in

في ريال مدريد.. أهلاً بكم في حصن زيدان الجديد

عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

“الدفاع عن المرمى ليست مهمّة الحارس فقط بل يشترك معه في ذلك زملائه في الفريق، وعلى الجميع التعاون في المهام الدفاعية والهجومية” بهذه الكلمات ردّ البلجيكي تيبو كورتواحارس ريال مدريد على منتقيده.

ليس من باب الصدفة أن يتحوّل كورتوا من الحارس الذي يتلقّى أهدافاً، إلى حارس يحقق 3 “كلين شيت” في آخر ثلاث مباريات خاضها ريال مدريد في الدوري الإسباني، بل لأن كلامه الأخير فيه الكثير من الصحة، فقد وصل إلى مدربه زيدان الذي فهم الموضوع وبدأ العمل على تغيير الصورة السيئة للفريق.

في عالم كرة القدم إن لم تمتلك هجوماً قوياً فعليك البحث عن نقاط قوّة أخرى، في حالة ريال مدريد الوضع أكثر تعقيداً لأن الفريق يمتلك هجوم قوي لكن بحاجة للوقت لكي ينسجم هازارد مع بنزيما، ويعمل بيل بالشكل المثالي بعيداً عن الرتابة في الأداء، والصبر على كل من يوفيتش وفينيسيوس ورودريغو حتى الوصول لمرحلة النضج، عدا عن الإصابات التي لا تزال تلاحق بعض لاعبي الفريق.

زيدان ليس بالقوي تكتيكياً، لكنه يعرف كيف يتم التعامل تحت الضغط، كيف لا وهو من وافق على تدريب الريال بدون خبرة سابقة ووضع نفسه أمام فوهة المدفع وتمكن من كسب احترام النقّاد قبل الأنصار.

في الفترة الحالية يعيش الريال حالة ضغط من الجميع وتبقى الأسهم موجّهة دائماً نحو زيزو، ليأتي صاحب الحلول بأحدها وإن كان ليس بالنهائي لكنه يوفي بالغرض خلال هذه المرحلة، “الحصانة الدفاعية” وتأمين المناطق على حساب القوّة الهجومية، اعتماد المرتدّات وكسب معركة الوسط البدنية كما حصل أمام أتلتيكو مدريد في الديربي الأخير واختيار فالفيردي على حساب مودريتش بجانب كاسيميرو، اللعب المضمون ببقاء ناتشو بمهامه الدفاعية كـ ظهير ومحدودية مشاركة كارفخال بالنواحي الهجومية.

الحصانة الدفاعية في ريال مدريد لها عدّة عوامل منها التكتيك المناسب بين 4-2-3-1 و 4-1-4-1، والالتزام بالمهام والانضباط التكتيكي والمساعدة في نصف ملعب الفريق، لكن أبرز تلك العوامل هو تواجد القائد سيرخيو راموس كأحد قلبي الدفاع، فقد عانى الفريق بغياب الرقم 4 واستعاد توازنه مع عودته ولا يهم من بجانبه “فاران أو ميليتاو” مع تفضيل البرازيلي على الفرنسي.

حصن زيدان الجديد هو حل مؤقت لأن فريق مثل ريال مدريد لا يمكن تصوّر هويّته الجديدة بهذا الأسلوب، لكن مع استمرارية هذا النمط ربما سنشاهد تكرار صعوبة العمل الهجومي وبقاء الفريق تحت الضغط أمام الفرق الكبيرة والأمل يبقى على المرتدات التي لا تلبي طموحات الجميع.

اقرأ/ي أيضاً:

في ريال مدريد.. المسبب مجهول والضحية الجماهير

حقائق من حفل جوائز “الفيفا”.. درس ايتو عن العنصرية وصورة ميسي

استطلاع آراء اللاجئين.. المثلية الجنسية، التعامل مع كبار السن وقضايا أخرى

افتتاحية العدد 46: “ها قد عاد..” عن صعود حزب البديل