in

عمل الطلاب.. إيجابياته وسلبياته

“مرحبا دكتور ممكن اسألك سؤال؟ كيف بدي مول دراستي؟ بتضل عم تدفعلي ياها الجوب سنتر ولا في جمعيات بتكفلني؟”

“لا الجوب سنتر ما بدفع. ولازم تشتغل لتطلع أكلك وشربك أو تلاقي جمعية تكفلك”

“لازم اشتغل؟؟؟!! يعني ماحدا رح يدفعلي و أنا عم أدرس؟”

هذا هو مثال من الأمثلة التي تردنا على بريد الجريدة أو بريدي الخاص بخصوص الدراسة في ألمانيا للطلبة اللاجئين. إن كلمة العمل أو “الشغل” تحولت عند ذكرها أمام أي من اللاجئين أو الطلاب اللاجئين إلى وحش مريع أو “بعبع” لا يمكن هزيمته. إن الاتجاه الحالي لتصرفات الكثيرين من الطلبة لا تنبئ بنهاية سعيدة، حيث أن الطلاب يعتمدون بشكل أساسي على التقديم للقرض الطلابي “Bafög” أو تقديم طلب للحصول على مساعدات أو بعض الهبات من بعض الكنائس والجمعيات الأهلية المختلفة.

في فترة معينة سيتم إيقاف هذه المساعدات وسيتم إيقاف منح اللاجئين فرصة التقديم للقرض الطلابي حيث أن هذا القرض كان متاحا للطلبة الألمان في بادئ الأمر وحتى نهاية عام 2013. فما هو الحل؟ ماهو البديل، هذا الوحش الذي يخاف منه الطلبة اللاجئون؟

العمل! نعم العمل للحصول على راتب يكفي معيشة الطالب في ألمانيا وبشكل كريم وعالي المستوى.

إن العمل الطلابي في ألمانيا يعتبر من أهم الوسائل التي يحصل بها الطالب الأجنبي على مدخراته المادية والتي تساعده على العيش والحياة في ألمانيا. يختلف العمل الطلابي من مدينة لأخرى ومن ولاية لأخرى ويكون ضمن المطاعم أو الحانات أو ربما دور السينما أيضا. إضافة إلى ذلك يمكن لكثير من الطلبة التقدم للعمل ضمن الجامعات كموظفي خدمة الطلبة أو ضمن سكرتارية الطلاب أو ضمن المخابر والأقسام المختلفة كطلبة مساعدين.

ماهي فوائد العمل الطلابي؟

يزيد العمل الطلابي الفرصة للاحتكاك أكثر مع متحدثي اللغة الألمانية  وتحسين اللغة الألمانية المطلوبة أصلا للدراسة في الجامعات وبشكل كبير جدا. إضافة إلى ذلك يغطي العمل الطلابي عادة بين 80-100% من تكاليف المعيشة والسكن الشهرية للطلبة، حيث تتراوح هذه التكاليف بين 700-900 يورو شهريا.

في الكثير من الأحيان يكون العمل مرتبطا بالدراسة بطريقة أو بأخرى، ويمكن احتساب ساعات العمل ضمن ساعات التدريب الرسمية التي يتوجب على الطالب القيام بها خلال دراسته واحتسابها كرصيد له ضمن ساعات الدراسة الخاصة به.

كيف يتم التقديم للعمل الطلابي؟

هنالك عدد من المواقع على الانترنت التي تقدم الكثير من الوظائف التي يمكن للطلبة التقديم عليها ومنها

فضلا على ذلك تقدم الجامعات نفسها عددًا من وظائف الطلبة ضمن مراكز البحث العلمية أو المخابر أو ضمن الأقسام ويتم نشر هذه الوظائف في مواقع الجامعات المختلفة للطلبة للتقديم عليها. إضافة لذلك تلعب مراكز الطلبة (Studentenwerk) في كل مدينة دورا محوريا ومهمًا لتقديم العديد من الخدمات للطلبة ومنها الوظائف البسيطة والسهلة ضمن الجامعة أو السكن الطلابي أو مطاعم الجامعة للطلبة للتقديم عليها والاستفادة من المبالغ المدفوعة ضمن هذه الأعمال وكذلك بعض الامتيازات الأخرى كالطعام المجاني في بعض الأحيان.

على الطلبة الاطلاع الدائم على مواقع مراكز الطلبة لكل جامعة عن طريق البحث عنها ضمن محرك البحث “غوغل” بكتابة اسم الجامعة و بجانبها اسم (Studentenwerk).

سلبيات عمل الطلبة

لكل عمل إيجابيات وسلبيات، وكذلك عمل الطلبة يحمل العديد من السلبيات والتي يجب على الطلبة الانتباه لها فقد تؤثر على أدائهم الجامعي

  • خسارة جزء من الوقت المخصص للدراسة حيث على الطلبة الانتباه إلى هذا الأمر ومحاولة الحصول على عمل خلال فترات الراحة أو الإجازات الصيفية.
  • قد يكون العمل ضمن المحال أو المطاعم العربية وهذا يؤثر على تعلم اللغة في بداية الأمر وينصح بالعمل في هذه المطاعم بعد إنهاء تعلم اللغة حتى لا تتأثر طريقة تعليم اللغة بالعمل ضمن هذه المحال أو المطاعم و المقاهي.
  • الالتفات للعمل بشكل كلي والابتعاد عن الدراسة وإهمالها ومن ثم تركها. هذا الأمر حدث كثيرًا خلال السنوات السابقة وعلى الطلبة الانتباه للأمر والتركيز دائما على الدراسة فهي أساس الحصول على مستقبل واعد وعمل ممتاز في ألمانيا.

في النهاية، إن عمل الطلاب ليس وحشا أو بعبعا على الطلبة اللاجئين الخوف منه، بل هو أمر طبيعي بل ومستحسن فهو يزيد من اندماج الطلبة في محيطهم الاجتماعي والطلابي، وكذلك يزيد فرصتهم بالحصول على الجنسية الألمانية بشكل أسرع من الطلبة الذين يهربون من العمل ولا يرغبون به. على الطلبة في المرحلة المقبلة الاتجاه نحو العمل الطلابي للتخلص من أي قروض أو عوائق توقفهم وتمنع عنهم قدرة التحرك بحرية ضمن ولاياتهم أولا وضمن ألمانيا ثانيا وتجعلهم مستقلين ماديا ومعنويا ومنتجين حقيقين في المجتمع الألماني.

بابا الفاتيكان ينتقد ولادات أوروبا وتفريغ العولمة للروح

جزء من أزمة سكن اللاجئين تقع على عاتق البيروقراطية الألمانية