in

داخل العش.. خارج الصندوق

محمود الطويل.

لعله ليس أمرًا رائجًا في بلادنا الهائلة، أن يكتب الرجل عن زواجه في الذكرى الأولى له، عدا ما يُكتب عادةً عن أن “المحبس” حبل مشنقة يلتف على الأصبع باختيارنا –مثلاً- فما اعتدناه هو أن نكتب قبل الزواج، أو بعد أن تنتهي هذه العلاقة خائبة، ولعل لذلك امتدادًا لـ “البيوت أسرار”.

لكن -وتشهد اسطنبول على ما أقول- ما عشته كان عامًا مليئًا بكل شيء، لا أستطيع تحديد ماهيّة هذا الشيء، لكن بلا شك مفيدٌ جدًا ومحفّزٌ من ناحيةٍ ما، جعلني أخلُصُ بعد عامٍ واحدٍ إلى اثنتي عشرة نقطة، رأيتُ مفيدًا أن أبوح بهن، وعلى مسؤوليتي:

  1. لا تستطيع تقييم مرحلة الزواج ب “أفضل/أسوأ من ذي قبل”، تمامًا مثلما تكبر وتلبس مقاسات أكبر، هذا لا يخضع لأفضل أو أسوأ، إنها مرحلة جديدة تعامل معها فحسب.
  2. التغيرات الحاصلة ليست تراجعًا أو هزيمة، كأن تعلّق ملابسك بعد خلعها، أو أن تصبح أكثر شرودًا، إنها طبيعية عليك أن تعتادها.
  3. الزواج ليس اختيارًا، العزوبية فرصة زائدة فقط.
  4. أن تكون اثنان دائمًا، هذا هو معنى التكاثر، والإنجاب فرع يأتي لاحقًا وقد لا.
  5. الاعتياد أمرٌ عظيم، ليس سهلاً ولا عاديًا أن تعتاد الشمس صبحًا والظلام المغمس بالضوء ليلاً، أن تعتادها وتعتادك ذلك أعلى ما تصلان إليه.
  6. في البداية، تعتقد أنك قادر على أن تبقى كما كنت، ثم فجأة تنسى كيف كنت، أنت الآن وفقط.
  7. النسيان، شرٌّ لابد منه.
  8. أحوال الزواج كلها خاصة ولو كان الناس يتشابهون فيها، فهي ليست قياسات عالمية يتشاركها الناس، إنها كالهواء يشترك به الجميع ولا يتشاركون فيه، “فكلٌّ حسب طريقته في العشق يصلّي” العبارة الأخيرة لمظفر النواب.
  9. السعادة، التجديد، التدبير، السيطرة، الزعل، الرضا، الترتيب والنظافة معانٍ لابد من التفاهم عليها قبل البداية وليس في البداية، فكلام الناس عن ذلك “لا بيقدم ولا يأخّر”.
  10. ستعتاد على فيسبوك “رجّالي” غالبًا، فالكثيرات سيكتفين بعدم التعليق، إلا ما ندر.
  11. الإلحاح “النق” منهجية حياة، تعامل معه كما تتعامل مع ازدحام الطرقات أو بيروقراطية الموظفين، وهو موجود دائمًا إنما تختلف الطرائق.
  12. المعيار الأفضل لقياس المرحلة هو: بعد إغلاق الباب عليكما هل يصبح الكون أوسع، أم تضيق الأرض بما رَحُبت، ادفع بالتي هي أحسن.

أخيرًا.. أقتبس من الحلبي الذي لم نعرف اسمه، قوله حين “سحله” عناصر نظام الأسد على الطرقات وهم يعرضون عليه حياته مقابل الاعتداء على زوجته، فقال كصوفي يرى موضع صلبه: “مرتي تاج راسي”.

هنغاريا تسيء معاملة اللاجئين وترحب بالمهاجرين الأثرياء فقط

منزل الأحلام