in

كيف أنقذ ثلاثة لاجئين عجوزاً ألمانية من تحت عجلات قطار

موقف بطولي لثلاثة شبان لاجئين قاموا في 30 يوليو/تموز 2016، بإنقاذ عجوز ألمانية، كادت عجلات القطار أن تطحنها في إيسن.

اللاجئون الثلاثة تتراوح أعمارهم بين 19 إلى 35 عاماً، ويستقرون في ألمانيا منذ أكثر من سنتين، وليس لديهم وثائق إقامة، ويشملهم قرار الحكومة الألمانية بإعادة اللاجئين إلى الدول المغاربية بما فيها الجزائر.

مختار مدني أحد هؤلاء، ينحدر من الجزائر، يعيش مع صديقيه الجزائري محمد ديب والمغربي محمد نوري، منذ سنة ونصف تقريباً. وكانت الشرطة تطاردهم لأنهم من دون وثائق، وينتظرون موعد الترحيل.

يروي مختار كيف أنقذ ورفاقه العجوز مساء السبت 30 يوليو/تموز 2016، “كنا نجلس نحن الثلاثة على مقربة من محطة القطار الفرعية بولاية إيسن الألمانية، وهناك شاهدنا عجوزاً ترمي بنفسها على السكة الحديدية قبل لحظات من وصول القطار”. وما كان لنا “سوى التحرك لإنقاذها من موت كان محققاً”.

ويضيف “لم يكن لنا أي هدف سوى إنقاذ العجوز من تحت عجلات القطار، كان هدفنا إنسانياً بحتاً”.

الشباب الثلاثة حسب مختار مدني، لم يكونوا وحدهم بالمكان، فالألمان والوافدون إلى تلك الولاية كانوا بالعشرات، لكن هذا المشهد المروع لم يحرك أحداً في المحطة، مما جعل اللاجئين الثلاثة يندفعون بعفوية لإنقاذها. يضيف مختار قائلاً، “أؤمن أن من أنقذ نفساً كمن أنقذ الناس جميعاً”.

 الموقف البطولي للاجئين الثلاثة حولهم من مطاردين إلى أبطال

نظمت عائلة العجوز الألمانية “أشيما” في الأول من أغسطس/آب 2016 حفل استقبال على شرف الجزائريين مختار مدني، محمد ديب، والمغربي محمد نوري وذلك في مقر سكنهم بولاية إيسن. وحضر الحفل إلى جانب أهل وأقارب العجوز عددٌ من المسؤولين المحليين هناك، بمن فيهم نائب عمدة مدينة إيلس.

وقد أشاد الجميع بالجرأة الكبيرة للشباب، واعتبروها كما قال مدني، من العمليات البطولية التي ستبقى ألمانيا تتذكرها على مرّ السنوات، خاصة المسؤولين والمواطنين بولاية إيسن”

من ناحيةٍ أخرى يؤكد مدني أن العجوز الألمانية ألقت بنفسها تحت عجلات القطار، بنية الانتحار، بعكس ما قاله البعض من أنها سقطت في السكة، وعجزت من الوقوف. وهذا ما وضحه أيضًا تحقيق الشرطة مشيرًا إلى أن العجوز كانت تعاني من أزمة نفسية.

في غمرة الحوادث الإرهابية التي شوهت صورة اللاجئين

شهدت ألمانيا في الأسابيع القليلة الماضية، عمليات إرهابية كبيرة، شوهت صورة اللاجئين في البلاد، ما جعل حكومة هذا البلد تجتهد لإعادة النظر في طريقة التعامل معهم.

ورأى مصطفى رياحي الخبير الجزائري في الشؤون الدولية، أن ما قام به الشبان الثلاثة رسالة كبيرة للحكومة في ألمانيا، وهي أيضاً رسالة لمن ينوي شراً باللاجئين سواء كانوا من سوريا أو من مختلف بقاع العالم العربي. وأضاف: “أعتبر هذا العمل البطولي، دليلاً قوياً بأن اللاجئين في ألمانيا لا يحملون خطراً، بقدر ما يحملون الخير الكثير لهذا البلد، وهذا تصريح المستشارة أنجيلا ميركل قبل أن يكون تصريح أي أحد”.

أما مختار مدني أحد هؤلاء الأبطال فيقول: “أبناء الشعب الألماني كانوا ينظرون إلينا بخوف، وينفرون منا، لكن بعد تلك الحادثة، أشادت بنا الصحافة وحتى الشرطة، وتلقينا الثناء من عامة المواطنين”. هافينغتون بوست.

 

اليونان تطالب بخطة بديلة في مواجهة الابتزاز التركي بخصوص المهاجرين

الرئيس الفرنسي يرفض تمويل مساجد فرنسا وأئمتها