in

بُني سراً بموافقة السلطات… الكشف عن أول كنيس يهودي في دبي

مرة أخرى تثير الإمارات الجدل بشأن علاقتها مع إسرائيل، حيث كشفت وكالة أمريكية عن إقامة أول كنيس يهودي “سري” بُني في دبي على مدار السنوات الثلاث الماضية، بموافقة السلطات الإماراتية.

وذكرت وكالة أنباء “بلومبرغ” الأمريكية، في تقرير لها بعنوان “مع ازدياد دفء العلاقات بين الخليج وإسرائيل، إنشاء كنيس يهودي في دبي”، أن الإمارات اتخذت هذه الخطوة لتبدو “أكثر تسامحاً” أمام العالم.

“نقلة هائلة”

أوضحت “بلومبرغ” أن اليهود في دبي، وعقب سنوات من الاجتماع السري في منزل أحدهم، قرروا استئجار فيلا في أحد الأحياء الهادئة تمهيداً لتحويلها إلى كنيس، وتمكنوا بالفعل من الحصول على موافقة السلطات الإماراتية التي “أشرفت” على تجهيز المبنى على مدار السنوات الثلاث الماضية.

وقال إيلي إيبستين، أحد المؤسسين للكنيس، “هذه نقلة هائلة. وصلت إلى دبي قبل 30 عاماً، ونصحني البعض بعدم استخدام لقبي لأنه يبدو يهودياً للغاية”، متابعاً “تغيّر الحال كثيراً الآن”.

واعتبرت الوكالة أن إنشاء الكنيس يعكس “العلاقات الدافئة بين إسرائيل والحكومات في المنطقة”، لافتةً إلى أن نقطة التقارب العظمى في علاقة إسرائيل وكل من الإمارات والسعودية هو الاتفاق على خطورة التهديد الإيراني، ما دفع قادة الدولتين الخليجيتين لـ”التحالف غير المعلن مع إسرائيل وكسر المحرمات التي ظلت مرفوضة لسنوات طويلة”.

وأوضحت “بلومبرغ” أن العشرات من بين أعضاء الجالية اليهودية، البالغ عددها الآن 150 شخص، يجتمعون في الكنيس أيام السبت وفي الأعياد للصلاة وممارسة الشعائر اليهودية.

وأشارت إلى أن إنشاء الكنيس تمّ بعد جهود كبيرة استمرت لأكثر من 20 عاماً، لمنظمات يهودية مثل مركز “سيمون فيزنتال”، بالإضافة إلى دعم حكومة دبي ومحمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة “إعمار” العقارية التي بنت برج خليفة المكون من 163 طابقاً.

وقال غانم نسيبة، أحد مؤسسي مكتب “كورنستون غلوبال أسوشيتس” لاستشارات المخاطر السياسية، والذي يتردد على الكنيس أحياناً، للوكالة الأمريكية إنه “طوال عقود، كان علينا تجنب إبراز هويتنا اليهودية في العالم العربي، وإلا تعرضنا للمخاطر”، وتابع: “الآن هناك جيل جديد من العرب واليهود أكثر تقبلاً لثقافات بعضهم البعض”.

ولفتت “بلومبرغ” إلى أن “الإمارات، على وجه الخصوص، تسعى إلى الظهور بصورة أكثر تسامحاً تجاه الأديان الأخرى، لخلق مناخ أكثر جذباً للمستثمرين”، حيث عيّنت وزيرة للتسامح كما استضافت مؤتمراً عالمياً حول التسامح في نوفمبر الماضي، حضره أكثر من 1200 شخص من مختلف المعتقدات.

في المقابل، أشارت إلى أن “الرأي العام في الإمارات ربما يختلف قليلاً عن قادته، إذ لا يزال الكثيرون مؤيدون للجانب الفلسطيني ويعتبرون العلاقات الجيدة مع إسرائيل خيانة”، وربطت ذلك بمسألة إخفاء أمر الكنيس على مدار السنوات الماضية.

سوابق إماراتية مثيرة

اعتبرت “بلومبرغ” أن تصاعد التحالف العربي – الإسرائيلي ربما يدفع الدول العربية للضغط على فلسطين للقبول بتسويات السلام التي تقترحها الولايات المتحدة لحلّ النزاع الأبدي بين الفريقين، وهي وجهة النظر نفسها التي عكستها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مؤخراً عندما أكدت على أن “حلم نتنياهو بشرق أوسط بدون فلسطين بات ممكناً”، في إشارة لانصراف الساسة والدبلوماسيين العرب عن التركيز على القضية الفلسطينية في المحافل الدولية الأخيرة.

 وتأتي الخطوة الإماراتية، التي تعكس تقارباً ثقافياً، عقب إعلان وسائل إعلام إسرائيلية، قبل أيام، أن تل أبيب تعتزم مدّ أطول وأعمق خط أنابيب للغاز في العالم إلى أوروبا بتمويل إماراتي.

وفي أكتوبر الماضي، عُزف ما يُعرف بـ”السلام الوطني الإسرائيلي” للمرة الأولى في أبو ظبي، عقب فوز لاعب الجودو الإسرائيلي ساغي موكي بالميدالية الذهبية، ولم تتمالك وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف حينها نفسها فبكت “لشدة فرحها من حدوث أمر كهذا في دولة عربية”، كما غرّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سعادة بالحدث.

المصدر: موقع رصيف22

 

اقرأ/ي أيضاً:

اسرائيل الأولى في الشرق الأوسط بين “أكثر شعوب الأرض تعلماً” لعام 2018

نتنياهو في أحضان الخليج العربي: زيارة رسمية إلى سلطنة عُمان

الطريق إلى إسرائيل يمر ّعبر الخليج… وزراء إسرائيليون في دول خليجية

ثروات الخليج تتبدد على أمرائها: قصر بـ400 مليون دولار للشيخ حمد بن جاسم

 

السينما الألمانية: معالجات جريئة للواقع والتاريخ ج1

لنتعرف على أنغريت كرامب-كارنباور خليفة ميركل لقيادة الحزب المسيحي الديمقراطي