العناصر”.

ومع بدء دراسته التصميم الجرافيكي اضطر أيهم لدخول عالم الديجيتال، وتجرأ على طرح صيغ بصرية جديدة واستخدام طيف أكبر من المواد والتقنيات، ومن هنا جاء مشروع “شخوص لا أعرفهم”. وفيه استحضر كل العناصر المسرحية؛ الخشبة الحكاية توزيع العناصر والأهم الفعل المسرحي الذي تؤديه هذه العناصر فيما بينها.
وعن هذا المشروع كتب أيهم: “العمل الفني في عصر الصورة الضوئية صار مطالباً أن يعيد خلق الواقع بلغة جديدة، لكن عن أي واقع نتحدث. لقد أصبح الواقع صوراً نعيد إنتاجها في كل مرة من خلال كادر ندخله لنعيش فيه، لا يمكننا أن نصدق ما نرى إلا إذا أعطانا (الآخرون) تصوراً عنه، وقدمت وسائل الإعلام والتواصل صورة له. بالتالي فإننا لا نرى الآخر بل يقدم لنا ضمن إطار/عالم يمكنّنا من فهمه.

العمل الفني: الفنان أيهم مليشو

يمثل مشروع “شخوص لا أعرفهم” محاولةً لخلخلة هذا الإطار، لقد تم نزع الأشخاص من وسطهم (الطبيعي) وتم التلاعب بالسياق التاريخي والثقافي لوجودهم داخل الصورة، وتركيب سياق آخر منزوع من الفلاتر، سياق أكثر صدقاً وقسوة.
فهل من الممكن لأعيننا ووعينا نزع الغشاء الذي يعرّف لنا العالم؟ ربما تدفعنا أسئلة كهذه إلى مغامرة خطرة، تخرب (العالم) الذي بنينا صورته في أذهاننا، لكن المخاطرة ليست الخراب بل الاعتراف به، إننا في عالم يعج بالخراب، بالموت والإبعاد القسري.. الخوف يهاجم مناماتنا يحاصرنا بأشكال مختلفة، يحاصرنا نحن الذين نحيا ونموت بين الصورة والتصور.
أردت أن أخبر الحكاية فنسجتها على وجوههم، إنهم أناس لا نعرفهم، هاجروا إليكم عبر البريد، ليلعبوا معكم لعبتهم المفضلة، وليجعلوكم تطرحون أسئلة لا يعرفون هم إجابتها، سيكتفون بلعب دور المستمع الصامت”.

العمل الفني: الفنان أيهم مليشو

حاول الفنان أيهم مليشو على المستوى الشخصي الابتعاد عن الالتزام برسالة أو قضية، وتجريد العمل من أي حكاية، والاهتمام فقط بالجانب البصري، لكنه كان دائماً يتوقف في مكان ما ليبحث عن حكاية. 
يقول: “نشرات الأخبار والجرائد اليومية وبوستات السوشيال ميديا ستنسى غداً. أما العمل الفني فهو ما نملكه من حقيقة في وجه كل هذا التضليل، هو أداة تعبير ومقاومة ذات ديمومة وعلينا أن نمكنها لتصل إلى طيف أكبر من المتلقين”.
ومع التحول إلى الدموية المفرطة في سوريا كبر خوفه من جملة “التاريخ يكتبه المنتصر”. وكرد فعل، يقول أيهم “شعرت أننا كفنانين في موقع مسؤولية أكبر فعلينا أن نخبر الحدث و نصوغ الحكاية من زاويتنا طالما أننا نملك لغة أممية عابرة للحدود واللغات” .

أسماء عربية للظواهر المناخية المقبلة في ألمانيا

“أحمد” بدلاً من “كلاوس”.. أسماء عربية للظواهر المناخية المقبلة في ألمانيا

ألمانيا: بعد انتقاد حملة التطعيم ضد كورونا.. ميركل تعين مجموعة عمل وتدعو إلى قمة أزمة

ألمانيا: بعد انتقاد حملة التطعيم ضد كورونا.. ميركل تعين مجموعة عمل وتدعو إلى قمة أزمة