in ,

لم شمل القاصرين في ألمانيا

SONY DSC
مايا درويش

تشكل البيروقراطية المعقدة وشروطها عائقا كبيرًا أمام اللاجئين بشكل عام واللاجئين القصر بشكل خاص وتزيد من معاناتهم وصعوبة اندماجهم في المجتمع الألماني .

فقد بلغ عدد اللاجئين القصر الذين وصلوا الاتحاد الأوروبي عام 2016 قرابة 63000 قاصر بحسب مكتب الإحصاء  في  الاتحاد الأوروبي  (يورو ستات ) وبحسب الإحصائية أكثر من نصف هؤلاء استقروا في ألمانيا.

في حين يتوزع الآخرون في باقي الدول الأوروبية  معظمهم من أفغانستان و سورية. كما أن قانون إيقاف لم الشمل اللاجئين القصر لذويهم في ألمانيا والذي صدر العام الماضي قد زاد الطين بلة .

فقد لوحظ مؤخرًا في بعض الولايات المماطلة في البتِّ بطلبات لجوء القصر السوريين غير المصحوبين بذويهم، ريثما يبلغون الثامنة عشرة مما يحرمهم من حقّ لمّ شمل العائلة

في حين يتم منح الحماية الثانوية للاجئين قصر في ولايات أخرى حيث يحق لهم البقاء في ألمانيا مدة سنة ولكن لايتم الاعتراف بهم كلاجئين بشكل كامل كما أنه لايسمح لهم بتقديم طلب لم شمل أسرهم إلا بعد مرور عامين.

يوسف البالغ من العمر 6 سنوات جاء مع جدته إلى ألمانيا بطريقة غير شرعية عبر قوارب الموت تاركًا أهله في مخيمات اللجوء في تركيا على أمل أن يلم شمل عائلته في أقرب فرصة. يقيم يوسف مع جدته في منزل في مدينة كاسل.

تقول فاطمة جدة يوسف البالغة من العمر 60 عاما “قدمنا إلى ألمانيا منذ قرابة العامين وقد تم منحي إقامة الثلاث سنوات في حين تم منح يوسف حماية ثانوية وبالتالي لايحق له القيام باجراءات لم الشمل قمنا بتوكيل محامي للطعن في القرار منذ ثلاثة أشهر ولاجديد حتى تلك اللحظة يوسف يبكي دائما قائلا “بدي ماما واخواتي” “وديني عند ماما” أما في المدرسة فهو انعزالي وحزين دائمًا”.

أما بالنسبة لي فأنا غير قادرة على الاندماج وتعلم اللغة ولاحتى الانتقال إلى ولاية أخرى بسبب الحماية المؤقتة التي تم منحها ليوسف.

وليس يوسف وحده الذي حرم حق لم الشمل ف أحمد البالغ من العمر 11 عام جاء مع أخته وعائلتها إلى ألمانيا منذ قرابة العامين تاركًا أهله في سوريا يقيم أحمد في منزل مع أخته وعائلتها في مدينة  فولدا  تقول مريم أخت أحمد ” تم منحي وعائلتي حماية ثانوية وأخي أحمد كذلك قمنا بتوكيل محامي منذ ستة أشهر ولم يأتينا أي رد للآن تغيرت نفسية وسلوك أحمد كثيرًا فقد بات عدوانيًا عصبيًا، غيرمبالٍ، فهو لا يهتم بدراسته ويقوم بضرب أصدقائه في المدرسة إني أعاني كثيرا ولا أعرف ماذا أفعل هو بحاجة أمه وأبيه وأخوته كي يستعيد توازنه من جديد”

أما صالح البالغ من العمر 12عام جاء بمفرده إلى ألمانيا منذ عام تقريبًا وقد تم تعيين وصية ألمانية “vormund” عليه تدعى كاترينا والتي عينت من قبل محكمة الوصاية “Vormundschafts” تملك كاترينا منزلاً في مدينة شتوتغارت الألمانية تأوي فيه عدد قليل من القصر الذين جاؤوا إلى ألمانيا دون ذويهم وتقوم بتلبية حاجاتهم والاعتناء بهم

تقول كاترينا وهي شابة ألمانية تبلغ من العمر25 ” لدي في المنزل حوالي 4 قصر أعمل على حمايتهم  ورعايتهم ومساعدتهم وتلبية حاجاتهم وقد تم منح صالح حماية ثانوية وأنا الآن أقوم بمتابعة الموضوع والقيام  بالاجراءات اللازمة  لذلك آملة بأن تنجح المحامية بالطعن ويتم منحه إقامة الثلاث سنوات كي يستطيع لم شمل أهله”

أما صالح فيقول ” أنا متفائل كتير.. ماما كاترينا وعدتني انه رح تجيبلي أهلي ونعيش كلنا

هون بألمانيا ومانفترق أبدًا ”

أما الشاب أغيد  فقد نظم وقفة احتجاجية منذ قرابة الشهرين مع لاجئين قصر من جنسيات مختلفة وممثلي منظمات حقوقية أمام البرلمان الألماني ( البوندستاغ ) في برلين رافعين فيها لافتات تطالب بتمكين اللاجئين القصرمن لم شمل أسرهم.

وكان أغيد قد قدم إلى ألمانيا منذ قرابة العامين بمفرده وكان عمره آنذاك 16 عام حيث تقدم بعد وصوله بطلب لم شمل لأبيه وأمه  إلا أنه تمكن من إحضار أمه فقط  وفشل باستقدام أبيه فوصوله سن ال 18 أنهى إمكانية لم شمل أبيه.

فتجميد إجراءات لم الشمل مدة عامين يمنع أي لاجئ  قاصر سيصبح بالغًا من لم شمل أهله.

 

وبحسب ماقالته الأخصائية الاجتماعية المهتمة بشؤون اللاجئين في مدينة كاسل لـ أبواب ناديا حلموشي:

”  في السكن يوجد قصر تتراوح أعمارهم بين 14 و 18، معظم الأشياء التي ينبغي القيام بها من قبل  الوالدين نحن من يقوم بها، مثلاً الذهاب إلى الطبيب أمر في غاية الصعوبة فهم لايمتلكون أوراقًا رسمية ويعاني معظم اللاجئين القصر من مشاكل نفسية جراء ماعاشوه في وطنهم وهروبهم من الحرب. إضافة لذلك الخوف على أسرهم الذين بقوا هناك في أرض المعركة كما لوحظ تغير واضح في سلوكهم فبعضهم، قد أصبحوا عدوانيين وفي كثير من الأحيان يبكون ويصرخون فبعضهم ينام والمصابيح مضاءة فهم يخافون الظلام فوجود العائلة والارتباط الأسري أمر في غاية الأهمية بالنسبة للقصرفهو يساعد على الاستقرارو إعادة التوازن النفسي وإمكانية الإندماج بالمجتمع الألماني”

وقد انتقدت منظمات حقوقية منح ثلثي السوريين المتقدمين بطلبات لجوء في ألمانيا حماية ثانوية  مما زاد الأمر تعقيدًا.

كما دعا مجلس اللاجئين في برلين إلى عقد لجنة داخلية بالبرلمان الألماني جلسة استماع لخبراء مستقلين  بشأن مشروع قانون جديد لحزبي الخضر واليسار، المعارضين  لإلغاء قانون إيقاف لم الشمل للاجئين حتى  عام 2018.

كما طالب ممثلو منظمات حقوق الإنسان ومساعدة اللاجئين، بإلغاء قرار حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الصادر في مارس 2016 بتجميد لم شمل الحاصلين على الحماية الثانوية حتى 2018، أو على الأقل استثناء اللاجئين السوريين من هذا القرار ولاسيما القصر.

 

 

اقرأ أيضاً

ارتفاع في عدد الطعون الرابحة ضد قرارات رفض اللجوء

زيادة في عدد تأشيرات لم الشمل في ألمانيا عام 2017

شُرفات العويل

دعوة ألمانية لفك “الحصار” عن قطر