in

افتتاحية العدد 41: Making Heimat بين أحلام المعماريين وواقع اللاجئين

قبل ثلاثة أعوام، في المعرض الدولي الأشهر للعمارة “بينالي البندقية” بنسخته الخامسة عشر، انفرد الجناح الألماني بعرض شيّق عن تخطيط المدن للقادمين الجدد.

ولم يقتصر العرض على المواصفات الإنشائية والمعمارية والخدمية ومواد البناء، بل تعداها إلى وصف النسيج الاجتماعي والاقتصادي والعلاقات الناتجة عن تفاعله التي تحفز الاندماج بين الأفراد في المراحل المختلفة من عمر تلك المدن.

ويركز “Making Heimat” -وهو اسم المعرض المُقام بمبادرة من المتحف الألماني للعمارة في فرانكفورت وجهات راعية أخرى- على مجموعة من الأفكار والمبادئ استوحيت من تجارب وتصميمات من داخل ألمانيا وخارجها. وأتى استجابة لحقيقة أن أكثر من مليون لاجئ وصلوا إلى ألمانيا خلال عام 2015 مع حاجة ملحة للإسكان، توازيها بنفس المقدار الحاجة إلى أفكار جديدة وأساليب موثوقة للاندماج.

يسلط المعرض الضوء على مساكن اللاجئين الأولية والحلول الفعلية التي تم تصميمها لمواجهة الحاجة الماسة، ويسعى الجزء الثاني إلى تحديد الشروط التي يجب أن تتحلى بها مدينة الوصول لتحويل اللاجئين إلى مهاجرين، ومنها أن تكون المدينة ذاتية البناء بحيث لا تحول  اللوائح الصارمة لبناء المساكن أمام الاعتماد على حلول البناء الذاتي عند الحاجة. وبأن تربط تلك المدن جيداً بشبكة المواصلات العامة لتفادي انغلاقها وانعزالها اجتماعياً واقتصادياً وأن تزود بأفضل النظم التعليمية من أجل المساهمة في اندماج الأجيال الجديدة التي، بحسب تصور العارضين، لن تعيش في تلك المدن، بل ستغادرها لتندمج في المجتمع الأكبر، تاركة مكانها لقادمين جدد آخرين سيجدون الدعم والاحتواء من مهاجرين مثلهم في تلك الأماكن.

والسؤال اليوم هو: ماذا تحقق من هذا التصور حتى الآن؟ وهل رأى النور جزئياً على الأقل أم مازال حبيس جدران المتاحف والمعارض؟ وكيف السبيل إلى حل مشاكل سكن اللاجئين التي ما تزال بعد مرور أربع سنوات، تؤرق الأغلبية العظمى من القادمين الجدد وتشكل العقبة الأولى في سبيل الاندماج، وتطرح معادلات صعبة الحل أهمها تحديد مكان الإقامة للحاصلين على اللجوء، وارتباط الحصول على سكن ملائم بالدخل ونوع العمل، ناهيك عن الاعتبارات العرقية والمذهبية المسكوت عنها.

اليوم، تبنى المباني السكنية لمضاعفة استثمارات الصناديق المالية حيث تشهد ألمانيا فقاعة استثمارية لا سابق لها في مجال العقارات، لإيواء الهاربين من تبعات البريسكيت باتجاه قلب أوروبا. أما الهاربون من نيران الحروب فما يزال مستقبلهم قيد الإنشاء.

اقرأ/ي أيضاً:

رمضان في الغربة: طقسٌ لترسيخ جذور الهوية الثقافية ورحلة الذاكرة لاسترجاع الماضي

المطبخ وأثره في الاندماج، ماذا أخذنا وماذا أعطينا؟! رأي يرصد حركة تبادل الثقافات عبر المطبخ

عن الطعام، الهوية، الهجرة والاندماج

توتنهام أياكس… تراث تكتيكي بسيط في موسم الريمونتادا

رمضان هذا العام.. في الغربة تجمعنا الدراما