in

كورونا في السويد: عناق ومصافحة وتجمعات في الحدائق العامة في زمن تفشي الوباء

Foto: essica Gow/TT News Agency/AFP/Getty

كورونا في السويد: في زمن تفشي وباء كورونا الجديد في معظم أنحاء العالم، لجأت العديد من الدول إلى إجراءات وتدابير صارمة لمواجهة هذه الجائحة، ولكن من يسير في شوارع العاصمة السويدية ستوكهولم يستطيع أن يرى أنها تتسم بالهدوء على الرغم من أنها ليست مهجورة كالكثير من العواصم والمدن الأوروبية والعالمية.

وبالرغم من وباء كورونا فالناس في السويد وخاصة في ستوكهولم، لا يزالون يجلسون في المقاهي الخارجية في وسط المدينة، ولا يزال بائعو الزهور يبيعونها للراغبين بها، فيما ما زال المراهقون يجتمعون في مجموعات في الحدائق العامة، والأغرب هو أن بعض الناس في ستوكهولم ما زالوا يحييون بعضهم البعض عن طريق العناق والمصافحة، كما أفادت وكالة الأسوشيتد برس.

وبعد شتاء طويل ومظلم في السويد ومع تغلغل جائحة فيروس كورونا في الدول الأوروبية، فإن السويديين لا يبقون في منازلهم، حتى في الوقت الذي “يحجز” فيه المواطنون في أجزاء كثيرة من العالم أنفسهم طوعاً في أماكنهم.

كورونا في السويد

ونصحت السلطات السويدية المواطنين بممارسة “البعد الاجتماعي” و”العمل من المنزل”، إن أمكن، وحثت أولئك الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً على العزل الذاتي كإجراء وقائي.

ولكن مقارنة بعمليات الإغلاق المفروضة في أماكن أخرى من العالم، فإن إجراءات الحكومة في السويد لمواجهة فيروس كورونا تسمح بقدر لا بأس به من التحرك.

وعلى الرغم من حظر الوقوف في الحانات في السويد، فإنه لا يزال بإمكان عملاء المطاعم تقديم الطعام على الطاولات بدلاً من الاضطرار إلى توصيله إلى المنازل.

وبينما أغلقت المدارس الثانوية والجامعات، فإن رياض الأطفال والمدارس الابتدائية لا تزال تدار بشكل طبيعي وبالحضور الشخصي.

وحول ذلك، يقول كبير أخصائي الأوبئة في البلاد، يوهان جيسكي، وهو حالياً مستشار لوكالة الصحة السويدية الحكومية “إن السويد خارجة عن المشهد الأوروبي.. وأعتقد أن هذا أمر جيد”، مؤكداً أن دولاً أوروبية أخرى “اتخذت إجراءات سياسية وغير مدروسة” في مواجهة فيروس كورونا بدلاً من تلك التي يمليها العلم.

السويد تثق بمواطنيها في مواجهة كورونا

ويوم الجمعة الماضي، حذر رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين من “العديد من الأسابيع والأشهر الصعبة المقبلة”، وقال إنه حتى يوم الأحد فإن التجمعات ستقتصر على 50 شخصاً بدلاً من 500، فيما أشارت الحكومة إلى أن حفلات الزفاف والجنازات واحتفالات عيد الفصح ستتأثر بهذه الإجراءات.

وفي المقابل، وللحد من انتشار الفيروس في ألمانيا تم حظر التجمعات لأكثر من شخصين حالياً، ما لم تتكون المجموعة من أشخاص يعيشون معاً بالفعل.

وأدخل المسؤولون في إيطاليا وفرنسا تدابير أكثر تشدداً وتقييداً على الأنشطة العامة، وفرضوا غرامات في نهاية المطاف، لأن الكثير من الناس تجاهلوا توصيات “البعد الاجتماعي”.

وفي الوقت الحالي، تؤكد الحكومة السويدية أنه يمكن الوثوق بالمواطنين لممارسة المسؤولية، وأنهم سيبقون في المنزل إذا واجهوا أي أعراض مرتبطة بفيروس كورونا فيما يحافظ العديد من سكان السويد بالفعل على المسافة الموصى بها من الآخرين.

كورونا في السويد

العلماء منقسمون

وانتقد بعض العلماء نهج وكالة الصحة العامة السويدية باعتباره “غير مسؤول خلال جائحة عالمية” قتلت بالفعل أكثر من 21 ألف شخص في أوروبا، ففي رسالة مفتوحة إلى الحكومة، دعا حوالي 2000 أكاديمي إلى مزيد من الشفافية والمزيد من التبرير لاستراتيجيتها للوقاية من العدوى.

وقال الأستاذ ستين لينارسون، في معهد كارولينسكا، وهي جامعة طبية بارزة في السويد، إن القلق يتركز على “التقييمات والمسار الذي اتخذته الحكومة السويدية لمواجهة هذا الوباء، خصوصاً لأنه يوجد بالفعل نقص في الأدلة العلمية التي تم وضعها لتنفيذ هذه السياسات”.

وشبه لينارسن تعامل السويد مع تفشي فيروس كورونا الجديد بمن يحاول إشعال حريق في المطبخ بقصد إخماده لاحقاً، مضيفاً “هذا لا معنى له.. والخطر بالطبع هو أنه يحترق المنزل بأكمله”.

في حين قال كبير علماء الأوبئة الحالي في السويد أندرس تيغنيل، أنه بالرغم من أن البعض ينظرون إلى سياسات الدولة المتساهلة نسبياً في مواجهة فيروس كورونا باعتبارها “شاذة”، إلا أنها أكثر استدامة وفعالية في حماية صحة الجمهور من التحركات “القاسية” مثل إغلاق المدارس لمدة 4 أو 5 أشهر.

ووفقاً لإحصائيات جامعة جونز هوبكنز، فإن السويد التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، سجلت حتى يوم الثلاثاء 31 آذار/ مارس، ما مجموعه 4435 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا و180 حالة وفاة، فيما يعتقد أنه كانت هناك اختبارات محدودة للمشتبه بهم:

وبرّر تيغنيل سياسة السويد في التعامل مع كورونا قائلاً: “الهدف هو إبطاء عدد المصابين الجدد حتى تحصل الرعاية الصحية على فرصة معقولة لرعايتهم.. هذا ما نفعله جميعاً في كل بلد في أوروبا.. نحن نختار طرقاً مختلفة للقيام بذلك”.

المصدر: (سكاي نيوز عربية)

اقرأ/ي أيضاً:

ألمانيا تعتمد استراتيجية كوريا الجنوبية لمواجهة انتشار فيروس كورونا

مخاوف من انتشار كورونا في الجزر اليونانية ودعوات لاستقبال مزيد من اللاجئين

أدب الخيال العلمي والأطفال