in

الثورة السورية في ذكراها التاسعة

طارق عزيزة. كاتب سوري من أسرة أبواب

الذكرى التاسعة لانطلاقة الثورة السورية، كحال ذكراها الثامنة والسابعة والسادسة.. تشكّل مناسبةً للتذكير بالهوّة المتزايدة اتّساعاً بين البلاغة الإنشائية المنافقة والخطاب المنمّق حول العدالة وحقوق الإنسان، وبين واقع ترسمه مصالح الدول والأنظمة على حساب الشعوب، ضاربةً عرض الحائط بأبسط المبادئ والحقوق البشرية. أمّا دور الأمم المتحدة، بمواثيقها وقراراتها، فقد بات يقتصر على التصفيق لنجاح أصحاب القرار في تحقيق «الاستقرار»، ومباركة أي «تسوية» ولو كانت تسوّي تطلّعات الشعوب بالأرض!

والثورة السورية إذ عملت أطراف عديدة على إنهائها في صورة كارثة إنسانية غير مسبوقة، فلأنّ هؤلاء أرادوا أن يكون مآلها هذا نموذجاً لما تعد به الثورات، وليس كما أراده شبان وشابات ميادين الحرية وساحات التظاهر قبل سنوات تبدو عقوداً لفرط ثقلها.

فإذا كانت المحطات «الربيعية» الأخرى قد أنجزت جزئياً الخطوة الأولى من مهام الثورة، ممثلة بإطاحة رأس النظام الديكتاتوري، قبل أن تنزلق أوضاعها في الفوضى والاقتتال الداخلي، كما في اليمن وليبيا، أو تنجح سلطة الاستبداد في إعادة إنتاج نفسها برأس جديد كحالة مصر، فإنّ ديكتاتور سوريا ما زال في موقعه، فيما البلاد غارقة في الفوضى والإرهاب والتدخلات والاحتلالات الخارجية. هُجّر نصف سكانها، ودمّرت مدن بأكملها، عدا عن مئات آلاف القتلى ومثلهم من المعتقلين الذين لايُعرف مصيرهم.

لهذا كلّه، لن يكفّ كلّ من آمن بالثورة عن التمسّك بشعار: عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد.

اقرأ/ي أيضاً:

شجون نسوية في ذكرى الثورة السورية
سبع سنوات على الثورة السورية: سوريا إلى أين؟ 
محاولات سرقة الثورة السورية كما أحصيتها حتى الآن

نصائح طبية.. عن الكورونا وموجة شراء المسكنات

إعلان حالة الكوارث في ولاية بافاريا الألمانية بسبب فيروس كورونا