in

قطر في كوبا أميركا… مرحلة الثبات والاستمرارية

عبد الرزاق حمدونصحفي رياضي مقيم في ألمانيا

لم تكن مفاجأة كولومبيا أمام الأرجنتين في افتتاح مباريات كوبا أميركا هي الوحيدة في هذا الدور، إنما ما قدّمه العنابي القطري من مستوى قوي أمام بارغواي يستحق الإشادة والوقوف عنده.

لم يعد مخفياً على الجميع قصة المنتخب القطري وكيف تم العمل بتخطيط مدروس ومحكم مع جهد وتعب في التطبيق، كيف تم تأسيس هذا الجيل من اللاعبين وترقيتهم من حياة أشخاص عاديين إلى محترفين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، صناعة أكاديمية بـ امتياز توّجت قطر ولأوّل مرّة في تاريخها بلقب بطولة آسيا التي أقيمت مؤخراً في الإمارات العربية المتحدة.

ربما يمتلك المنتخب العنابي الكثير من الجنسيات لكن نسبة التفاهم بين اللاعبين تفوق أي منتخب يضم لاعبين وطنيين، لغة التفاهم بينهم أكاديمية كروية زرع فيها المتعة فيما يقدمون من مستويات في كرة القدم، هناك في ملاعب الإمارات استطاعوا من هزيمة أكبر منتخبات آسيا أثبتوا للجميع أن التخطيط مع الصبر ينتج ألقاباً.

أراد المنتخب القطري إثبات أن ما حصل في بطولة آسيا ليس صدفة وأن للحلم بقية، المشاركة في بطولة قارّية أخرى هذه المرّة كوبا أميركا، هناك في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، آلاف الأميال قطعها العنّابي لإحياء الحلم مجدداً.

الوصول للقمّة متوفر لدى الجميع، لكن البقاء فيها هو ما يميّز كل عمل، مشاركة قطر مع منتخبات أميركا الجنوبية يدخل ضمن مراحل الخطط المدروسة وتحت ما يسمّى “الثبات والاستمرارية”، ثبات الهوّية في صنع بطل جديد يملك الكثير من التجارب، والاستمرارية في نهج أكاديمي يربط بين القوّة والمهارة والتنظيم والتكتيك ليتم مقارنة قطر بمنتخبات عالمية بعيدة عن القارّة الصفراء.

أمام بارغواي رفع المنتخب القطري شعار لا للاستسلام وهذه واحدة من صفات المنتخبات القوّية، استطاع المعز علي ورفاقه العودة من بعيد واستحقّوا الانتصار بشهادة المتابعين لكن تعادلهم 2-2 مع منتخب مصنّف 36 عالمياً يعطي أملاً كبيراً بمشاركة قطر الحالية وربما تخطف بطاقة التأهل للدور القادم.

على المنتخبات العربية واتحاداتها أن تستفيد من تجربة قطر وحلمها الكروي، لو لم تتوفر الظروف المالية يكفي شفافية العمل والإيمان به وفق معايير رياضية ورياضية بحتة.

مواد أخرى للكاتب:

كولومبيا الأرجنتين… مباراة رسمت ملامح بطولة

كوتينيو… حرّية البرازيل صرخة بوجه برشلونة

في ريال مدريد… يد هازارد وحدها لا تصفق

نحن و”ألمانيا العظيمة” ما بين إعلاء الآخر والنظرة الدونية للذات

زاوية حديث سوري: سبحان مغيّـر الأحوال …