in ,

كيف عبث كوبر بقلوب 100 مليون مصري

Photojournalist Roberto Vicario

عبد الرزاق حمدون*

لو كانت تعلم الجماهير المصرية أن ركلة الجزاء التي سجلها محمد صلاح في مرمى الكونغو ضمن تصفيات أفريقيا لنهائيات كأس ‏العالم، هي طريقهم لرؤية منتخبهم بهذا الأداء المتواضع في ملاعب روسيا، لربما كان أفضل لهم الإبقاء على صورة نجومهم القوية ‏مع أنديتهم الأوروبية والعربية والمحلية.‏

‏28 عاماً انتظرتها الجماهير المصرية لتشهد على جيل كروي يعتبر الأفضل من ناحية الاحترافية والانسجام يجمع بين الخبرة ‏والشباب، جيل فيه أفضل لاعب بتاريخ مصر على مر العصور وهو محمد صلاح، ليأتي رجل عجوز يملك من التاريخ السلبي ما ‏يكفي لإنهاء أفضل الأجيال الذهبية في تاريخ أي منتخب عالمي، هيكتور كوبر الذي حكم على صلاح ورفاقه بالفشل بشهادة الأرقام ‏المتواضعة في مونديال روسيا.‏

من أبرز خصائص المدرب الناجح هو البحث عن الميزات التي يتمتع بها لاعبوه في المنتخب أو النادي والعمل على بناء طريقة ‏لعب مناسبة لقدراتهم، في قضية كوبر مع المنتخب المصري ومنذ بداية المشوار، دق ناقوس خطر الأسلوب الدفاعي العقيم الذي ‏أظهر الفراعنة بالوجه الباهت خلال مباريات التصفيات.

كوبر لم يحترم أرقام صلاح الإعجازية في الدوري الإنكليزي ولم يوفر ‏الدعم الهجومي لـ تريزيغيه المطلوب في اقوى الأندية التركية، ولم يعط دقائق أطول لكل من رمضان صبحي وكهربا، ولم يمنح ‏عمر وردة الموهوب في الدوري اليوناني الحرّية في إظهار ما لديه، بل أصرّ على عبدالله السعيد الذي كان الأسوأ في منتخب ‏مصر خلال مباريات المونديال أمام الأورغواي، ليظهر كل من النني وطارق حامد بأفضل الطرق، لأن أسلوب كوبر يسمح للاعبي ‏الارتكاز الدفاعي بالظهور.‏

في مباراتي الأورغواي وروسيا لم تكن مصر الطرف الأضعف بل قدّم لاعبوها مباراة متكافئة أمام سواريز ورفاقه، وكانت الطرف ‏الأفضل في الشوط الأول أمام أصحاب الأرض روسيا، لكن غياب الثقافة الهجومية عند اللاعبين وعدم امتلاك ذهنية الوصول إلى ‏الثلث الأخير من الملعب، حال دون تسجليهم أمام الأورغواي، وكان عائقاً لهم في مواجهة الدب الروسي.‏

أسلوب كوبر الدفاعي أحبط عشّاق محمد صلاح بشكل كبير أمام روسيا حيث لم تعتد هذه الجماهير رؤية نجم ليفربول بهذا الأسلوب ‏العقيم، وهي المعتادة عليه بصناعة الأفراح هناك في الأنفيلد، وساهم بإبتعاد نجم الريدز عن المنافسة على جائزة أفضل لاعب في ‏العالم.‏

على كوبر معرفة أن كرة القدم تطورّت ولم تعد كما كانت عليه، وبأن أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم وعدم البقاء في الخلف لأن ‏ذلك سيولد أخطاء كما شهدناها أمام روسيا، وعلى الجماهير المصرية أن تعلم بأن عجوز أرجنتيني قتل أحلام جيل كامل.‏

*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

 

اقرأ أيضاً

محمد صلاح سندباد الكرة العربية… حكاية كفاح يحتذى بها

رسالة للمشككين: “محمد صلاح” موهبة وليس طفرة

بالفيديو: بعد خسارة المنتخب المصري أمام روسيا، مصري يصرخ “ألا يحق لنا أن نفرح”

ليفربول يرتدي ثوب “ثقة الأبطال” في ليلة القبض على “الكرة ‏الجميلة”

بالفيديو: بعد خسارة المنتخب المصري أمام روسيا، مصري يصرخ “ألا يحق لنا أن نفرح”

الانفلونزا، الرصاص والسيدة آنّـا