in

أحمر شفاه .. حسب الشريعة الإسلامية

weziwezi

كم يمكن أن يضيق مفهوم الحلال ليصبح مجرد مكوناتٍ مكتوبة على علبة وممهورة بختم هيئاتٍ شرعية عبر العالم، وإلى أي حد يمكن لسياسة الاستهلاك اللامحدودة أن تواصل استغلال المشاعر الطيبة للمؤمنين لزيادة  المكاسب المادية.

نقلاً عن ديلي ميل وفرانس برس:

يظهر إمامٌ ملتحٍ في مشهدٍ قريبٍ من السوريالية في المعرض السنوي لمستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية الرائدة في العالم والمقام في باريس الأسبوع الفائت. ويشير ظهور الشيخ علي أشقر إلى الطلب المتزايد على مستحضرات التجميل الموافقة للشريعة الإسلامية. ففي حال كان المنتجُ ليس حلالاً كأن يحتوي في تركيبته على الكحول أو دهون الخنزير، فهذا لا يعني أنه لا يجوز استخدامه فقط، وإنما هو أيضاً نجس ومحرم،  وينطبق ذلك على الكثير من العطور وحمرة الشفاه وغيرها.

خدمات المصادقة على منتجات في سويسرا:

ويتم هنا الحصول على ترخيص الحلال من مكتب خدمات مقره سويسرا Swiss-based Halal Certification Services (HCS). ويقول أشقر ونسخة القرآن بجواره على الطاولة: “غالبية المستهلكين لا يعرفون إن كان المنتج يحتوي مكونات حيوانية أم لا، ولذلك حين يرون أن شهادة المنتج حلال فإنهم يشترونه”

elmouda.com
elmouda.com

وقد تمكن أشقر من بناء قاعدة عملاء في صناعة مستحضرات التجميل مع HCS للفريق العلمي لتحليل المواد الأولية المستخدمة ومن ثم فحص عينات من المنتجات. إضافةً إلى تفقد المصانع للمصادقة عليها أيضاً ومن ثم ختم حلال على كل عبوة. ويجدر بالذكر أن شهادات الحلال يجب تجديدها سنوياً.

صناعة تقدر ب 20 مليار دولار في عالمٍ إسلاميٍّ تتآكله الخلافات والحروب والأزمات السياسية والاقتصادية

قبل بضع سنوات كانت هناك بضع شركات صغيرة متخصصة بمستحضرات التجميل الحلال، في الدول الإسلامية في جنوب شرق آسيا مثل اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة. ولكن هذه الصناعة بلغت قيمتها عام 2014 حوالي 20 مليار دولار ويتوقع أن تتضاعف بحلول عام 2019، حيث ستمثل ستة في المئة من سوق مستحضرات التجميل العالمية وذلك وفقا لشركة أبحاث السوق البريطانية TechNavio.

وبحسب مصدر مقرب لهذه الصناعة فإن بعض الدول أدركت مقدار الأرباح الهائلة التي ستجنيها بشهادات\تصديق منتجاتها كحلال، وبالنسبة للكثير من الناس هذا لا يعدو كونه تجارة ربحية لا علاقة لها بالدين. وعلى سبيل المثال شركة لوريال حولت خطوط إنتاجها ومئات المكونات المستخدمة لتصبح حلالاً من أجل أن تغطي السوق الواسعة في إندونيسيا والتي يبلغ تعدادها 200 مليون مسلم.

وتواجه الشركات المنتجة عمومًا مشكلة عدم وجود هيئة عالمية موحدة لإعطاء الشهادات للمنتجات الحلال وبالتالي عدم اعتراف هيئات التصديق المختلفة ببعضها البعض فعلى سبيل المثال لإندونيسيا قوائم تصديق حلال معتمدة، ولكن يصعب الاعتراف بها في بلدانٍ أخرى.

يكاد هذا المشهد أن يختصر المسار الذي يتخذه منذ أعوام ملايين المسلمين الملتزمين الساعين لاتباع الشريعة بحذافيرها الظاهرية فقط، ويشكلون المستهلك الأكبر لشركات إنتاج المكياج الحلال على امتداد العالم الإسلامي (من جنوب شرق آسيا ثم السعودية وصولاً إلى مسلمي بريطانيا وأستراليا وغيرها). حيث هناك اليوم هيئاتٌ متخصصة تمنح شهادات المطابقة للشريعة الإسلامية، اليابان الآن ستسوق أيضًا منتجاتها الحلال عبر العالم.

تقول سامينا اختر وهي امرأة مسلمة صاحبة أول شركة مستحضرات تجميل حلال في بريطانيا ” أشعر حقيقة أن هذا المنتج… سد ثغرة في السوق. لا أسعى وراء التربح بل أقدم منتجا يتطلع له الناس.” فهل هذا ما يتطلع إليه المسلمون حقًا.

حصانة المملكة العربية السعودية مقابل الحصانة الأمريكية

نسخة لندنية لقوس النصر التدمري، في غيابٍ للمعارضة السورية وحضورٍ للنظام