in

قرار قضائي يحمّل الحكومة الهولنديّة جزءًا من المسؤولية عن مجزرة سربرنيتشا

مقبرة ماعية في سربرنيتشا

قضت محكمة الاستئناف في لاهاي بأن الدولة الهولندية تتحمل جزءًا من المسؤولية في مقتل نحو 350 مسلمًا في مجزرة سربرنيتشا عام 1995. وأكدت المحكمة بأن الدولة الهولندية تصرفت بشكل مخالف للقانون”.

أيدت محكمة في لاهاي أمس الثلاثاء حكمًا سابقًا يلقي باللوم على هولندا في مقتل أكثر من 300 مسلم على يد قوات صرب البوسنة خلال الإبادة الجماعية التي شهدتها بلدة سربرنيتشا عام 1995. ومع ذلك خففت المحكمة بعض اللوم الذي ألقى به الحكم السابق عام 2014 على القوات الهولندية، حيث كان قد ركز على أفعال أفراد حفظ السلام الهولنديين الذين قاموا بتسليم نحو 350 مسلمًا اختبئوا في قاعدة للأمم المتحدة عن أعين جنود الصرب.

وذكرت دويتشه فيليه أن أن هؤلاء الضحايا الذين يقدر عددهم بنحو 8 آلاف شخص قُتلوا في المذبحة التي قضت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة عام 2007 بأنها كانت إبادة جماعية. وخضع جيب سربرنيتشا للحصار العسكري منذ بداية حرب البوسنة في عام 1992 وحتى وقوع المذبحة، قبل شهور قليلة من انتهاء الصراع عبر الوساطة الدولية.

وحكمت المحكمة أيضًا على الدولة بدفع تعويض جزئي لأسر الضحايا، مضيفة أن عناصر القوة الهولندية في القوات الدولية سهلوا الفصل بين الرجال والأولاد المسلمين “مع أنهم كانوا يعلمون بمخاطر حقيقية بتعرضهم لمعاملة غير إنسانية من قبل صربيي البوسنة”.

وارتكبت مذبحة سربرنيتشا خلال حرب البوسنة والهرسك على أيدي القوات الصربية وراح ضحيتها حوالي ثمانية آلاف شخص. كما أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة، ويعتبر المؤرخون تلك المجزرة أفظع المجازر الجماعية في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. ويتحمل المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة في الوضع الذي كان قائما، ففي شهر أبريل/ نيسان 1993 أعلنت الأمم المتحدة بلدة سربرنيتشا “منطقة آمنة” تحت حماية قوات الأمم المتحدة، ممثلة كتيبة مكونة من جنود هولنديين بلغ عددهم 400 عنصر؛ وبناءًا على ذلك قام المتطوعون البوسنييون الذين كانوا يدافعون عن المدينة بتسليم أسلحتهم.

وتزامنًا مع ذلك شنت القوات الصربية عمليات تطهير عرقي ممنهجة ضد المسلمين البوسنيين على مرأى من الفرقة الهولندية التابعة لقوات حفظ السلام الأممية دون أن تقوم بأي شيء لإنقاذ المدنيين، علمًا بأنها كانت قد طلبت من المسلمين البوسنيين تسليم أسلحتهم مقابل ضمان أمن البلدة، الأمر الذي لم يحصل بتاتًا، فبعد دخول القوات الصربية البلدة ذات الأغلبية المسلمة، في يوليو/ تموز 1995، قامت بعزل الذكور بين 14 و50 عامًا عن النساء والشيوخ والأطفال، ثم تمت تصفية كل الذكور بين 14 و50 عامًا ودفنهم في مقابر جماعية كما تمت عمليات اغتصاب ممنهجة ضد النساء المسلمات.

الخارجية الألمانية تعتبر قائمة المطالب المقدمة لقطر استفزازية وصعبة التنفيذ

آلتينا.. قصة مدينة هجرها الألمان وأحياها اللاجئون